كريتر نت .. الاهرام
ترجع أهمية المناطق الأثرية بسيناء إلي اعتبارها أماكن لتعدين الفيروز في العصر الفرعوني، حيث تعددت أسماء سيناء في النصوص المصرية القديمة.
ويقول الدكتور محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة – جامعة الوادي الجديد فى تصريح لــ”بوابة الأهرام” إن سيناء عرفت باسم (تا مفكات)، أي: (أرض الفيروز)، و: (ختيو مفكات)، أي: (مدرجات الفيروز)، و: (ﭽو مفكات)، أي: (جبل الفيروز)، و: (خاست مفكات)، أي، (صحراء الفيروز).. كما عرفت باسم (تا شسمت)، أي: (أرض المعدن الأخضر)، أما اسم سيناء فهو مشتق من اسم إله القمر لدى الساميين، الإله (سين)، وقد قامت عدة بعثات هامة بالكشف والتنقيب عن الفيروز في هذه المنطقة. ويوجد بسيناء مجموعة كبيرة من الآثار الهامة والتي تلقى اهتماماً خاصاً عند أصحاب الديانات الثلاث، وتم تقسيم المواقع الأثرية بسيناء إلي شمال وجنوب سيناء.
وأقسم الله فى كتابه العزيز بأرض سيناء قبل أن يقسم بمكة المكرمة، وذلك في قوله تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ»، وهنا يقصد جبل الطور في سيناء، ثم قال بعدها «وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ»، وهي تعني مكة المكرمة». فسيناء أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية كرمها الله تعالى بذكرها في القرآن الكريم، وكرمها بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادي النيل، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسي بن عمران وفيها تلقي الألواح من ربه، وعاش وتربي فيها يوسف عليه السلام، وعبرها السيد المسيح والسيدة مريم، فتاريخها حافل بالأمجاد والبطولات فعلى رمالها دارت أشهر المعارك.
ويوضح الحصري أنه تعتبر مدينة سيناء العظيمة هي من أقوي الأسوار القوية التي تحمي بلادنا وباقي المدن المجاورة لها، فلا يوجد شخص على تلك الأرض لا يعرف القيمة العظيمة لمدينة سيناء. حيث إنه لا يمكن أن يكون هناك غدر أو حدوث أي كارثة إلا وستعبر من سيناء، ولهذا فهي من أهم المدن التي يتم تقديم دوريات متفاوتة حتى لا تترك تلك المدينة بلا أمن وأمان. أرض سيناء هي المصدر للقوة لأهل مصر، فلا يوجد منزل لم يوجد به أب، جد شارك في حرب سيناء
استوطن الإنسان سيناء منذ العصر الحجري القديم الأعلى، وأصبحت شواهد الاستيطان في العصر الحجري الحديث، والعصر الحجري النحاسي والعصر البرونزي، وتشير الأدوات النحاسية التي ترجع للعصر الحجري النحاسي (والتي عثر عليها في حضارات هذه الفترة) إلى نشاط المصريين في استخراج النحاس في هذه الفترة المبكرة من تاريخ مصر. ومع بداية الأسرة الأولى في مصر استمر النشاط في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز، وتشير إلى ذلك قطعة العاج التي عثر عليها في أبيدوس، والتي تخص الملك “عج إيب” من ملوك الأسرة الأولى.
حركة الرهبنة في القرن الثالث الميلادي بدأت من سيناء، ونشأت عدة مجتمعات رهبانية في منطقة الجبل المقدس جبل سيناء (منطقة سانت كاترين حالياً).
وعند دخول الإسلام مصر كان لسيناء دور كبير أيضًا؛ فقد دخل “عمرو بن العاص” مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر.
ويوافق عيد تحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد. وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989م.
حيث بدأت الدولة المصرية طريق العمل السياسي والدبلوماسي بداية من المفاوضات والمباحثات حتى تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتلاها توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979. وعلى مدار 3 سنوات، حققت الدولة المصرية هدفها وتم الحصول على سيناء بعد الانسحاب الإسرائيلي وذلك يوم 25 أبريل عام 1982. في يوم 25 إبريل 1982 تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.