كريتر نت – الحرة نت
“محو تام“.. هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنشآت النووية الإيرانية بعد الضربة الأميركية.
“البرنامج النووي الإيراني عاد عقودا للوراء“، والقصف الجوي الأميركي أنهى الحرب بين إيران وإسرائيل التي كانت مستمرة منذ قرابة أسبوعين، “لا أريد أن أذكر مثال هيروشيما، ولا مثال ناغازاكي، لكنهما في جوهرهما نفس الشيء.
لقد أنهيا تلك الحرب. وهذه أنهت الحرب“، قال ترامب.
وهدد بقصف إيران مجددا إذا أعادت بناء برنامجها.
تقارير مشككة
في المقابل، شككت عدد من وسائل الإعلام الأميركية في نتائج الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
ونشرت هذه الوسائل تقييما مخابراتيا مبدئيا قال إن الغارات الجوية الأميركية لم تدمر القدرة النووية الإيرانية وإنما عطلت تطويرها بضعة أشهر فحسب.
إدارة ترامب شككت في التقارير المشككة.
وقال الرئيس الأميركي للصحفيين، خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته: “معلومات المخابرات… ليست قاطعة تماما“.
وأضاف: “تقول المخابرات إننا لا نعرف. ربما كانت جسيمة جدا.
هذا ما تشير إليه المخابرات لكنني أعتقد أننا نستطيع تقبّل عبارة ‘لا نعرف‘.
لقد كانت الأضرار جسيمة جدا .. لقد كان تدميرا كاملا“.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت “الجميع يعلم ما الذي يحدث عندما تسقط 14 قنبلة زنة كل منها 30 ألف رطل على أهدافها بدقة: إنه تدمير كامل”.
وأوضح محللون أنه إذا كان التقييم يستند إلى صور الأقمار الصناعية، فإنه لن يكشف بالضرورة عن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض.
وزير الخارجية ماركو روبيو دافع بدوره عن تأثير هذه الضربات.
وقال لصحيفة بوليتيكو إن إيران “اليوم أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي مما كانوا عليه”، قبل الهجمات.
روبيو وصف الأضرار بـ”الجسيمة جدا“، رافضا التقارير الإعلامية الأخيرة.
ووصفها بأنها “زائفة” وأنها لا تعكس الصورة الكاملة.
وزير الدفاع بيت هيغسيث، هو الآخر، شكك في مصداقية تقييم وكالة مخابرات الدفاع.
“عند التدقيق في التقرير، وهو بالمناسبة تقرير سري للغاية، فهو تقرير أولي، ونسبة الثقة فيه ضعيفة.. هناك دافع سياسي هنا““، قال هيغسيث.
وأضاف أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) يحقق في تسريب محتمل، مشيرا إلى أن المسؤولين عن نشر التقرير أساءوا تفسيره.
وقال “هذه هي اللعبة التي يلعبونها“.
أما إيران فقالت إن منشآتها النووية “تضررت بشدة”، بسبب الضربات الأميركية، وفق متحدث باسم الخارجية الإيرانية.
في إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل قضت على خطر الإبادة النووية، وإنها عازمة على إفشال أي محاولة من جانب طهران لإحياء برنامجها النووي.
وأضاف في تصريحات مصورة صادرة عن مكتبه: “لقد تخلصنا من تهديدين وجوديين مباشرين لنا.. خطر الإبادة النووية وخطر الهلاك من خلال 20 ألف صاروخ باليستي“.
عودة للتفاوض؟
وأعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها “تخطط لإجراء محادثات مع إيران الأسبوع المقبل“.
وقال ترامب إنه لا يعتقد أن إيران ستعود لمواصلة برنامجها النووي.
“قد نوقع اتفاقا وسنطلب التخلي عن البرنامج النووي“، أوضح ترامب.
لكن ترامب شدد على أن الولايات المتحدة ستضرب إيران مجددا إذا أعادت بناء برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقالت إن الأولوية القصوى لمفتشيها هي العودة إلى المنشآت النووية الإيرانية لتقييم تأثير الهجمات العسكرية الأميركية والإسرائيلية والتحقق من مخزونها من اليورانيوم المخصب.
رافائيل جروسي المدير العام للوكالة قال، في مؤتمر صحفي خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني النمساوي، إن “هذه هي الأولوية القصوى“.
وأوضح جروسي أن إيران أبلغت الوكالة في 13 يونيو بأنها اتخذت “إجراءات خاصة” لحماية موادها وأجهزتها النووية، نتيجة المخاوف من أي تسرب كيميائي أو إشعاعي.
“لم يتطرقوا إلى تفاصيل بشأن ما يعنيه ذلك لكن من الواضح أن هذا هو المعنى الضمني. يمكننا أن نتخيل وجود هذه المواد هناك”، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من هذه المواد أنقذ من الهجمات“، قال جروسي.
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين أن باريس تجري تحليلها الخاص للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.
أما روسيا، فقالت فإنه من السابق لأوانه أن تتمكن أي جهة من الحصول على تصور دقيق عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت روسيا لديها معلومات خاصة عن حجم الأضرار، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “لا. لا أعتقد أن أحدا يستطيع الحصول على بيانات واقعية الآن.
ربما الأمر سابق لأوانه جدا، علينا الانتظار حتى تظهر مثل هذه المعلومات“.