ا. د . سعيد أسماعيل
أمس تم إرسال 100 طالب وطالبة للاستفادة من منح مقدمة من دولة الإمارات لطلاب الجنوب عبر المجلس الانتقالي. أتمنى لجميع الطلاب التوفيق والنجاح، وهذا هو الجانب الإيجابي من الخبر.
ومن جانب آخر، تفاجأت بالمنشورات التي زعمت زورًا أن جميع المنح الـ100 ذهبت لأبناء الضالع، بل وصل الأمر ببعضهم لنشر مثل هذه الادعاءات، حتى تدخل وزير التعليم العالي المعروف بسوء سمعته ليؤكد أن توزيع المنح لم يتم عبر وزارته.
أولاً: المنح وصلت عبر المجلس الانتقالي، وهي مخصصة لأبناء الجنوب فقط، وجميع تكاليف دراسة الطلاب ومصاريفهم متكفلة بها دولة الإمارات.
هناك من يقول إن صرف المنح تم دون امتحان مفاضلة، وآخرون يزعمون أن توزيعها لم يكن متساويًا بين المحافظات.
وسأرد على كل هذه الادعاءات…”
على سبيل المثال، منذ بداية امتحانات المفاضلة في كلية الطب بجامعة عدن، وقبل قيام الوحدة، كان يتم تخصيص نسب محددة لكل محافظة من محافظات الجنوب. هذه النسب لم تكن متساوية، إذ كانت الحصة الأكبر من نصيب محافظتي عدن وحضرموت، تليهما لحج وأبين وشبوة، بينما كانت محافظة المهرة تحصل على منحتين فقط.
غير أن هذا النظام أُلغي لاحقًا، نظرًا لكون مستوى بعض الطلاب المقبولين من بعض المحافظات ضعيفًا، وهو ما كان يحدث على حساب طلاب آخرين من محافظات مختلفة يتمتعون بمستوى أفضل لكن لم يُقبلوا.
ثانيًا: لو تم اختيار الطلاب الـ100 عبر امتحان مفاضلة، فأنا على يقين بأن أبناء الضالع سيكتسحون القائمة، وسيكون معظم المقبولين منهم. وليس ذلك لأن الرئيس عيدروس أو شلال من أبناء الضالع، بل بسبب المستوى المتميز الذي أثبته طلاب الضالع في السنوات الأخيرة، حيث حققوا النسبة الأعلى في القبول بجميع كليات جامعة عدن، وليس في كلية الطب فقط.
ثالثًا: أرى أن هناك ظلمًا قد وقع على أبناء الضالع في منح الـ100 طالب وطالبة، وذلك لعدم إجراء امتحان المفاضلة.
وأنا على يقين بأن الكثير من أبناء الضالع لم يحصلوا على حقهم، وكانوا الأَولى بأن يكونوا ضمن قائمة المئة.
رابعًا: أنا أدرس في كلية الطب، وكنت قبل سنوات أقوم بالتدريس في السنة التحضيرية، وأُقِر بأن أبناء الضالع من أكثر الطلاب تميزًا وشغفًا وحبًا للتعليم، بل ومن أكثرهم التزامًا بالأخلاق.
خلال الأيام القادمة ستُعلَن نتائج المقبولين للدراسة في الكليات الطبية للسنة التحضيرية لهذا العام، وأنا على يقين أن معظم المقبولين سيكونون من أبناء الضالع، نظرًا لاهتمامهم الكبير بالتعليم. كما أن هناك طلابًا متميزين من يافع وبقية مناطق الجنوب، في حين أن كثيرًا من الطلاب الآخرين انشغلوا بالواتس والتوك توك والفيسبوك أكثر من اهتمامهم بالدراسة.
من العيب أن نرى دائمًا حملات السب والقدح الموجهة ضد أبناء الضالع. البعض تألم من مواقف الرئيس عيدروس الزُبيدي، فصبّ جام غضبه على الضالع وأبنائها. وأقول لهؤلاء: إن ما سيسببه لهم عيدروس من وجع أكبر لم يأتِ بعد.
مبارك لكل طالب وطالبة متفوقين، سواءً من أبناء الضالع أو من بقية محافظات الوطن.
لكن السؤال: لماذا لا نرى مثل هذا الهجوم العنيف عند إعلان منح وزارة التعليم العالي..؟ تلك الوزارة التي أصبحت بحاجة فعلًا إلى “إعادة ضبط المصنع”.
(ومن الضروري محاسبة الجهة التي نشرت الكشف المزوّر لقائمة المنح الـ100، بل ومحاكمتها).
من صفحة الكاتب في الفيسبوك















