كريتر نت – متابعات
قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي السبت إن وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي “هراء”، وذلك ردا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم فيها أن مصر تريد حبس سكان يريدون الخروج من غزة رغم رغبتهم في مغادرة منطقة الحرب.
ويأتي هذا فيما يجد الموقف المصري دعما عربيا واسعا عكسته بيانات صادرة عن وزارات الخارجية في أغلب الدول العربية تؤكد دعم موقف مصر في اعتبار تهجير الغزيين إلى سيناء خطا أحمر.
وضاعف المسؤولون المصريون، من خلال تصريحات متعددة رافضة لتهجير الغزيين، الضغوط على نتنياهو، الذي يحاول أن يحمّل مصر مسؤولية معارضة استقبال الآلاف من الهاربين من القصف، وكأن مصر هي من ترفض الاستقبال فيما أن الواقع يقول إن سكان القطاع يرفضون المغادرة وأن الجيش الإسرائيلي يسعى لإجبارهم على ذلك بالقوة.
وسبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن قال في أكثر من مرة إنه “لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر”، وذلك يعد “خطا أحمر”.
ويرى مراقبون أن مصر في موقف قوة من ناحيتين: الأولى أنها ترفض مطلقا فكرة أن تكون هي الوطن البديل لسكان القطاع كما تخطط لذلك إسرائيل، والقيادة المصرية مدعومة في ذلك شعبيا على نطاق واسع، والثانية أنها تدافع بموقفها هذا عن حق الغزيين في الحفاظ على أرضهم ورفض التهجير تحت الضغط.
وقال وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني “إن مسألة التهجير هي خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف… إذا كان هناك مجاعة من صنع البشر فهذا لدفع السكان للخروج من أرضهم هذا هراء أن نقول إن هناك تهجيرا طوعيا”.
ودعت إسرائيل في وقت سابق سكان مدينة غزة إلى المغادرة نحو الجنوب، مع توغل قواتها في أكبر منطقة حضرية في القطاع.
ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة السماح للفلسطينيين في غزة بالمغادرة طواعية، واقترح أن تقبلهم دول أخرى.
وقال مكتب نتنياهو الجمعة إنه تحدث عن الحق الإنساني الأساسي لكل فرد في اختيار مكان إقامته، لاسيما في أوقات الحرب.
وقال الوزير المصري إنه تحدث مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في اتصال هاتفي الجمعة ذكر بيان للوزارة أنه تناول الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والتي تستند إلى العناصر المقترحة للمبعوث الأميركي.
وأكمل البيان “شدد الوزير عبدالعاطي على أهمية تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة من أجل خفض التصعيد وحقن دماء الشعب الفلسطيني ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.”
ووصف ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (تتبع الرئاسة)، نتنياهو بـ”الواهم”، متحديا إياه أن يلغي اتفاقية الغاز المبرمة مع القاهرة منذ عام 2019 والممددة إلى 2040 “إن استطاع تحمل النتائج الاقتصادية وليست السياسية فقط.”
وجاء ذلك في تصريحات له، مساء الأربعاء، بعد حديث إعلام عبري الثلاثاء عن أن نتنياهو يدرس تعليق الاتفاقية “الحيوية” للقاهرة لإمدادها بالطاقة.
وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” ذكرت الثلاثاء أن رئيس الحكومة ووزير الطاقة إيلي كوهين يعتزمان إعادة النظر في صفقة غاز ضخمة وقعت مع مصر في أغسطس الماضي، دون إشارة إلى مدى مطابقة هذه الخطوة للعقد المبرم بين الجانبين، وما يفرضه من التزامات قانونية في حالتي الفسخ أو التعطيل.
ولاقت تصريحات نتنياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رفضا عربيا، ودعما للموقف المصري، بعد انتقاده إسرائيليا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان “ندين التصريحات المتكررة من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما في ذلك عبر معبر رفح، واستمرار استخدام الحصار والتجويع لفرض التهجير القسري.” وشددت الخارجية السعودية، على أن المملكة “تجدد دعمها الكامل للأشقاء في مصر في هذا الصدد.”
وأكدت الإمارات “وقوفها الكامل إلى جانب مصر”، معربة عن إدانتها لتصريحات نتنياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وثمنت جهود مصر “المستمرة في نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي لمحاولات تهجيره، والسعي للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، نشرته الوكالة الرسمية.
ووصفت وزارة الخارجية القطرية في بيان، تصريحات نتنياهو بأنها “امتداد لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء للقوانين والاتفاقيات الدولية، ومحاولة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لاسيما حل الدولتين.”
واعتبرت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، تصريحات نتنياهو “انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.”
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، إنها “تدين بأشدّ العبارات، التصريحات العدائية المرفوضة التي يطلقها متطرفو الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح.”
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان بهجوم نتنياهو، على مصر، معتبرة أنه اعتراف إسرائيلي رسمي بمخططات التهجير في قطاع غزة.
وفي بيان، أدانت الخارجية الفلسطينية “التصريحات والمواقف الاستفزازية التي صدرت عن نتنياهو، والتهم الباطلة والهجوم غير المبرر على مصر.”
واعتبرت تصريحات نتنياهو “اعترافات إسرائيلية رسمية بمخططات التهجير التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة.”
وأدان، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في بيان بـ”أشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والخطيرة الصادرة عن رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلية بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.”
واعتبر أن هذه التصريحات تمثل دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.”