كريتر نت – متابعات
تفريغ الصين اقتصاديا، ودون خسارة نقطة دم أميركية، بات السيناريو الأقرب لشكل الصدام القادم بين واشنطن وبكين، وعبر توريط دول الهلال الشرقي المواجهة للصين في حرب بالوكالة على غرار سيناريو حرب أوكرانيا.
يشير خبير في العلاقات الدولية خلال تعليقه لموقع “سكاي نيوز عربية” على خلفية الدعم الأميركي لتكثيف تسليح اليابان والفلبين وتايوان، إلى أن أميركا يبدو أنها حددت استراتيجية لاستنزاف الصين التي تراها، مع روسيا، خطرا على اقتصادها ومصالحها حول العالم، تهدف إلى مواجهة غير مباشرة يتصدرها هذه الدول، دون أن تتكلف قطرة دم واحدة، مثل المواجهة الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا.
خلال الفترة الماضية زاد نشاط أميركا في 3 نقاط قريبة للغاية من الصين، هي اليابان والفلبين وتايوان، فسره متخصصون بأنه لتشكيل جبهة لحصار الصين؛ استعدادا لسيناريو توريطها في حرب مفتوحة تستنزف فيها اقتصادها وقدراتها العسكرية.
الدول الثلاثة هي الأكثر إخلاصا لأميركا في تلك المنطقة، وهي تشكل هلالا ممتدا من شمال شرق إلى جنوب شرق الصين، ويسهل استفزازها ضدها، لأن لكل دولة منها أزمة ملكية أراضي ومناطق متنازع عليها مع بكين.
أشكال الدعم الأميركي للحلفاء
مع بداية العام رفعت اليابان ميزانيتها العسكرية إلى 800 مليار دولار بدعم أميركي، بينما نددت بذلك الصين التي اعتبرتها خطوة ستقوض السلام في المنطقة، وأنها عمل عدائي ضدها.
أعلنت الولايات المتحدة تقديم دعم عسكري كبير إلى تايوان يشمل أسلحة استراتيجية تجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها، وردت كذلك الصين بأنها المقصود من تلك الخطوة.
جاءت الفلبين ضلعا ثالثا لمثلث التحالف الذي تقوده أميركا ضد الصين، وذلك بعد أن هددت بأنها ستفعل التعاون الدفاعي معها حال مواصلة “استفزازات الصين” قرب المنطقة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
استراتيجية الهجوم بأيدي الحلفاء
الخبير في العلاقات والشؤون الدولية مازن حسن، يرجح أن أميركا لن تورط نفسها في حرب مباشرة مع الصين “فهدفها هو تحجيم قدرات الصين الاقتصادية دون أن تخسر هي الأخرى أو تنزف نقطة دم”.
بذلك “يتكرر سيناريو استنزاف روسيا عبر أوكرانيا؛ أي تصدير دولة حليفة في حرب مباشرة مع الصين، وتكون مهمة أميركا فقط تقديم الدعم المالي بهدف استنزاف الصين عسكريا واقتصاديا، وتطويقها بعقوبات مثل تلك التي وقعت على روسيا بعد دخول أوكرانيا”.
الدول المرشحة للقيام بدور أوكرانيا هي اليابان وتايوان والفلبين، في تقدير حسن “فجميعها على خلاف مع الصين يخص أراضي وجزرا متنازع عليها”.
أما الأقرب بين الثلاثة لتكون ساحة الحرب “فهي تايوان؛ لأنها الملف الأكثر حساسية للصين، ويمكن بسهولة إشعال الأوضاع هناك، والجميع يتذكر كيف توترت الأمور بسرعة عند إصرار نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، على زيارة تايوان رغم رفض بكين”، بحسب حسن.
بتعبيره، فإن “كل ما يحدث مع الصين وروسيا مخطط له بالتأكيد، وأفصح عنه الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء الانتخابات، حين أكد أن التصدي للتوسع الصيني والروسي سيكون من ضمن أولويات عمله خلال فترة الرئاسة”.