سالم فرتوت
لقد خرج من غمده ،وأبي العودة اليه إلا أن يرتوي بالدم ! وكان إسماعيل قد هم بارجاعه لولا أن أصواتاً يعرف لكنة اصحابها، كانت تستهدف سمعه من وسط الجلبة الدائرة في سوق القات ،خيل إليه أنها تهتف به قائلة :(يامكلف يامكلف)!نعم فليس من اللائق في مثل حالته هذه أن يعود الخنجر من حيث أتى غير معمد بالدم ،يكاد يصرخ به محتجا:(لماذا تحملني -إذا-أيها الجبان)؟!وإسماعيل يحمله منذطفولته !-ربما-
الكل في بلاده يعتبرونه زينة الرجل ودليل رجولته، يتباهى به القوم، إذيطعم مقبضه عليتهم بالذهب والفضة!والمهم أن الخنجر هو الخنجر والعبرة في في حسن التعامل معه. فإن انت اضطررت لنزعه من غمده، في حالة شجار ،فإياك أن تهينه بإرجاعه ظمإ إلى الدم.وإذا أفلت خصمك منك فاغمس خنجرك في دم أقرب شخص إليك حينها. وإلا فأنت مكلف بن مكلف!مكلف اقترف خطيئة دونها خطيئة امرأةتعرص صاحبها لحرب شرسة من قبل أهالي ليس قريته وحدها بل من قبل بلاد بطولها وعرضها كتلك التي حاصرت أحمد فرحان،ذياك الذي ارجع خنجره كما أخرجه في مشادة وقعت بينه وبين احد الأشخاص.
فليحذر تكرار فضيحة أحمد فرحان!وإن حذا حذوه فأين سيتوارى من أعين القوم والسنتهم الساخطة الساخرة التي لن ترحمه تماماً كما لم ترحم أحمد فرحان.
الآن والخنجر يلتمع بيده في هذه المدينة التي قدم إليها ليبيع القات .الخنجر يلتمع عاكسا ما تسلل إليه من أشعة شمس ذلك الظهر والشاب العشريني واقف بتنورته الرجالية البيضاء وقميصه الأبيض وفوقه جاكت أسود على مفرش القات الذي هو عبارة عن مربع من البلوك يرتفع مقدار نصف قامة إنسان.
كان الاشخاص القريبون منه قدحاولوا فض نزاعه مع خصمه دون جدوى. وفجأة إتجهت يده إلى خنجره الغافي في غمده ويضرب غمده بطنه . وقف حائراً والجلبة الصادرة عن الجمهور الذي لاتهداحركته وجلبته ا تربكه .وياليتك لم تفعل يإسماعيل .الأصوات بلكنة اهله ووجوه ليست غريبة عن عينيه بدا له أنها حاضرة تهتف:(مه تنتظر)؟
آه لامفر له من المكتوب عليه الآن. وليعدم من قبل الحكومة ذلك اهون عليه من نظرات جماعته وحربهم الشعواء عليه.
قفز من مكانه،لم يعترضه الذين معه من أبناء قريته،راح ينحي الآخرين وهو يشق طريقه للحاق بخصمه ،وعند البوابة الجانبية لسوق القات طعنه في الظهر طعنة بلغت قلبه .آه وياليتك لم تنسق لسلطة الخنجر الأخرق يإسماعيل.