كتب – جميل الصامت
مركز مديرية صبر الموادم محافظة تعز ربما يجهل الكثير سبب تسميتها ،غير مدركين انها تعود للعام 1918م عندما قدم علي راس جيش الامير علي بن محمد الوزير نائبا عن الامام يحيى حميد الدين، واتخذها مركزا للحكم بعد الاطاحة برموز تعز واذلال وجهائها عبر المكر والخديعة ،وامعان القتل في اهلها الشجعان .
شهدت تعز وصبر على وجه التحديد الممتدة حينها من ثعبات واعالي الجحملية والمجلية وحتى قمة الجبل مواجهات غير متكافئة مع ماكان يطلق عليه الجيش الدفاعي الغازي للواء الاسفل (تعز) بقيادة علي الوزير .
الذي تكبد خسائر فادحة في صفوف جحافله اثر مقاومة شعبية ابداها الاهالي ،الا ان فارق التسليح والامكانات رجحت كفة الغزاة وتمكن علي الوزير من التغلب على المقاومة الشعبية ،ليدشن ذلك باطلاق اسم اقرب منطقة مطلة على مدينة تعز دار النصر وشيد قصر سمي دار الشرف وبجواره مجمع حكومي لادارة الشأن للغزاة الحاكمين لتعز الذي امتد حتى العدين ..
خلال مناوشات بين الائمة الحاكمين لشمال اليمن والبريطانين مستعمري الجنوب اثناءها اي في العام 1937م قام الطيران البريطاني بقصف منطقة دار النصر مركز الحكم للائمة ،لكن الطيران اخطأ الضربة فسقطت القذائف بعيدا عن المكان المقصود فيما يبدو انه انحراف عن الهدف وماتزال هناك (شعبة) بالقرب من سائلة النمر تخلد الواقعة اطلق عليها شعبة الطيارة تحتفظ بالاسم الى اليوم ،وقد اشار المؤرخ محمد المجاهد في كتاب تعز غصن نظير في دوحة التاريخ العربي الى الواقعة .
ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه فخلال العام 2015م شهدت تعز مقاومة شعبية واسعة للانقلاب الحوثي نظرت له تعز امتداد لذلك الحكم الذي اطل برأسه من جديد بعد القضاء عليه بثورة 26سبتمبر 1962م ،لتدخل المدينة واريافها في حرب ضروس ،كانت مليشيات قد تمركزت في مركز مديرية صبر الموادم (دار النصر) حيث يمد منتزة زايد بن سلطان اجنحته وتتموضع السلطة المحلية في مقرها ،لتوضع المنطقة برمتها في دائرة الاستهداف لطيران التحالف العربي الداعم للشرعية الذي قرر استهداف المنطقة بعدة ضربات من طيران التحالف بشكل متفاوت انحرفت خلالها بعض الصواريخ لتحيل مساكن المواطنين الى ركام مخلفة مجزرة مروعة في احداها ،راح ضحيتها 9 من اسرة واحدة جلهم اطفال ونساء ،دون ان يقتل حوثي واحد …؟!
تصحو المنطقة كلها على انقاض وجثث وصراخ وحزن شديد عبرت عنه وجوه الناس ،الذين قرروا البحث عن اماكن للنزوح الجماعي .
حالة الدمار وهول الفاجعة جراء المجزة اجبرت السكان على النزوح القسري ،لتتحول دار النصر الى منطقة اشباح .
بعد تحطم اسطورة الحوثي على صخرة اسمها (مشرعة وحدنان) وعجزه عن اختراقها رغم الحصار اعيدت للناس حالة الثقة ،وبدات التداعيات السرية للمواجهة ،ليتم تحرير جبل صبر المطل على المدينة بالكامل في غضون ساعات كاسرع عملية تحرير تشهدها تعز .
طال النزوح بالناس فاضطروا للعودة الى دار النصر – وهناك من لايزال طبعا – ليجدوا ركام منازل مدمرة واضرار بالغة وجهات انسانية غائبة .
مايزال الناس يتحسسوا تلك الجهات التي خيبت آمالهم في مواطن النزوح وخذلتهم عند العودة .
ولعلها اهم منطقة منكوبة ارضا وانسان هجرها اهلها قسرا لتحال الى اشباح في حين انها لم تكن ساحة معركة بل مسقط لصواريخ التحالف ،ومرمى قذائف المتحاربين كمركز ،ففي الوقت الذي توقفت ضربات الجو بقيت المعاناة جاثمة على الارض ..