كتب : روعة جمال
في السودان، في منطقة الفاشر المتنازع عليها بين قوات الإرهابيين البرهان وحميدتي، وبعد صراع دام سنة على هذه المدينة، خرجت قوات البرهان لتحتلها قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي.
ولكن هذه المرة غير كل مرة، فقد صُدم العالم بما حصل من سفك للدماء والمجزرة التي قام بها السفاح التابع لقوات الدعم السريع المدعو “أبو لولو” بقتل حوالي ألف مواطن من أبناء الفاشر بدم بارد.
وقد بلغ عدد القتلى في الفاشر بسبب تلك المجزرة المروعة حوالي ألفين ويزيد.
أما السفاح أبو لولو، فهو لوحده وببندقيته قد أجهز على ألفٍ قتلهم بدم بارد، ولم يُعرف لماذا ارتكب تلك المجزرة وتلك الحماقة، ولماذا لم يرأف قلبه بشعبه! أطفال ونساء وكبار ورجال، جميعهم كانوا ضحايا هذا الرجل السفاح دون أي ذنب، سوى أنهم كانوا أمامه على أرضهم، في الوقت الذي سيطرت قواته على مدينتهم.
فهم مواطنون لا حول لهم ولا قوة، يعيشون تحت أي قائد ينتصر، فلماذا هذا القتل والصلف؟
قد تكون السودان سجلت أكبر مجزرة، وقد كُتب لها سفاحًا واحدًا تم القبض عليه لينال جزاءه، لكن اليمن كم لديها من سفاحين؟ وكم لديها من قيادات مجرمة تقتل الشعب بقلب بارد؟ وكم من خيانات تحصل للجنود في تلك الحروب من أجل أن يسترزقوا..
في اليمن لا يوجد سفاح واحد، بل في كل حزب سفاح، وفي كل معسكر سفاح، وفي كل زمن سفاح.
في اليمن،قبل ثلاثين عامًا، كان السفاح علي عبدالله صالح يقتل الجنوبيين بدم بارد، ولكن لم تكن هناك إعلام وتغطية، ولم يكن هناك إنصاف لهذا الشعب المظلوم، مثلما كانت دارفور في عهد البشير تُقتل بدم بارد تحت حصار إعلامي مطبق.
وما حصل في السودان قبل يومين، فقد كان شعب الفاشر مخلوطًا بأن هناك عداوة بين الإمارات وجماعات الإخوان الشيطانية، فلو كان أبو لولو رجلاً عاديًا لطووا تلك المجزرة، ولكن ما حصل أن تلك الجماعة كانت تريد إظهار أن الإمارات هي سبب في تلك الحادثة، مع أن القاتل سوداني والمقتول سوداني، والأهم أنه تم كشف من هو سفاح وتم اعتقاله كما قيل، وليكن داعمه حتى إبليس.
ولكن في اليمن، سفاح عاش أعوامًا يقتل الشعب اليمني الشمالي والشعب الجنوب العربي، إنه السفاح علي عبدالله صالح (عفاش) الذي كان يتلقى الدعم من دولة قطر، وكانت تدعم الحوثيين طوال حروبهم الست مع حكومة صنعاء، وقد كانت تنتهي الحرب باتصال واحد من قطر. فلماذا لم تظهر يومًا تلك المجازر يا إخوان الشيطان؟ مع أن الحروب الست في صعدة كانت تظهر عائلات كاملة تُبيد عن بكرة أبيها.
وكان عفاش – وباعتراف من نائبه عبدربه منصور هادي عندما كشف كل منهما أوراق الآخر وأمام شاشات التلفاز – قال عبدربه إن عفاش يرسل عشر قوافل سلاح للجيش واثنتي عشرة قافلة سلاح للحوثيين، وهذا دليل قاطع بلسان عبدربه أن ما حصل في صعدة كان حربًا لأجل قطر وباسم قطر. فهذا أول سفاح في اليمن، عفاش الهالك.
ثم إن هناك سفاحًا آخر اسمه علي محسن الأحمر، وصادق عبدالله الأحمر، والزنداني، وجامعة الإيمان التي كانت مرتعًا للإرهاب وبيتًا لدواعش.
وإن جميع من ذكرت أسماءهم هم سفاحو اليمن الشمالي، فقد أراقوا الدماء في الشمال اليمني والجنوب العربي.
وإذا ظهر في السودان سفاح غبي أظهر نفسه على مواقع التواصل وكشف أمره، فهناك سفاحون يعملون سرًا وجهرًا، لكن تحت تغطية الدول الراعية للسفاحين والإرهابيين، وما عفاش وغيره في اليمن إلا أكبر دليل على أن السفاحين أحيانًا يكونون أكثر ذكاءً من هذا أبو لولو السوداني الغبي، الذي كان سفاحًا بصوت وصورة.
والحمد لله أن الله جعل لتلك الضحايا التي قتلها هذا السفاح من ينتصر لهم. فكم ندعو اليوم أن يكشف الله لنا سفاحي اليمن أمثال علي محسن وعيال عبدالله الأحمر وغيرهم كثير، وعسى الله أن يكشفهم مثلما كشف السفاح أبو لولو.















