كتب : علي محسن سنان
اليوم ساعرج بكم من خلال تناولي لواحد ممن كونوا شخصيتي واسهموا في تقويم بياني ومخارج الفاظي وساهموا في ان اعتلي منبر الخطابة بثقة واقتدار الا وهو العلامة استاذي ومعلمي الفقيد السيد محمد بن محمد هذا الرجل القامة والهامة الذي كانت الظروف قد اعاقت ان يعطي من علمه وغزارة فكره ولغته وادبه
ولم يتم الاستفاده من ما يحمله هذا الرجل من علم وبلاغة ونحو وصرف وشريعة واصول فقه وغير ذلك.
وهنا اقف مع العلامة السيد محمد في محطات :
العلامة السيد محمد تلقى علومه في جبله وعند اكماله لتلقي العلوم في جبله وعودته كان من اوائل من ارسى بنيان التعليم النظامي في الضالع ومن مؤسسيه ورجالاته .
واهتمامه بالتعليم وتكوينه الديني والفكري جعله ان يمون خطيب وامام مسجد الجمعة (الجامع الكبير حاليا) ولسنوات طوال .
وكنت اسمع واشاهد خطبه في الجمعة وفصاحته وبلاغته ولغته الجزلة وبقواعدها ومخارج الفاظها
، ومن مشاهداتي له في وفاة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وبعد صلاة الغائب قاد جنازة رمزية وحتى وسط السوق القديم والقى في الجمع خطبة بالمناسبة الحزينة بوفاة واحد من عظماء الامة .
وتواصلت لقائي به الى ان جاء العام الذي اكون احد تلاميذه في عام 77م في الثاني اعدادي في اعدادية الضالع ليدرسنا فرع واحد فقط وهو النحو .
وهنا مربط الفرس بالنسبة لي اذ كان ذلك اضافة كبيرة لصقلي وزيادة شغفي وحبي للغة والنهل من معين العلامة الاستاذ السيد محمد ، وكانت فرصة تاريخية حضيت وزملائي بها ، ومثلت احد اسس البناء الاي بنيت عليها هوايتي في الخطابة والتعليق .
وعند اكمالي الدراسة الاعدادية والتحاقي بالثقافة شاء ت الظروف مرة ان التقى تعليمي وانا اعمل في ثاني ثانوي ادبي على يد ابنه الدكتور الصديق عبدالودود ، ودرسني مادة اللغة الانجليزية في عام 82م
وبالمناسبة له ابناء وبنات من النوابغ وهم الدكتور عبداللطيف والصحفية والسياسية فاطمة والدكتور عبدالودود والدكتورة شامة والاستاذتين نجيبة وماريه.
واتذكر جيدا عندما صرت احد اعلاميي الضالع كان لي الشرف ان يكون العلامة الاستاذ السيد محمد اهم من شجعني وشد من ازري ؛ وقوم مخارج الفاظي ولغتي وزودني بالكثير من امور البلاغة وعناصر الخطابة والغوص في عوالمها.
وانت تنهل من هذا المعين حتما سوف يكون نتاج ذلك زيادة في ملكات وقدرات وامكانيات هوايتك وكان لي ذلك.
وفي احد لقاءاتي به واتذكر انه كان في وفاة الوالد محمود العسكري حدثني عن عام والوباء ، وما كان يعرف بعام الطاعون ، وكيف كان الناس يموتون بالعشرات في مدينة الضالع عقب نهاية الحرب العالمية الثانية ، وعن ظروف الاهالي ورحيل اليهود وترحيلهم من الضالع الى فلسطين .
وبعد سني العطاء الجزيل وخدمة التعليم والمسجد خطيبا واماما رحل عنا العلامة الاستاذ السيد محمد بن محمد قبل سنوات .
عذرا استاذي ومعلمي ان لم يساعدني يراعي ولا بلاغتي ان اكتب عنك في مقام كمقامك اكون وكلماتي فقيرة لا ترقى لاعطائك حقك
سلام عليك استاذي ورحمة الله تغشاك
وادعوكم احبتي بالدعاء للعلامة الاستاذ السيد محمد بن محمد بالرحمة والمغفرة في هذا الشهر الفضيل .