كريتر نت – متابعات
تعطى إشارة انطلاق بطولة كوبا أميركا في نسختها الـ47 الأحد وسط ترقب شديد لأجوائها في ظل التقلبات الأخيرة التي رافقت انتقال تنظيمها من كولومبيا والأرجنتين إلى البرازيل. وتمتد مباريات النسخة الجديدة من البطولة القارية الأقدم في العالم بين الـ13 من يونيو الجاري وحتى الـ10 من يوليو المقبل. وستكون الأنظار شاخصة نحو أبرز المواهب في صفوف منتخبي البرازيل والأرجنتين المتوقع تألقهما في البطولة.
ريترقب عشاق كرة القدم اللاتينية انطلاق النسخة الـ47 من بطولة كوبا أميركا الأحد المقبل، بمشاركة 10 منتخبات في البرازيل، ويُنتظر اندلاع حرب بين العديد من النجوم في البطولة الأغلى بأميركا الجنوبية. وتقرر سحب تنظيم البطولة من كولومبيا بسبب احتجاجات واسعة في البلاد، قبل انسحاب الأرجنتين مع الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بفايروس كورونا.
وكعادته، لا يمل ميسي من تحقيق كل الأرقام القياسية الممكنة مع ناديه برشلونة، ورغم بلوغه 33 عاما، إلا أنه يحلم بلقب مع منتخب الأرجنتين. وعاش ميسي موسما ناجحا على المستوى الفردي مع برشلونة دون تحقيق الآمال الجماعية في الدوري ودوري الأبطال، حيث اكتفى بتحقيق لقب كأس العرش.
وشارك هذا الموسم في 47 مباراة مع الفريق الكتالوني بكافة المسابقات، سجل خلالها 38 هدفا وصنع 14 هدفا آخر، كما توج بالحذاء الذهبي لليغا بـ30 هدفا. ومع المنتخب شارك ميسي في 143 مباراة دولية سجل خلالها 72 هدفا وصنع 51 هدفا آخر، منذ وضع بصمته الأولى في أغسطس 2005، دون أن يتوج بأي بطولة.
سواريز سيكون ضمن ألد أعداء ميسي لأن فوزه باللقب مع أوروغواي سيضمن له المنافسة على الكرة الذهبية
وتمثل بطولة كوبا أميركا تحديا كبيرا ومحطة فارقة في تاريخ الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي حقق كل الألقاب الممكنة مع برشلونة، وظفر بكافة الجوائز الفردية التي يحلم بها أي لاعب. إلا أن التاج الذهبي لميسي لا ينقصه سوى قطعة نادرة تتمثل في التتويج بلقب قاري مع منتخب بلاده، حيث كان الإخفاق دائما هو مصيره في بطولات كأس العالم وكوبا أميركا.
ومن المفارقات أن الأرجنتين مع نجمها الأسطوري ميسي لم تعرف طعم التتويج بأي لقب قاري، حيث خسرت في نهائي مونديال 2014 بالبرازيل بسيناريو قاتل على يد الماكينات الألمانية. ثم توالت إخفاقات راقصي التانغو في “كوبا أميركا” بالوصول إلى النهائي 3 مرات والخسارة مرة على يد البرازيل بثلاثية (2007)، ومرتين على يد تشيلي (2015، 2016) بركلات الترجيح.
ولن يفوت ميسي الفرصة للدفاع عن الفرصة التي ربما تكون الأخيرة له في المنافسة على لقب قاري، إذ أن اللاعب الأسطوري بلغ عامه الـ33، وبات من الصعب أن يستمر في الملاعب لما بعد بطولة كأس العالم المقبلة 2022 بقطر. ورغم كل هذه الصعوبات التي تواجه ميسي، إلا أن المعضلة الكبرى تتمثل في ضرورة انتصاره على أصدقاء الأمس الذين لعبوا إلى جواره في برشلونة، ومنهم من مثل معه ثنائية صنعت المجد بقميص البلوغرانا.
