كريتر نت / جعار
عقدت مساء أمس وكما تعودنا اسبوعيا وفي هذااليوم الخميس أواخر شهر شعبان فعالية ثقافية في ملتقى الشجرة قدمها الاخ فضل الحروري الموسومة ب “حلاوة الإيمان في شهر رمضان ”
وقد تم افتتاحها من قبل الأستاذ الإعلامي هيثم الشبحي بكلمة افتتاحية ثمن به جهود الملتقى في نشر الثقافة التوعوية بين أوساط الاعضاء ونشر ثقافة التعاون بين الأهالي في مجتمعنا هذا وقدم الاخ فضل الحروري ورقة النقاش عن حلاوة الإيمان في هذا الشهر الفضيل وماذا يتوجب علينا أن نقوم به ..يُعَدّ شهر رمضان من أفضل شهور السنة عند الله؛ فهو شهر الصيام والقيام، وهو شهر عظيم للتزوُّد فيه من الخير، وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القُرآن؛ لقوله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١] وينقسم الناس في استقباله إلى صنفَين؛ صنفٌ يتّبعون فيه سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وصحابته الكرام؛ باستقباله بالدعاء، والفرح بقدومه، والاستعداد للعبادة فيه، والتقرُّب إلى الله، وصنفٌ يتثاقلون منه ومن صيامه، ولا يفرحون بقدومه، ويعدّون أيّامه كأنّه ضيف ثقيل عليهم، ويفرحون بانتهاء الصيام فرحاً شديداً لزوال هذا الشهر، ولا يتّبعون فيه سُنّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-،[٢] ويُعَدّ الصيام من أركان الإسلام الخمس؛ فلا يكتمل إسلام العبد إلّا به؛ لقول النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).[٣][٤]
هذا وقد ناقش هذه الورقة الطيبة النوايا ومحاسن الأجر والثواب عند الله ولما تمتلك من أهمية دينية وإنسانية وخاصة ونحن قادمون على شهر رمضان المبارك يتوجب علينا العمل وأن يبلغنا هذا الشهر إيمانا واحتسابا ودعواتهم إلى العمل بقراءة
القرآن فيه من أعظم الأحداث التي تُبيّن فضل هذا الشهر؛ فهو كلام الله الذي بيّن فيه أخبار الأُمم السابقة، والأحكام التي تضمن السعادة للإنسان في الدُّنيا والآخرة، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).[٥][٦] يتضمّن ليلة القدر التي بيّن النبيّ أنّها خير من ألف شهر، ومن قامها لله مُحتسباً الأجر والثواب، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٧][٨] وقد سمّى الله ليلة القدر بهذا الاسم؛ لأنّ الله أنزل فيها القرآن الذي هو ذو قَدْر، على نبيّه مُحمّد ذي القَدْر، في ليلة ذات قَدْر، لأمّة ذات قَدْر، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها تكون في العشر الأواخر من رمضان، في الليالي الوتر منها؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (هي في شَهرِ رَمضانَ، فالتمِسوها في العَشْرِ الأَواخِرِ؛ فإنَّها وِترٌ: لَيلةُ إحدى وعِشرينَ، أو ثَلاثٍ وعِشرينَ، أو خَمسٍ وعِشرينَ، أو سَبعٍ وعِشرينَ، أو تِسعٍ وعِشرينَ).[٩][١٠] يغفر الله به الذنوب، ويُكفّر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنّة؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).[١١][١٢] تُفتَح فيه أبواب الجنّة، وتُغلَق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين، وذلك كلّه من رحمة الله بالمؤمنين في هذا الشهر؛ لكثرة طاعتهم، وإقبالهم على الله بالأعمال الصالحة؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،[١٣][١٤] ومعنى تصفيد الله للشياطين: رَبطها وتقييدها بالأصفاد؛ لأنّها مصدر للذنوب والمعاصي، وما يُرى من ارتكاب بعض الناس للذنوب في شهر رمضان؛ فذلك أنّ الله -سبحانه وتعالى- يُصفّد مَرَدة الشياطين فقط، كما أنّ للمعاصي مصادر أُخرى، كالنفس، والهوى، والمعاصي تقلّ في رمضان عن غيره من أيّام السنة.[١٥] يعتق الله فيه الناس من النيران؛ فالله -سبحانه وتعالى- يتفضّل على عباده الصائمين بأن يجعل منهم عُتقاء من النار في كُلّ يوم؛ والعِتق يكون بابعاد المُعتَق عن النار، وإدخاله إلى الجنّة.[١٦] يُهيّئ الله الظروف المُناسبة لعباده؛ لأداء العبادة؛ وذلك بحبس الشياطين، وكثرة العِتق من النار في رمضان؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ).[١٧][١٨] يستجيب الله من عباده الدعاء؛ فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم دعوة مُستجابة لا تُرَدّ.[١٩] فضل العبادة في شهر رمضان فضَّلَ الله شهر رمضان على باقي شهور السنة، ومن ذلك تفضيل العبادة فيه؛ فيُبشّر الله عباده الصائمين بالجنّة عند إكثارهم من الأعمال الصالحة؛ لأنّ الله يُضاعف لهم الحسنات في رمضان، كما يُعينهم الله بإضعاف كَيد الشيطان، وممّا يزيد في الأجر ومغفرة الذنوب صيام رمضان إيماناً بوجوبه، واحتساباً للأجر والثواب من الله، وتحرّياً لسُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيه،[٢٠] وممّا يزيد في أجر الصيام أنّ الله -تعالى- استثناه من تحديد أجرٍ له، بل جعل ثوابه مردوداً إليه؛ وذلك لأنّه سِرٌّ بين العبد وخالقه؛ فالعبد يترُك كُلّ شيء لأجل الله؛ ولهذا جعل الله ثوابه خاصّاً به، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلي
المشاركون هم الاستاذ هيثم الشبحي والاستاذ احمد مهدي العولقي والاخ حسين ثابت الرشيدي والاستاذ عادل صائل والاستاذ عبدالله قاسم المنصوري والشيخ علي احمد فليس والاخ قاسم صالح فليس والاخ نايف باصم المحرمي والاخ عادل شيخ الهيثمي والاخ عادل السرحي والاستاذ سليمان بكر
هذا ودعوا إلى تشكيل لجنة خيرية وصندوق خيري لجمع التبرعات خلال هذا الشهر الفضيل لدعم بعض المستهدفين من الأسر المحتاجة والعمل على إنجاح هذا المشروع الخيري وفي آخر الحديث الدعاء بالتوفيق والسداد لكل المشاركين وعسى أن نقوم بواجباتنا في رمضان ويبعد عنا الوباء وكل ضر وشر ويمنحنا الصبر على تحمل كل عسر والسلام عليكم ورحمة الله.