كريتر نت – متابعات
حولت ميليشيا الحوثي الألغام بتغييرها من شكلها المعروف دوليا إلى أشكال أكثر إجراما.. وهو ما أكده الخبير في نزع ألغام باليمن سامي سعيد، حيث عثر على ألغام مختلفة بشكل أحجار وأنابيب غاز، ومنها على شكل جذوع النخيل، أو جالون الماء، وأشجار البردين.
وقد تم تطوير فخاخ الألغام الحوثية في ورشة خاصة بمساعدة مباشرة من خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، وفق مصادر محلية، لذا باتت ميليشيات الحوثي من أمهر الجماعات الإرهابية بالعالم في ممارسة حرب الألغام والعبوات، باستخدام فخاخ متفجرة، بشكل يفوق تنظيمي داعش والقاعدة. وحولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام.
وبين سعيد أن «غالبية الألغام والعبوات الحوثية تصنع محلياً تحت رعاية خبراء إيرانيين ومن حزب الله ويتم تفكيكها وإتلافها يوميا».
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تفننت بتعديل وتطوير هذه العبوات لكي تنفجر بأوزان قليلة، محدثة أضرارا باهظة في الأرواح والممتلكات، لافتا إلى أن محافظة الحديدة تعد أكبر محافظة مفخخة بحقول الألغام المتراصة، حيث لا توجد إلا مسافة هامشية بين اللغم المزروع والآخر، بما يعادل 20 إلى 30 سنتيمترا.
من جهته، يقول العامل في إحدى الفرق الهندسية لنزع الألغام باليمن محمد علوان إن الألغام معروفة، لكن مليشيات الحوثي عمدت إلى تغيير أشكالها. وتابع: إن الألغام المضادة للدروع باتت مضادة للأفراد، بسبب تزويدها بدواسات فردية، أو أن ميليشيات الحوثي تشرك عبوة مع لغم لزيادة حجم التفجير وأعداد الضحايا.
وتفيد المصادر الأمنية بأن ميلشيات الحوثي تصنع الألغام محليا تحت إشراف خبراء أجانب غالبيتهم من حزب الله، 6 أنواع من الألغام والعبوات منها اللغم المضاد للأفراد المحرم دوليا ويزن 500 غرام، وهذا خلاف اللغم الروسي الذي تزرعه ويصل وزنه لـ300 غرام أو ألغام أخرى مهربة من إيران.
كما تنتج مليشيات الحوثي اللغم المضاد للدروع بوزن 5 كيلوغرامات إلى جانب الألغام البحرية والعبوات الناسفة الخارقة المواجهة، والتي تتراوح أوزانها من 3 كيلوغرامات إلى 50 كيلوغراما، وغالبيتها تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
والنوعان الخامس والسادس هما من العبوات المموهة التي تصنعها ميليشيات الحوثي فيتراوح وزنها من 5 كيلوغرامات إلى 10 كيلوغرامات، والعبوات المعدلة ويصل وزنها غالبا من 100 كيلوغرام إلى 500 كيلوغرام، وعادة تكون رؤوس صواريخ حربية تم تعديلها إلى عبوات متفجرة وضخمة.
ومن جهه اخرى ذكر خبراء في الفرق اليمنية الهندسية لنزع الألغام أنهم عثروا في اليابسة على أنواع عديدة منها تعمل بـ«التحكم عن بعد (اللاسلكي)، والأشعة تحت الحمراء، وصفائح الضغط، والأسلاك التي تنفجر عند الدوس عليها»، وهي طرق الانفجار التي تعمل بها الفخاخ الحوثية.
وعن آلية الزراعة للألغام التي تعتمدها ميليشيات الحوثي، أكد الخبراء أن الميليشيات تزرع الألغام عشوائيا وبلا خرائط وتستهدف غالبا الطرقات والمداخل الضيقة للقرى والمدن والمزارع وتطوق بها الأماكن المأهولة بالسكان بحسب أهميتها.
كما تشمل تكتيكات التمويه الحوثية تفخيخ جنبات الطريق داخل الصخور الاصطناعية وأحجار الرصيف الصناعية المعلقة في الأشجار، إضافة إلى الألغام المزروعة تحت المساحات المغطاة بالأسفلت، وفي داخل مجاري مياه الصرف الصحي.
وعثر الخبراء على عبوات في المدارس ومشاريع المياه والمراكز الصحية والمنازل، وهي مموهة على أشكال جذوع النخيل والخرسانات الأسمنتية، وأواني المياه وإطارات السيارات، وحتى المفروشات وعلى شكل مواش خادعة.
وكانت ميليشيات الحوثي حتى عام 2014، لا تملك سوى ورشتين لصناعة الألغام والعبوات الناسفة في محافظتي صعدة وصنعاء، بقدرة إنتاج إجمالية تصل لـ40 طنا من الألغام والعبوات يوميا، لكنها مؤخرا شيدت عشرات الورش في مناطق سيطرتها وفق مصادر أمنية لإحدى المواقع الإخبارية.
وهذه الورش شيدت في الحديدة وصنعاء وصعدة وعمران وذمار والبيضاء، وتنتج يوميا عشرات الأطنان ليتم إرسالها إلى الخطوط الأمامية للجبهات ومناطق سيطرتها.