صديق الأمس
ارتبط ميسي بعلاقة وطيدة مع لويس سواريز، وشكلا ثنائيا رائعا هو الأنجح في تاريخ برشلونة وربما الليغا، انتهى برحيل “البيستوليرو” إلى أتلتيكو مدريد، في صفقة شبه مجانية ساهمت بالجزء الأكبر في تتويج الروخيبلانكوس بلقب الليغا خلال الموسم الماضي. وسيكون سواريز ضمن ألد الأعداء لميسي في كوبا أميركا، لأن فوزه باللقب مع أوروغواي سيضمن له بشكل كبير المنافسة على الكرة الذهبية هذا العام، أو على أقل تقدير يرد اعتباره أمام إدارة برشلونة التي تنازلت عنه بسهولة مطلع الموسم الماضي. وفي نفس المجموعة، سيواجه راقصو التانغو تشيلي بقيادة المحارب أرتورو فيدال الذي زامل ميسي أكثر من موسمين في برشلونة.
وثأر سواريز لكرامته من مسؤولي برشلونة، حين قاد أتلتيكو مدريد لتحقيق لقب الليغا هذا الموسم، ويسعى الآن للقب تاريخي في “كوبا أميركا” قد يكون الأخير بمسيرته. وكان سواريز قد ألمح في وقت سابق إلى إمكانية اعتزال اللعب الدولي عقب نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
بطولة كوبا أميركا تمثل تحديا كبيرا ومحطة فارقة في تاريخ الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي حقق كل الألقاب الممكنة مع برشلونة
وشارك نجم أتلتيكو هذا الموسم في 38 مباراة بكافة المسابقات مع ناديه، تمكن خلالها من تسجيل 21 هدفا وصناعة 3 أهداف أخرى. ويعد صاحب (34 عاما) الهداف التاريخي لمنتخب أوروغواي، كما ساعده في الفوز ببطولة كوبا 2011، بعد عام من احتلال المركز الرابع في كأس العالم. وانضم للمنتخب في بداية حقبة تاباريز، وتحديدا في فبراير 2007، وخاض 116 مباراة دولية سجل خلالها 63 هدفا، كما قدم 35 تمريرة حاسمة.
لكن الصديق الآخر اختار بنفسه الرحيل عن برشلونة وإفساد مثلث “MSN” الناري، وهو نيمار دا سيلفا، الذي ذهب إلى باريس سان جيرمان بإرادته في أغلى صفقة بالتاريخ، ورغم ذلك لم يحقق نصف النجاح الذي حققه بجوار ميسي. وسيكون أيضا نيمار أشد أعداء ميسي في البطولة، خصوصا بعدما انتقلت إلى أرض البرازيل، وسيسعى للفوز باللقب ليضمن حفاظ “السيليساو” على اللقب في بلاد سحرة كرة القدم. ويتوجب على “البرغوث” الانتصار والتفوق على أصدقائه السابقين في دور المجموعات، وفي حالة التأهل ربما يصطدم التانغو بالبرازيل بقيادة نيمار.
والمدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو صاحب الـ23 عاما لاعب يوفنتوس الذي لعب على سبيل الإعارة في صفوف أتالانتا الإيطالي آخر موسمين. وكان روميرو من أبرز لاعبي أتالانتا الموسم الماضي، حيث شارك في 42 مباراة في مختلف المسابقات، كما نجح في تسجيل 3 أهداف وصناعة 5، رغم كونه قلب دفاع. وجذب تألق روميرو أنظار سكالوني مدرب المنتخب الأرجنتيني، الذي أشركه أساسيا في أول مباراة له مع المنتخب الأول ضد تشيلي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ولعب المباراة كاملة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
كذلك لوكاس باكيتا لاعب خط الوسط البرازيلي انضم لصفوف أولمبيك ليون الفرنسي الصيف الماضي، قادما من ميلان الإيطالي، بحثا عن فرصة أفضل للمشاركة. وتألق صاحب الـ23 عاما مع ليون، فخلال 34 مباراة خاضها الموسم المنتهي، سجل 10 أهداف وصنع 6. ولا يُعد باكيتا غريبا عن المنتخب البرازيلي، حيث كان ضمن الفريق المتوج بلقب 2019، لكنه لم يُشارك سوى في 5 دقائق فقط كبديل ضد باراغواي في ربع النهائي. وكان أول ظهور لباكيتا في عام 2018 في مباراة ودية ضد أميركا. ويبدو أن باكيتا دخل خطط تيتي مدرب البرازيل للفترة المقبلة، حيث أشركه أساسيا ضد الإكوادور ولعب اللقاء كاملا في المباراة التي فاز بها السامبا 2 – 0.
