كتب/ محمد مثنى صالح
رجال اكتووا وتكبدوا صعوبة وظروف الحياة المعيشية القاسية فتفولذت انفسهم بالصبر وتحمل مشقات الحياة وعدم الانزلاق إلى حياة المذله والهوان في محياهم الكثير من الصفات المميزه بالشهامه والشجاعه والكرم والإقدام سجاياهم محبه بعضهم البعض ومن حولهم،، بشرتهم بلون الأرض ووجوههم سمراء مع احمرار خفيف مما أعطاهم شرف التسمية من قبل أضخم واكبر بلد استعماري على وجهة الأرض.
فهم كصلابة الجبال عند البأس ولهذا كانت تسميتهم موفقه( الذئاب الحمر) تميزوا عن خلافهم من البشر بحنكة القياده والبساطة وبعشق التضحيه في سبيل هدفهم التحرري مارسوا عشق البندقية وإتقانها وفنون الرمايه وأساليب الكر والفر قبل أن يتحدد هدف نضالهم قبل قيام الثوره مما سخرت كعنصر إيجابي لصالح الثوره وديمومتها.
بالاضافه إلى تقبل وعيهم لانتشار وتأثير الوعي الثوري المستمد من ثورة يوليو 1952 وامتداد نهج ثورة يوليو وفكرها التحرري ضد الاستعمار وكذلك استيعابهم بنجاح قيام ثورة الجزائر من قمم جبال اوراس المجيده و نشوء العمل السياسي بظهور الأحزاب في مدينة عدن وقيام ثورة 26سبتمبر 1962 لهذه العوامل المجتمعة كانت بمثابة الوقود الفكري والسياسي لمن نستعرض ذكراهم وندون مشوارهم النضالي الثوري وهي بالأساس بمثابة مقومات ثورة أكتوبر المجيد وبمناسبة الذكرى 56 لذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 والذكرى 55 ثورة 14/اكتوبر 1963 اسمحوا لي بأن اروي ذكرياتي مع رموزها كما عودتكم أحبتي في مقالات عن ذكريات سابقه لمن عشنا معهم مرحلة الثورة وجيش التحرير الشعبي وفي هذا المنشور استذكر شريط الذكريات لرمز من رموز قيادة الثوره وسيره حياته النضاليه والثوريه قبل قيام الثوره وأثناء قيام الثوره وبعد قيام الثوره هو المناضل الرمز أحمد محمد عبد (جودة) يرحمه الله ويرحم كل الشهداء وكل من توفاه الأجل.
– بعد انقضاء 55 عام من انطلاقة شرارة الثورة والنضال الوطني يصعب علينا البحث عن التاريخ للثوار وسريتهم النضالية والذاتية بكل تفاصيلها ولكن من الممكن التذكير وابراز بعض وقائعها وحقائقها تقديرا لدورهم ونضالهم منا نحن من عاشرناهم في تلك المراحل ومابعدها ولشباينا في الحاضر للاطلاع عن السيرة الذاتية والنضالية لآبائهم واجدادهم للاستفادة من بعض مواقفهم وضروفهم التي عاشوها ويقتدوا بهم ولو بالنزر اليسير.
– وفي مقالتي هذه التي كتبتها على عجل والتي احاول من خلالها قدر استطاعتي تسليط بعض ضوء تلك الذكريات والبحث عن السيرة الذاتية والنضالية لبعض من تلك الشخصيات وهو فقيدنا المناضل جودة.
– الاسم – احمد محمد عبد (جودة) من مواليد 1933م قرية الذنبة (مديرية ردفان الشرقية سابقاً) مديرية حبيل جبر من اسرة فلاحية ارتبط بالارض مع والده وكان شانه شان جيلة في نشاته للحصول على لقمة العيش والحياة الكريمة وفي مرحلة شبابه تزوج في دار والده وكنت ممن حضر زواجة وكنت صغيرا حينها ولكن مازلت اذكرها.
وفي ذات يوم صدفناه انا والفقيد عبدالكريم صالح عبدالله على تخوم منطقة الذنبة وتحديدا في اسفل الوادي وكان بمعيته الفقيد المناضل قاسم عبدالله الزومحي والفقيد المناضل مثنى سالم عسكر ومعهم اسلحتهم الشخصبة وسالونا ما اذا صدفنا احد في طريقنا بنقيل الربوة فقلنا لهم نعم فقرروا المسير باتجاه الحميدي طريق السوم شطر الحبيلين فسالهم عبدالكريم صالح عبدالله الى اين وجهتكم فقالوا له بانهم سيهاجرون الى خارج الوطن لتوفير حياة كريمة لهم ولاسرهم وبانهم قرروا السفر الى الكويت وقد كان ذلك في العام 1959م.
– كانت تلك الفترة منطقة ردفان ككل تعيش تناحرات وثارات قبلية نتيجة الجهل المطبق الذي خلف الجهل والجوع والمرض فكان سفرهم في تلك الاثناء وبحسب رواية جودة فيما بعد فانه عند وصولهم الكويت توفقوا في اعمالهم وتعرفوا على المناضل علي حمد ناصر عنتر والمناضل عبدالكريم محسن الذيباني.
– فيما بعد تم دخولهم في تنضيم حركة القوميين العرب الذي كانت لهم مدرسة حزبية وسياسية التحقوا بها وكذلك استطاع ان يرتب اموره وبناء بيته في الذنبة اسفل جبل بطة فوق منازل الدقة.
