كريتر نت – متابعات
يفتتح المنتخب الإنجليزي مبارياته في بطولة أمم أوروبا 2021 اليوم الأحد أمام كرواتيا وسط ترشيحات تؤهله لحصد أول لقب له لجهة الإمكانيات التي يتوفر عليها وأولها مجموعة من اللاعبين المميزين يتقدمهم القائد هاري كين الذي سيكون مفتاح الإنجليز للبحث عن أول لقب أوروبي.
وتستهل إنجلترا مشوارها في بطولة أمم أوروبا اليوم الأحد بمواجهة صعبة أمام كرواتيا، يعول فيها منتخب الأسود على النجم الأول والقائد الملهم هاري كين، فيما ستكون هولندا أمام امتحان صعب عندما تلاقي أوكرانيا المنتعشة بعناصرها الشابة والراغبة بدورها في ترك بصمة في المسابقة القارية. وبالمقابل سيكون لقاء النمسا ومقدونيا الشمالية بعناوين مختلفة لهذين المنتخبين الساعيين إلى تأكيد مشاركة متميزة لكليهما على السواء.
ويحمل نجم توتنهام الإنجليزي هاري كين في جعبته إكسير مساعي منتخب الأسود الثلاثة لإنهاء 55 عاما من الخيبة.
ولم تفز إنجلترا بأي لقب كبير منذ نهائيات كأس العالم 1966 على أرضها، وتاريخها الذي لم يُطبع بإنجازات كثيرة مليئة بالخيبة والحزن والإحراج على البساط الأخضر.
وجاءت واحدة من أكثر الهزائم إيلاما في السنوات الأخيرة، على يد كرواتيا التي تغلبت على رجال ساوثغيت في نصف نهائي مونديال روسيا قبل ثلاث سنوات.
لكن أعيد تنشيط المنتخب الإنجليزي تحت قيادة المدافع الدولي السابق، وهو يدخل المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة على ملعب ويمبلي الأحد، بإيمان متزايد أنه يستطيع تكرار نجاح بوبي مور ورفاقه على أرضهم منذ أكثر من نصف قرن.
واختار ساوثغيت واحدة من أكثر التشكيلات شبابا وإثارة للاهتمام في البطولة، مع ضم فيل فودن ومايسون ماونت وجود بيلينغهام، ما يبشّر بعصر جديد للأسود الثلاثة.
ومع خوض إنجلترا كل مبارياتها بمرحلة المجموعات على ملعب ويمبلي الذي يستضيف أيضا مباريات دور الستة عشر ونصف النهائي والنهائي، تم إعداد الملعب ليحقق رجال ساوثغيت أقصى استفادة على أرضهم.
وللقيام بذلك، يجب أن يبقى القائد كين جاهزا بدنيا ومشغلا لكل محركاته. وأنهى كين موسمه هدافا للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة، مع تسجيله 23 هدفا هذا الموسم.
المنتخب الإنجليزي يدخل المباراة الافتتاحية على ملعب ويمبلي بإيمان متزايد أنه يستطيع تكرار نجاح مر عليه أكثر من نصف قرن
لذا فإن الشاب البالغ 27 عاما في ذروة قوته وقمة طموحه. ولا عجب إبلاغه لتوتنهام الذي لم يفز بأيّ لقب منذ 2008، برغبته في الانضمام إلى ناد قادر على منحه الميداليات التي تستحقها موهبته.
وستكون قصة انتقال كين واحدة من قصص الموسم الجديد في البريميرليغ، إذ يقف حامل اللقب مانشستر سيتي في طليعة الساعين إلى ضم المهاجم المقدر سعر انتقاله بنحو 212 مليون دولار.
ويؤكد ساوثغيت أن كين سيكون قادرا على وضع الطموحات الشخصية جانبا والتأكيد على المساعي الهجومية للمنتخب الإنجليزي في المسابقة القارية.
وقال “أعتقد أن تركيزه ينصب على الفريق. أعتقد أنه واضح جدا في ذلك. الجوائز والإنجازات الفردية هي بالطبع شيء خاص جدا ومستحقة بشدة”. وأضاف “لكنه في هذه اللحظة من رحلته معنا، عندما تنسى عدد المباريات والأهداف وتفكر في نجاح الفريق”.
وكشف مساعده ستيف هولاند مؤخرا أن طاقم المنتخب الإنجليزي راجع مسار كين في روسيا، في محاولة لتجنب سيناريو مماثل مع لياقته البدنية.
وقال ساوثغيت إنه “في ما يتعلق باللاعبين الذين يلعبون جميع المباريات السبع، سنحتاج إلى ذلك وسنستخدمه في التشكيلة. لا شك في ذلك”. وأضاف “إنه دائما تحدٍ. من المحتمل أن يكون تحديا في هذه البطولة أكثر من أيّ بطولة سابقة”.