كما يبرز الظهير الأيمن الأرجنتيني خوان فويث صاحب الـ23 عاما، لعب الموسم الماضي مُعارا من توتنهام الإنجليزي في صفوف فياريال الإسباني. فويث عانى من عدة إصابات عضلية عطلته خلال الموسم، لكنه كان صاحب بصمة في المباريات المهمة مع الفريق، وأبرزها نهائي بطولة الدوري الأوروبي ضد مانشستر يونايتد، حيث لعب أساسيا طوال 88 دقيقة قبل استبداله، وساهم في تتويج الغواصات
الصفراء بأول لقب في تاريخهم. ولعب فويث 32 مباراة بقميص فياريال، سجل هدفا وصنع 2 في مختلف المسابقات. الأداء المميز لفويث دفع سكالوني مدرب الأرجنتين للاعتماد عليه أساسيا ضد تشيلي في مباراة التصفيات المؤهلة للمونديال، وحتى الدقيقة الـ81. ويبدو أنه سيحظى بدور كبير مع التانغو في كوبا أميركا.
ويبرز أيضا الظهير الأيمن البرازيلي إيمرسون الذي كان من أهم لاعبي ريال بيتيس الموسم الماضي، قبل أن يستعيده برشلونة مُجددا للاعتماد عليه في الموسم الجديد. ولعب إيمرسون بقميص بيتيس الموسم الماضي 38 مباراة، وسجل هدفين وصنع 4، وتألقه جذب أنظار عدة أندية لضمه وعلى رأسها إنتر ميلان. وانضم إيمرسون للمنتخب البرازيلي لأول مرة عام 2019، وحاليا ضمن كتيبة السيليساو في كوبا أميركا، وقد يكون له دور مع الفريق في البطولة.
لاعب موهوب
قد تكون محظوظا بعض الشيء إذا كنت لاعب كرة قدم موهوبا يحمل الجنسية الأرجنتينية ويجيد في أحد مراكز الدفاع أو خط الوسط المدافع، فلن تجد الكثير من المنافسة لحجز مقعد أساسي في صفوف راقصي التانغو. أما إذا أجبرتك موهبتك على اللعب في الهجوم، فأنت على موعد مع منافسة جبارة ضد عدد كبير من النجوم المميزين. وتشتهر الكرة الأرجنتينية بمواهب لا تنضب في الخط الأمامي، مما يجعلنا ندرك أن رحلة لاوتارو مارتينيز إلى مقعد المهاجم الأول لراقصي التانغو لم تكن سهلة أبدا.
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كوبا أميركا في البرازيل، ودائما ما تتواجد الأرجنتين في قائمة المرشحين لنيل اللقب إلى جانب السامبا وأوروغواي وتشيلي. لكن من يراهن على تتويج الأرجنتين يوجه أنظاره إلى خط الهجوم الذي يعج بالنجوم الأبرز في مراكزهم على مستوى العالم وليس داخل أميركا الجنوبية فقط.
