كريتر نت – متابعات
يكشف تقرير أمريكي حديث عن تحركات غير مسبوقة تقودها الإدارة الأمريكية لإطلاق مسار تفاوضي مباشر بين ترامب ومادورو خلال المرحلة المقبلة، في خطوة تعد تحولاً واضحاً في تعامل واشنطن مع كاراكاس، رغم بقاء الرئيس الفنزويلي على قائمة القيادات المتهمة بدعم الإرهاب.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً أمنياً متصاعداً، وحديثاً عن خيارات متعددة على طاولة البيت الأبيض، منها السياسي والعسكري، دون وجود نية فورية لتدخل مباشر.
تحول مفاجئ في نهج الإدارة الأمريكية
أوردت وكالة أكسيوس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل على ترتيب محادثات مباشرة مع نيكولاس مادورو، في محاولة لإعادة صياغة العلاقة السياسية بين البلدين.
وبحسب الوكالة، فإن هذه الخطوة توصف بأنها نقطة انعطاف في ملف ترامب ومادورو، إذ تبتعد عن الخطاب المتشدد الذي تبنته واشنطن في السنوات الماضية، وتفتح الباب أمام خيارات دبلوماسية أكثر مرونة.
ورغم ذلك، تؤكد مصادر داخل الإدارة أن التصنيف الإرهابي لمادورو لا يزال قائماً، وأن أي تغيير في هذا الملف ليس مطروحاً حالياً.
الموقف الأمني واستمرار العمليات العسكرية في الكاريبي
ورغم التوجه السياسي الجديد، أكدت مصادر نقلتها أكسيوس أن الإدارة لا تخطط لتنفيذ عمليات لاعتقال مادورو أو استهدافه بشكل مباشر في الوقت الراهن.
وقال أحد المسؤولين: إن خطة المواجهة العسكرية المباشرة ليست ضمن جدول الأعمال، إلا أن القوات الأمريكية ستواصل استهداف الزوارق المتورطة في تهريب المخدرات.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة الجنرال دان كين إلى بورتوريكو، حيث تشرف قوات أمريكية يصل تعدادها إلى عشرة آلاف جندي على «عملية الرمح الجنوبي»، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 83 قتيلاً في 21 ضربة صاروخية ضد قوارب مشتبه بها.
أهداف غير معلنة وتحليلات حول تغيير النظام
ورغم إعلان واشنطن أن الهدف المعلن للعمليات هو التصدي لتهريب المخدرات، تشير تقارير سياسية إلى أن النشاط العسكري في منطقة الكاريبي جزء من استراتيجية أوسع تسعى للتأثير في الوضع الداخلي بفنزويلا.
ويعتقد عدد من المحللين أن الملف المتعلق بـ ترامب ومادورو يتجاوز مكافحة الجريمة المنظمة، ويرتبط بمساعٍ غير مباشرة للضغط على الحكومة الفنزويلية بهدف فتح الباب أمام تغييرات سياسية أو إعادة ترتيب المشهد الداخلي في كاراكاس.
تعقيدات المشهد الفنزويلي وصعوبة إقناع مادورو
وتشير مصادر داخل الإدارة الأمريكية إلى أن إقناع مادورو بالتنحي سيكون مهمة شديدة التعقيد، نظراً لاعتماد النظام الفنزويلي على دعم مباشر من الكوادر الكوبية، التي قد تضغط عليه لرفض أي مبادرات أميركية.
وتعيد أكسيوس التذكير بأن ترامب سبق أن درس خيار التدخل العسكري في عام 2019 عقب الاتهامات بتزوير الانتخابات، لكنه تراجع آنذاك لاعتبارات تتعلق بقدرات القوات الأمريكية.
أما اليوم، فتؤكد الوكالة أن الظروف باتت مختلفة بعد التحركات التي يقودها وزير الخارجية ماركو روبيو والجنرال دان كين لتهيئة خيارات متعددة أمام الرئيس.
توقعات حول مستقبل الحوار بين ترامب ومادورو
ويرى مستشارون في الإدارة أن المسار الدبلوماسي ما زال ممكناً، وأن ترامب ومادورو قد يجدان أرضية مشتركة تسمح بإطلاق حوار سياسي أوسع.
ونقلت الوكالة عن أحد المقربين من الرئيس السابق قوله: إن ترامب يسعى لتسجيل موقف تاريخي عبر تقليص تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، مؤكداً أن الحلول السياسية تظل خياراً مطروحاً بقوة في الوقت الحالي. ورغم ذلك، لم يتم تحديد موعد الاتصال الأول بين الجانبين، كما لم تُعرف بعد الرسالة التي ينوي ترامب إيصالها أو الآلية التي سيتم عبرها فتح قنوات التواصل.















