كتب : نائلة هاشم
في ظل المساعي المتواصلة نحو ترسيخ ثقافة السلام والانتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة التعافي، يبرز غياب فئتين محوريتين عن عمليات صنع القرار خلال الفترات السابقة، وهما الشباب والنساء. هذا الإقصاء التاريخي لم يمنع هاتين الفئتين من إثبات قدرتهما على قيادة مبادرات مجتمعية ناجحة، أظهرت للعالم أن السلام الحقيقي يبدأ من القاعدة، لا من القمة.
لقد أثبتت النساء قدرتهن على إيجاد حلول واقعية و فعالة، خاصة في ملفات شائكة مثل المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى، حيث نجحن في كسب القبول المجتمعي من جميع الأطراف المتنازعة، بفضل ما يتمتعن به من مرونة، وتعاطف، ورغبة حقيقية في إنهاء المعاناة الإنسانية.
وفي الجانب الآخر، لا يمكن إغفال طاقة الشباب، تلك الفئة التي تمثل وقود التغيير وصوت المستقبل. فالشباب يملكون من الحماس والإبداع والرؤية الجديدة ما يجعلهم قادرين على التأثير الإيجابي وإحداث التحول المطلوب في المجتمعات الخارجة من النزاع.
و يتضح أن النساء والشباب يشكلان جناحين أساسيين في بناء المجتمع.
فالنساء يحملن رسالة السلام، وقبول الآخر، ونبذ الصراعات، بينما يجسد الشباب روح التنمية والإعمار والتجديد.
وحين يمنح القرار لهاتين الفئتين و اعطائهما المساحة الواسعة والحقيقية للمشاركة، فإن مستقبل السلام سيتخذ مسارا أكثر إشراقا وعدلا وأقرب إلى هموم الناس وأقدر على معالجة و اقتلاع جذور الصراع ولا نكتفي بعلاج أعراضه السطحية، ليصبح المجتمع أكثر أمنا و استقرارا و تقدما.
من هنا نؤكد أن النساء والشباب لن يتراجعوا عن مواصلة الطريق نحو المشاركة الفاعلة في صناعة القرار،فهم اليوم يشكلون قوة حقيقية للتغيير وبناء المستقبل، قادرين على كسر حواجز التهميش وفتح آفاق جديدة للتنمية والسلام.
إن إصرارهم على العمل المشترك، والحوار، ونبذ العنف هو السبيل نحو مجتمعات أكثر أمنا وسلاما حيث يصبح صوتهم جزءا أصيلا من كل خطوة ترسم فيها ملامح الغد.
فمضوا بثبات، أيتها النساء وأيها الشباب، في سبيل انتزاع حقوقكم المشروعة، وبناء سلام مستدام خال من النزاعات والانقسامات العرقية والفكرية.















