عبداللاه سُميح
أثارت مشاركة وفد من ميليشيا الحوثي في إحياء فعاليات “أربعينية الإمام الحسين” بمدينة كربلاء العراقية مؤخراً جدلا واسعا في اليمن، إذ أنفق الوفد مبالغ طائلة على موائد الطعام للزوار، في الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين أوضاعاً مأساوية من الجوع والفقر.
وتداول يمنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لوفد الحوثيين والأنشطة التي نظموها خلال فعاليات المناسبة، حيث ظهرت بوضوح شعارات وصور زعيمها عبدالملك الحوثي، مصحوبة ببث مقتطفات من خطاباته.
كما وثقت المقاطع توزيع ملخصات من مؤلفات مؤسس ميليشيا الحوثي، إلى جانب عرض صور لقتلاهم الذين سقطوا في الضربات الأمريكية، وآخرين من قيادات الحرس الثوري الإيراني الذين لقوا مصرعهم.
ذكرت وسائل إعلام محلية أن ميليشيا الحوثي قدمت خلال أيام الفعاليات مئات الآلاف من الوجبات الغذائية للزوار. وأشار الضابط في القوات المسلحة اليمنية، راشد معروف، إلى أن الوفد وزع تلك الوجبات عبر فروع أعدتها مسبقاً، بتكاليف مالية تقدر بملايين الدولارات، وفق تصريحه.
الحوثيون يوزعون وجبات في كربلاء بينما غالبية ساحقة من أبناء صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم يموتون جوعا هذا هو النفاق بعينه
ناهيك عن انتشار المتسولين بكثرة كما كتب القاضي عبد الوهاب قطران في مقال المقارنة بين عدن وصنعاء pic.twitter.com/amXZkPeWeA— عدنان الاعجم (@adnanalaegm) August 14, 2025
واعتبر مراقبون أن مشاركة الوفد الحوثي تكشف عن عمق انخراط الميليشيا في المشروع الإيراني، وتوظيفها للمناسبات الدينية كأداة سياسية لتعزيز نفوذها وحضورها الإقليمي.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، لدى الحكومة المعترف بها دوليا، معمر الإرياني، إن مواكب الحوثيين في كربلاء “رسالة صارخة تكشف انغماس الميليشيا في المشروع الإيراني حتى النخاع، وانسلاخها الكامل عن اليمن أرضًا وإنسانًا وتاريخًا وهوية، لصالح أجندة دخيلة تريد اقتلاعنا من جذورنا العربية”.
وأشار في تغريدة على منصة “إكس” إلى الحوثيين كأداة إيرانية “تنفذ مشروعًا طائفيًا غريبًا على قيم اليمنيين وعاداتهم الراسخة، ويسعى لفرض طقوس دخيلة تمس جوهر الإسلام الوسطى المعتدل”.
● مشاهد مواكب عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، في كربلاء، رسالة صارخة تكشف انغماس المليشيا في المشروع الإيراني حتى النخاع، وانسلاخها الكامل عن اليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وهوية، لصالح أجندة دخيلة تريد اقتلاعنا من جذورنا العربية
● منذ اللحظة الأولى حذرنا أن… pic.twitter.com/ENchJc7jlq
— معمر الإرياني (@ERYANIM) August 14, 2025
وتابع الوزير اليمني: “هذه المظاهر والشعائر لم يعرفها اليمن عبر تاريخه، وهي مرفوضة من الشعب اليمني، ولولا صموده ووعيه لفرضت علينا بالقوة في شوارع صنعاء وتعز والحديدة”.
وأكد أن القضية “ليست مذهباً كما يحاولون الترويج، بل هي مشروع سياسي وثقافي طويل المدى يهدف لاقتلاع اليمن من محيطه العربي، وإلحاقه كمحافظة تابعة للمشروع الفارسي التوسعي”.
واعتبر الإرياني، أن وعي اليمنيين وصمودهم “هو الضمانة الوحيدة لإفشال هذا المشروع قبل أن نجد أنفسنا غرباء في وطننا، نعيش على أنقاض قيمنا وعاداتنا وموروثنا الحضاري”.
المصدر : إرم نيوز















