كريتر نت – وكالات
كشف موقع Axios الأمريكي، أن وزارة الخارجية الأمريكية استرجعت تعميماً كانت قد أرسلته إلى الدبلوماسيين الأمريكيين وطلبت فيه منهم إبلاغ نظرائهم في الهند والإمارات أن موقفهم المحايد من الهجوم الروسي على أوكرانيا يجعلهم “في معسكر روسيا”.
الموقع أوضح في تقرير نشره الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، أن استرجاع برقية شديدة اللهجة من هذا النوع يشير إما إلى خطأ يُستبعد ارتكابه عادة في سياق شديد الأهمية ويتضمن إجراءات معروفة بدقتها مثل هذا السياق، وإما إلى خلاف سياسي داخل حكومة الولايات المتحدة مع دولتين من حلفائها البارزين.
كما أشار إلى أنه عادةً ما تُعرض البرقيات الدبلوماسية على الأطراف المعنية في وزارة الخارجية ويفحصها عدة مسؤولين قبل الموافقة عليها وتعميمها على السفارات.
كما يكفي لمعرفة أهمية الأمر أن ندرك أن هذه البرقيات هي الطريقة الأساسية لإيصال قرارات السياسة الداخلية والتعليمات من “الحكومة المركزية الأمريكية” إلى الدبلوماسيين العاملين خارج البلاد.
برقية شديدة اللهجة “أُرسلت بالخطأ”
بدأت الواقعة بإرسال وزارة الخارجية الأمريكية البرقيةَ المعنية إلى السفارات الأمريكية في ما يقرب من 50 دولة من الدول الممثلة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الإثنين 28 فبراير/شباط، قبل أن تسترجعها بعد ظهر الثلاثاء 1 مارس/آذار.
كان موقع Axios قد اطلع على مقاطع من البرقية، واتصل بوزارة الخارجية الأمريكية صباح الثلاثاء 1 مارس/آذار، طلباً للتعليق.
جاء الرد من متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء 2 مارس/آذار، بأن “اللغة المُستفسر عنها لم تكن مخصصة قط للتصريح الرسمي، وأن البرقية أُرسلت بالخطأ، ولهذا السبب استُرجعت”.
مخصصة قط للتصريح الرسمي، وأن البرقية أُرسلت بالخطأ، ولهذا السبب استُرجعت”.
تشير التفاصيل الواردة إلى أن البرقية المصنفة بأنها حساسة ولكنها غير سرية، اقترحت على الدبلوماسيين الأمريكيين استخدام خطابٍ حاد نوعاً ما لإقناع الهند والإمارات بتغيير مواقفهما.
جاء في مسودة تتناول النقاط الواردة بالبرقية وتعرض نموذجاً للمحادثات مع الدبلوماسيين الهنود والإماراتيين، أن “استمراركم في الدعوة إلى الحوار، كما تفعلون الآن في مجلس الأمن، ليس موقفاً محايداً، بل موقف يضعكم في معسكر روسيا، التي هي الطرف المعتدي في هذا الصراع”.
أضافت المسودة: “لذا فإننا نحثكم بشدة على اغتنام الفرصة ودعم أكرانيا في مجلس حقوق الإنسان، لاسيما أنكم لم تغتنموا الفرصة التي سنحت لكم في تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
تغيير موقف الإمارات والهند
فيما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 2 مارس/آذار، قراراً بدعم من 141 دولة “يأسف” للعدوان الروسي على أوكرانيا. بينما امتنعت الهند عن التصويت، لكن الامارات صوتت بالتأييد للقرار.
كانت الهند والإمارات والصين امتنعت، الأسبوع الماضي، عن التصويت على قرار لمجلس الأمن برعاية الولايات المتحدة لإدانة “عدوان” موسكو. واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد القرار في نهاية المطاف.
بينما كان باراك رافيد، الصحفي بموقع Axios، كشف في تقرير سابق، أن قرار الإمارات الامتناع عن التصويت جاء في المقام الأول، بسبب شعورها بالخذلان من رد الولايات المتحدة على هجوم الحوثيين على أبوظبي قبل 6 أسابيع.
لم يرد ممثلو السفارتين الهندية والإماراتية في الولايات المتحدة على طلبات التعليق.
بعد امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن، أصدرت بياناً زعمت فيه أن “الانحياز إلى جانب واحد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف”.
كما يعتزم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن يناقش الخميس 3 مارس/آذار، قراراً بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا وتفويض لجنة تحقيق لجمع الأدلة ضد روسيا.