كريتر نت / تعز- متابعات
أحرقوا السوق؛ لأن صاحبه رفض السماح لهم بالاستيلاء على عائداته.
أراد غزوان المخلافي، ونجل صادق سرحان السيطرة على إيرادات السوق دارت اشتباكات عدة حول السوق، أصيب في آخرها نجل صادق سرحان.
حشد صادق سرحان مسلحين من “مخلاف”، ومجموعة من “جنود” اللواء 22 ميكا، ووجههم بالهجوم على السوق وإحراقه.
اجتمعت قيادة المحور وقررت حظر التجوال في السوق حتى اليوم لا يستطيع مالك السوق إعادة فتحه للعمل؛ لأن قيادة الجيش ترفض السماح له بذلك.
أحد أولاد المالك: خسارتنا كبيرة والقيادة ترفض السماح لنا بإعادة فتح السوق، بحُجَّة أن “عليه مشاكل”!
صار السوق خرابة، ومأوى للكلاب والمشردين والمرضى النفسيين الذين ينامون فيه ليلاً
من لا يعرف “سوق ديلوكس” لا يعرف تعز. هو سوق قديم يقع في قلب المدينة. ارتبط اسمه بالمدينة، وذاكرتها، وحاضرها. يلتقي فيه كثير من أبناء المدينة لشراء القات. لسنوات طويلة، ظل هو السوق الرئيس لبيع القات في المدينة. لكنه صار اليوم خالياً على عروشه. هذا السوق الشهير، بهنجره المرتفع، أصبح مهجوراً ومأوى للكلاب، والمشردين، رغم موقعه الحيوي والمهم.
عيون قادة الجيش في تعز كانت، ولا زالت، على كل شيء ثمين، وعلى الأماكن التي يمكن لهم أن يستغلوها لصالحهم. كان “سوق ديلوكس” محل أطماعهم؛ ولهذا بدأوا بتنفيذ حملاتهم الواسعة عليه، بهدف السيطرة على إيراداته لصالحهم. غزوان المخلافي، ونجل العميد صادق سرحان، في المقدمة، ومن خلفهم “سرحان” الأب، وقيادات في حزب الإصلاح.
قبل أكثر من ثلاث سنوات، تم إغلاق هذا السوق؛ لأن مالكه رفض السماح لـ “غزوان”، و”سرحان” الابن، الاستيلاء على إيرادات السوق. حينها، شهد هذا السوق اشتباكات بين عصابات وفصائل تابعة لـ “المقاومة” و”الجيش”، ومسلحين من “كتائب أبي العباس”، وآخرين يتبعون مالك السوق. آخر تلك الاشتباكات وقعت بين مسلحين تابعين للواء 22 ميكا، الذي يقوده صادق سرحان، ومقاتلين يتبعون “كتائب أبي العباس”، وأدت إلى إصابة نجل صادق سرحان، وسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ومن المدنيين أيضاً.
حينها، حشد صادق سرحان مسلحين من “مخلاف شرعب”، ومجموعة من “جنود” اللواء 22 ميكا، ووجههم بالهجوم على “سوق ديلوكس”. هاجم المسلحين السوق، واعتدوا بالضرب على عدد من الذين كانوا متواجدين في السوق لشراء القات، وأطلقوا الرصاص باعة القات وإحراق المفارش والبسطات الخاصة بهم في السوق. لقد قام مسلحو صادق سرحان بإحراق “سوق ديلوكس”، وتدمير أجزاء منه. حدث ذلك في 15 يونيو 2016.
وتقول معلومات حصلت عليها “الشارع” أن قيادة محور تعز العسكري اجتمعت، بعد ما حصل، وقررت حظر التجوال في “سوق ديلوكس”. كان ذلك بمثابة قرار غير معلن بإغلاق السوق بشكل نهائي، دون أي مبررات واضحة، سوى أن “عليه مشاكل”. وحتى اليوم، لا يستطيع مالك السوق إعادة فتحه للعمل. لماذا؟ لأن “عليه مشاكل”!
مالك السوق يدعى “الزغروري”. أحد أولاده قال، بحزن، لـ “الشارع”: “إحراق السوق مَثَّل خسارةً فادحةً لنا، وإلى اليوم ترفض القيادة السماح لنا بإعادة فتح السوق، بحجة أن عليه مشاكل.. ولم يجرِ تعويضنا عن إحراقه أو إغلاقه”.
وأضاف: “أبي خسر ملايين أثناء بناء وتجهيز السوق، وعَمَل هنجر كبير وواسع له، بهذا الحجم، والترتيبات التي أجراها داخل السوق، ومع ذلك لم يتم تعويضنا”.
كثيرون هم الذين تضرروا من إغلاق السوق، أصحاب البسطات وغيرهم. المحلات المجاورة للسوق تضررت أيضاً، وأصبحت مغلقة، بعد أن كانت تعمل بكثافة، خاصة وقت زحمة الظهيرة. أبرز المتضررين هو المطعم الشعبي للعصيد، الذي كان يزوره معظم الوافدين إلى المدينة؛ لأنه مجاور لسوق القات.
“سوق ديلوكس” كان معروفاً بالحركة المستمرة فيه، وتلك الزحمة التي لا تفارقه ليل نهار. صار اليوم مجرد أطلال، وخرابة، ومأوى للمشردين والمرضى النفسيين الذين ينامون فيه ليلاً. السوق الأهم لبيع القات في تعز أصبح مهجوراً، بعد أن تعرض للإحراق والتدمير المتعمد.
مالك السوق تحدث بمرارة كبيرة، وحرقة بالغة، عن الكارثة التي حلت به، بقوة وجبروت قادة الجيش والعصابات التابعة لهم.
كثيرون تعرضوا لطغيان قادة الجيش والعصابات التابعة لهم في مدينة تعز.