سالم فرتوت
كان هو يغط في نوم عميق ليلة الخميس الموافق 28 مايو 2010 بغرفته في المعهد الصحي في جعار.
تسلل إليه ملاك الموت من ثقب في الباب أوثغرة ما ..لم يصدر أي ضجيج ليزعج النائم المستهدف .سرق روحه وكلص محترف مضى دون ان يخلف اثرا !
صبيحة الجمعة انتظر الرفاق الصالح المستدح أن ينهض ليتناول وإياهم طعام الإفطار،بيد أنه تأخر. (يبدو أنه البارحة نام متأخرا.دعوه ينم )! قال قائل منهم.
ومضت ساعات وحان موعد صلاة الجمعة. طرقوا الباب طرقات خفيفة فمتوسطة فعالية ،ولم يستجب لنداءاتهم (استاذ صالح قم انهض الوقت ظهرا كفاك نوما)!
لكن الرجل ذهب في نومة أبدية .بدأت المخاوف خصوصا والأديب كان يعاني من الضغط.
هل يمكن؟!
اتصل مدير المعهد، الذي قدر المبدع صالح المستدح ووهبه غرفة فيه رغم أنه ليس من موظفي الخدمات الصحية،
اتصل بالبحث الجنائي مديرية خنفر. كسروا الباب .راحوا يهزون الرجل الذي بدا كما لو أنه نائم وليس بميت!
ولكي يتأكدوا نقلوه بسيارة إلى المستشفى القريبة .فقال لهم الطبيب :(عظم الله أجركم)! واتصل مدير البحث بخنفر بابن عم الففيد العقيد بدر المستدح ليبلغه بالنبأ الأليم!
مات اخي وصديقي وأستاذي صالح عبيد المستدح الذي تعلمت وآخرون منه الكثير! فقد كان أكبر منا بعدة سنين تقريبا ،وكان هو معروف كصحفي وقاص وناقد.
ولد الاديب صالح المستدح في قرية الدرجاج عام 1957م .
كتب المقالة والقصة والقصيدة والنقد الأدبي، وله مجموعة قصصية بعنوان (حجر الزنوان) وكتاب بعنوان( قراءات في الأدب اليمني).
تولى في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي إدارة النشر والإعلام في مكتب ثقافة ابين ورأس مجلة المنتدى الثقافي ونشر عددا من الكتب لآخرين ،ونسي نفسه.
آه كم افتقدك ياصديقي !