وبصفته قائدا للمنتخب، يعد كين جزءا من مجموعة من كبار اللاعبين الذين أبلغوا ساوثغيت أنهم لا يريدون الاستسلام للمتهكمين.
وقال ساوثغيت “نشعر أننا عازمون أكثر من أيّ وقت مضى على الركوع خلال هذه البطولة. نحن نقبل أنه قد يكون هناك رد فعل سلبي، وسنتجاهل ذلك ونمضي إلى الأمام”.
وفي المواجهة الثالثة تأمل هولندا في أن تستمر محركات لاعب وسطها الشاب فرنكي دي يونغ بالدوران حتى نهاية مشاركتها في كأس أوروبا لكرة القدم، بعد عودتها إلى الساحة إثر غيابين مخيبين عن كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018.
وظهرت هولندا آخر مرة في بطولة كبيرة عام 2014، عندما حلّت ثالثة في مونديال البرازيل، وستستهل مشوارها في البطولة القارية ضد أوكرانيا على ملعب أمستردام.
وغاب الجيل القديم الذي حلّ وصيفا أيضا في مونديال 2010، فافتقد الهولنديون أمثال روبن فان برسي وآرين روبن وويسلي سنايدر، لكن دي يونغ (24 عاما) يجسّد الجيل الجديد للمنتخب البرتقالي، إلى جانب ماتيس دي ليخت قلب دفاع يوفنتوس الإيطالي.
وبرز الثنائي مع فريقهما السابق أياكس أمستردام، عندما قاداه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، ما ساهم بنقلهما إلى برشلونة ويوفنتوس بصفقتين خياليتين.
واحتاج دي يونغ إلى موسم للتأقلم في ملعب كامب نو، بعد قدومه مقابل 85 مليون دولار، لكن موسمه الثاني كان رائعا، برغم زلات فريقه في الدوري المحلي والمنافسات القارية.
لكنّ الهولنديين قلقون حيال الإرهاق البدني الذي تعرّض له في موسم طويل مع برشلونة، إذ خاض 4492 دقيقة في موسم 2020 – 2021 في 49 مباراة.
ويشارك دي يونغ (24 عاما) أيضا في اللعب الهجومي، وترك بصمات تهديفية على غرار نهائي كأس الملك ضد أتلتيك بلباو (4 – 0).
وقال مدربه فرانك دي بور “لعب في كل المراكز باستثناء حراسة المرمى. هو لاعب رائع”.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة ماركا الإسبانية “سيكون أحد أبرز لاعبينا في كأس أوروبا. إذا كان فرنكي بخير، ستلعب هولندا جيدا”.
واستهل دي يونغ مشواره الدولي في مباراة ودية ضد البيرو في سبتمبر 2018، عندما أعاد كومان بناء منتخب خائب من عدم التأهل للمونديال.
وقادت انتفاضة منتخب الطواحين إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية 2019 حيث خسروا أمام البرتغال 0 – 1، وذلك بعد التغلب على إنجلترا في نصف النهائي.
وستلعب هولندا على أرضها في دور المجموعات، وستحاول الاستفادة من وقوعها في مجموعة سهلة تضمّ أوكرانيا، النمسا ومقدونيا الشمالية.
وقال مدرب أوكرانيا الهداف السابق أندري شيفتشنكو “المهمة الأساس للمنتخب تخطي دور المجموعات. نعرف أننا سنواجه أقوى المنتخبات وهولندا مرشحة”.
وتابع لاعب ميلان الإيطالي السابق “لدينا أسلوب معين ولن نغيره. قد نلعب بخطة 4 – 3 – 3 أو 5 – 3 – 2 لكننا لن نغيّر مبادئنا”.
ويعوّل شيفتشنكو على ظهير مانشستر سيتي الإنجليزي وصيف بطل أوروبا ألكسندر زينتشنكو، بالإضافة إلى لاعبي الوسط رسلان مالينوفسكي وأندري يارمولنكو.
وقال دي بور “تملك أوكرانيا لاعبين جيدين، ولن يكون الفوز عليهم سهلا. تملك منتخبات شرق أوروبا لاعبين جيدين دوما. أتوقع مباريات صعبة جدا في دور المجموعات، وإذا قدّمنا أسلوبنا يجب أن نتأهل إلى الدور التالي”.
ويشرح مدرب المنتخب السابق لويس فان غال، أوّل من استدعى ديباي إلى المنتخب البرتقالي ذلك بقوله “للذهاب بعيدا في الدورة، أنت بحاجة بالتأكيد إلى الموهبة، لكنك بحاجة أيضا لشبان يظهرون أنيابهم. يجب أن يقدّم ممفيس هذه الذهنية للمنتخب”.