شعر /ناصر العامري
عاصفةٌ تشدّني إليك
المسافةُ إليك أقربُ من قلبي التائه
أنا ذاك التائه في أزمنةِ الحربِ والسِّلمِ المفقود
نعيش حياتَنا كخبرٍ عاجلٍ
يفقدُ معناَه إذا تأخّرَ في إدراكِ الساسة
أو أُدرِجَ في أرشيفِ النسيان
الكلُّ يكتبُ ويرسمُ في وجهي المشوَّه
قصيدةً كأعلى هلالِ القَحَم
من ماتَ في أنفاسِ النصِّ المكلوم
كي تنبتَ من دمِه قصيدة
وها أنا أتهجّى وجعي
كأنني آخرُ الناجينَ من حريقِ المعنى
أحملُ رمادَ الحروفِ في كفّي
وأرسمُ بها ملامحَ وطنٍ
نسيَ كيف يتهجّى اسمَه
أمشي على خرائطَ ممزّقة
كلُّ طريقٍ ينتهي عندَ بابٍ مغلق
وكلُّ بابٍ يفتحُ على مرآةٍ
تعكسُ وجهي
لكن بعيونٍ لا أعرفها
أكتبني في دفاترِ الغياب
كأنني توقيعٌ على بيانٍ لم يُقرأ
أو شهقةٌ في نشرةٍ جوية
تتنبّأ بعاصفةٍ
لكنها لا تذكرُ اسمي
فهل كنتُ القصيدة
أم كنتُ الدمَ الذي سُفكَ لتُكتب
وهل القصائدُ تُشفى
أم أنها تظلُّ تنزف
بصوتِ من لا صوتَ له