وحتى إذا نظرت إلى حراسة المرمى وخط الدفاع والوسط المدافع ووجدت أسماء عادية أو جيدة، لن تتغير نظرتك تجاه الأرجنتين ووضعها ضمن المرشحين لنيل اللقب، لأن الرهان الدائم يكون في المقدمة، وتحديدا على ميسي وشريكه الأبرز في الهجوم، الذي سيكون لاوتارو مارتينيز في نسخة 2021. انضم مارتينيز لمنتخب الأرجنتين في 2018، وكان هجوم راقصي التانغو في ذلك الوقت يضم غونزالو هيغواين وباولو ديبالا وماورو إيكاردي وسيرجيو أغويرو وجيوفاني سيميوني وداريو بينديتو.
ورغم تواجد هذه الأسماء المميزة إلا أن لاوتارو شارك في العديد من المباريات الودية هذا العام، إلى أن حجز مقعدا شبه أساسي في كوبا أميركا 2019 إلى جانب ميسي. وظل يتردد في ذلك الوقت أن لاوتارو تفوق على الآخرين في هجوم الأرجنتين بناء على طلب ميسي، الذي نصح الجهاز الفني بأن يحصل نجم إنتر ميلان على مساحة أكبر للمشاركة. ولم يلعب لاوتارو في ذلك الوقت إلا موسما واحدا مع إنتر، كما أنه لم يكن أساسيا في فريقه لعدد كبير من المباريات لحساب مواطنه إيكاردي.
مفارقة تاريخية
تضم لائحة الشرف الخاصة ببطولة كوبا أميركا 8 منتخبات سبق لها التتويج بالكأس العريقة منذ نسختها الأولى التي أقيمت في 1916. ويتصدر منتخب أوروغواي اللائحة برصيد 15 لقبا، يليه
نظيره الأرجنتيني 14 لقبا ثم البرازيل 9 ألقاب، بينما فاز باللقب مرتين، منتخبات باراغواي وتشيلي وبيرو، مقابل لقب وحيد لمنتخبي كولومبيا وبوليفيا.
ويخوض منتخب السامبا البطولة أملا في الدفاع عن لقبه، وتعززت آماله بقرار اتحاد أميركا الجنوبية بنقل البطولة إلى الأراضي البرازيلية. وتصب ترشيحات عديدة في صف راقصي السامبا، فهو الأكثر استقرارا في الوقت الحالي تحت قيادة مديره الفني تيتي، وهو ما يظهر في الانطلاقة القوية للسيليساو بتحقيق 6 انتصارات متتالية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (قطر 2022).
المنتخب الأوروغوياني الذي يتصدر لائحة الشرف نجح في الحفاظ على لقبه مرتين، حيث فاز بالكأس أول نسختين عامي 1916 و1917 وكرر الإنجاز ذاته في بطولتي 1923 و1924، وكذلك بطولتي 1983 و1987. أما المنتخب الأرجنتيني فينفرد بظاهرة غير مسبوقة في سلسلة الحفاظ على لقب كوبا أميركا، حيث دافع عنه في 4 مناسبات مختلفة، منها 3 مرات على التوالي.
وفاز “التانغو” بلقبي 1927 و1929، ثم ثلاثية متتالية أعوام 1945 و1946 و1947، وبعدها ثنائية متتالية عامي 1957 و1959، وأخيرا لقبين متتالين عامي 1991 و1993. وينضم لهذه السلسلة التاريخية منتخب تشيلي الذي حقق لقبيه في بطولتين متتاليتين عامي 2015 و2016. كذلك منتخب البرازيل منظم نسخة العام الحالي يتواجد في قائمة الناجحين في الدفاع عن اللقب، حيث نجح بهذا الإنجاز مرتين بالفوز بنسختي (بوليفيا 1997) وباراغواي 1999.
وكرر راقصو السامبا الإنجاز بالفوز بلقبين متتاليين عامي 2004 و2007، وأمامه فرصة ثمينة وقوية للغاية في الدفاع عن اللقب الذي حققه في 2019 عندما استضاف البطولة. الملحوظ أن البرازيل سبق لها استضافة كوبا أميركا 5 مرات، نجحت في كل مرة فيها في الصعود إلى منصة التتويج بالكأس أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 و2019، وهي مفارقة تاريخية تعزز أيضا من فرص السامبا في التتويج بنسخة 2021.