الاستاذ منصور عبيد حسين
قالت له وهي تغلق الباب: لقد تاخرت كثيرا رد عليها وهو يحتضن طفلته الوحيدة ويقبلها… .قصة طويلة… اشعل نور الغرفة وابنته مازالت في حضنه ..احضرت زوجته كاسا من الماء وهي تقول بلهفة : ماذا حدث ? قال لها: عندما وضعناه انا وصديقي احمد على الكرسي الخلفي للسيارة ضننا انه قد مات فهو شيخا كبيرا .. اسرعنا به الى المستشفى مددناه على السرير شبة النظيف .. جالت عيناي في الغرفة كانت جدرانها تثير التقزز ..ناولنا الممرض ورقة طالبا ان نحضر مابها اسرع صديقي احمد لشراء المطلوب من خارج سور المستشفى ..ثم عاد مسرعا دخل علينا ضابط الامن في المستشفى تكلم مع الممرض بصوت منخفض ..ثم نظر الينا وهو يقول :
من السائق ? قلت له : انا ..قال لي : ماذا حدث ? قلت له: ظهر فجاة امامي حاولت ان اتجنبه ولكن دون فائدة يبدو انه لايسمع …وبينما انا اتكلم مع الضابط سمعنا الرجل يقول بكلمات متقطعة :
انا السبب ، انا مسامح السائق ، السائق لاذنب له ، فرحت بذلك اقتربنا جميعنا منه ، كان يحاول النهوض ، فساعدته اخرج من جيبه ورقة ومدها الي وهو يقول : هذا اسم ابني ورقمه ..اخذ صديقي احمد الورقة ..خرج… ليعود بعد نصف ساعة ومعه شابين سلما علينا.. ثم قبلا والدهما ..اعاد الشيخ ماقاله سابقا.. فقال ابنه وهو ينظر الى الضابط :
ابي رجل كبير وسمعه ثقيل ،لذلك نضع له ورقة بها رقمي اذا حدث شيئا لاسمح الله ، اضاف وهوينظر الى والده نحن مسامحان السائق ،ثم مد يده الضابط وهو يقول : هل ستكتب تنازلنا عن القضية ? ابعد الضابط يده وهو يقول: يجب ان يذهب الى السجن فمد يده الي وقبل ان تصل يده امسكها الابن واخرج مسدسه مهددا الضابط بحدوث مالا يحمد عقباه .. قال الضابط بصوت منخفض : ومن يدفع… اخرج الشاب بعد ان اعاد مسدسه الى مكانه مبلغا من المال فدس جزء منه في جيب الضابط ..فذهب ليكتب التنازل . رفع الابن نظره الي وهو يقول : وانت كم حسابك ضحك وضحكنا . ثم غادرنا المستشفى…
يناير 2002 م