كتب.. فؤاد المقرعي
في جبهات القتال، تُصاغ قصص البطولة من رحم التضحية، ويبرز منها قصة البطل عبد الجليل محمد صالح، المقاتل الذي يفضّل العمل في صمت بعيداً عن الأضواء. من أبناء منطقة حورة بمديرية الأزارق في محافظة الضالع، لم يكتسب شهرته بالكلمات، بل بلقب ناله بجدارة: “الشخص الذي لا يهاب الموت”، وهو اعتراف بشجاعته وتضحياته التي لا تعرف الحدود. يصفه رفاقه بأنه صاحب الوجه البشوش والإخلاص الذي لا يلين، ورغم بطولاته المتعددة في أكثر من جبهة ضد مليشيات الحوثي، لم يسعَ يوماً للشهرة أو الظهور الإعلامي، مفضلاً أن تكون أفعاله هي من تتحدث عنه.
#البدايات البطولية في الضالع
بدأت مسيرة عبد الجليل البطولية في محافظة الضالع، حين كانت المدينة تواجه تهديداً حوثياً كبيراً. كان تحريرها يبدو مهمة شبه مستحيلة، وكان مفتاح النصر يكمن في السيطرة على موقع استراتيجي يُعرف بـ “موقع الخزان”، مع قائده العميد أحمد بن أحمد الفقيه الملقّب “أبو توفيق”. وصف القادة الميدانيون سقوط موقع الخزان بـ”مفتاح نصر الضالع”، مؤكدين أن سقوطه يعني انهيار جبهة الحوثيين بالكامل.
في تلك المعركة الحاسمة، كان عبد الجليل جزءاً من مجموعة من المقاتلين الشجعان الذين كُلِّفوا باقتحام الموقع. بفضل شجاعتهم وتضحياتهم، سقط “موقع الخزان”، وبدأت المليشيات في التقهقر والهرب من مدينة الضالع
واصيب بطل حلقتنا في موقع الخزان مع مجموعة من المقاتلين
.
ولم تتوقف بطولات عبد الجليل عند هذا الحد، فخلال معركة “أكمة إصلاح”، وهي من أعنف الجبهات المشتعلة، كُلِّف مع رفاقه بمهمة بالغة الخطورة: إخراج ثلاث جثث لشهداء كانوا بالقرب من متارس العدو. تمكنت المجموعة من إنجاز المهمة بسلام، في عملية تتطلب شجاعة استثنائية.
#من الساحل الغربي إلى الدفاع عن الأزارق
لم يكتفِ عبد الجليل بالقتال في الضالع، فبعد إنجاز مهمته هناك، توجّه إلى جبهات الساحل الغربي بالحديدة، حيث التحق بصفوف اللواء الرابع عمالقة بقيادة العميد نزار الوجية. هناك شارك في تحرير معسكر خالد بن الوليد، ثم واصل التقدم مع أبطال ألوية العمالقة إلى التحيتا وصولاً إلى الدريهمي، ملحقاً الهزيمة بالمليشيات في كل خطوة.
وعندما وصلت إليه أخبار توغل المليشيات في أطراف مديرية الأزارق، لم يتردد في العودة فوراً للدفاع عن منطقته. قاتل بشراسة حتى تم دحر المليشيات منها. في هذه اللحظة، أُطلق عليه لقبه الشهير “الشخص الذي لا يهاب الموت”، اعترافاً بشجاعته التي لا تعرف الحدود.
مسيرة بطولية لا تنتهي
بعد تأمين منطقته، كانت وجهته التالية هي محافظة شبوة، حيث شارك في قتال المليشيات هناك، وقاتل جنبًا إلى جنب مع رفاقه حتى وصلوا إلى مديرية حريب في محافظة مأرب.
يمثّل عبد الجليل محمد صالح نموذجاً للمقاتل الحقيقي الذي يضحي بكل ما يملك من أجل وطنه دون أن يطلب الأضواء. إنه بطل من الظل، يكتب قصته بدمائه وتضحياته على أرض المعركة، وتبقى شجاعته وإخلاصه مصدر إلهام
بالاخير يعتبر هذا واحد من أوائل المناضلين في محافظة الضالع علمآ وان المذكور من جرحى الحرب واسمه في دائرة الجرحى
وعند نزول الترقيات للجرحى في. محافظة الضالع، لم ينزل اسمه من ضمن كشف ترقيات الجرحى