– مع اعلان قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وقيام الجمهورية العربية اليمنية عاد هو وزملاؤه الى ارض الوطن للاشتراك في تحرير الجنوب ارضا وانسانا من الهيمنة الاستعمارية لاعتى دولة في ذلك الوقت حيث كانت بداية بصماته النضالية مع الثوار منذ بدء الحملات العسكرية على وادي ذي ردم وقد اشترك في معارك ردفان الحبيلين والربوة وخاصة المراكز البريطانية المتواجدة في حبيل قنبوس وحبيل المصداق وجبل بطة ووادي تيم وحبيل جمجوم والمناضل جودة له مشاركات كثيرة في النضال الوطني ونختار ونذكر منها (4) للذكر وليس للحصر :-
المعركة الاولى معركة حبيل المصداق حيث توجهوا سيرا على الاقدام من منطقة كنضارة مقر الثوار في وادي بناء حتى وصلوا قرية الكرهية حالمين واخذوا معهم ورافقهم المناضل صالح علي مقبل ثم توجهوا الى حبيل المصداق المتواجدة فيه القوات البريطانية وكان جودة يحمل مدفع هاون 2هنش وقد استمرت المعركة الليلية عدة ساعات عاد بعدها الثوار المهاجمين الى مقر قيادتهم بعد تنفيذ هجوم ناجح بحسب الامكانيات المتاحة لهم.
المعركة الثانية وكانت على مركز جبل بطة وتولى قيادة فرقته المهاجمة مع عدة فرق مهاجمة اخرى والتي كانت على ثلاثة محاور وكانت مهمته الهجوم من جنوب شرق جبل بطة من شعب الدويح وهو مكان صعب للغاية لصعوبة تسلقه وبنفس الوقت الهجوم منه وكانت المهمة شاقة للغاية وكان جودة يحمل مدفع الهاون وبعد تنفيذ ذلك الهجوم الخاطف عاد الثوار ادراجهم الى مركز القيادة في وادي بناء منطقة كنظارة.
المعركة الثالثة توجه ليلا هو ورفاقة من كنظارة وكان معه مدفع فور هنش كبير تم نقله على ضهر جمل وتم وضعه اسفل سيلة ذنب بالقرب من دار ناصر مثنى وقد بدا بالرماية منه على جبل بطة مركز تواجد القوات البريطانية وتم توزيع نيرانه على كامل جبل بطة.
المعركة الرابعة وكانت هذه المعركة ليلا مثل سابقاتها وقد كانت من ناحية الصلئة في جبل بطة من ناحيته الغربية وتم التسلل لها من ناحية حبيل السبحة دار العند الداعري الذين كانوا ضمن جميع تلك المعارك وكذلك في هذه المعركة اشتركت مجموعة من ابناء يافع وتحديدا باتجاه قلعة النمر وقد دقت ساعة صفر المعركة الساعة 11 ليلا واستغرقت عدة ساعات وسببت هذه المعركة خسائر فادحة للقوات البريطانية مما حملهم على ردة فعل عنيفة وهستيرية على المنطقة ككل والثوار اولها لتوفر المعلومات عن اماكن تواجد الثوار واماكن هجومهم عليهم وكان لدى الثوار اسلحة خفيفة ورشاش برن وسلاح البلندسير.
هكذا اختار جودة طريق النضال الشاق والعيش في الجبال والسهول والوديان والسير مسافات طويلة بطرق شاقة ووعرة ليلا ونهارا لمقارعة الاحتلال وترك كسب المال في الكويت الذي كان يحتاج اليه وفضل الثورة وتحرير ارض الوطن وتقاضى راتبا زهيدا في السنوات الاخيرة وهو 20 ريال جمهوري شهريا اسوة بزملاؤه الثوار من رعيل الاوائل واليوم نلاحظ الجيش الوطني والمقاومة قد لازمتها ضروف صعبة بالزمان والمكان لمواجهة جحافل عفاش والحوثي ولكن يختلف فيها الكثير من حيث قوة العدو مقارنة بالاحتلال البريطاني وكذلك العدة والعتاد.
وكذلك استشهد وجرح الكثير من المناضلين في حرب التحرير من الاستعمار وبدون مقابل وفداء للوطن وتربته وعزة الانسان وكرامته وبدون اي قيود او شروط وكذلك الجرحئ كانوا بدون اي مساعدة للعلاج بل ان الاغلب مات مثخنا بجراحه.
وللتذكير فقد عقد مؤتمر الحوار الوطني لكافة مكونات البلد واستمر حوالي عشرة اشهر وناقش قضايا الحكم الرشيد وقرر جبر الضرر بتعويض المناضلين الذين استشهدوا وجرحوا وفقدوا وضحايا الصراعات بتعويضهم ولكن لم ينفذ ذلك وبمناسبة الذكرى 55 لثورة 14 أكتوبر عام 1963م فانني اطالب الحكومة بتعويض شهداء وجرحى الثورة والمفقودين وضحايا كل الصراعات اسوة بشهداء وجرحى اليوم.
. مشاركة المناضل جودة في فرق جيش التحرير المتجولة عاك 1967م
في مطلع العام 1967م شارك المناضل جودة في النزول الميداني لفرق جيش التحرير الى قرى ردفان عند مجيى فرقة من ثوار جبهة الضالع للتعارف ولتوعية المواطنين بصواب وصحة نهج الثوار وتوعيتهم وقناعتهم بالجبهة القومية ثم شارك في النزول الميداني عند مجيئ ثوار جبهة ابين الى ردفان والنزول مع بعض الى قرى حالمين الركب حبيل حسن مجحز سحانر الرباط ثم بلاد العمري ثم الوصول الى شرعة حيود الذئاب ونعيمة وذلك للمحاضرات السياسية لحث المواطنين بالصمود والتعاون مع جيش التحرير لطرد المستعمر وحكام العهد البائد وكان ذلك بحضور قائد جبهة ابين المناضل احمد سالم القاضي شغل بعد الاستقلال مدير المدرسة العليا للاشتراكية العلمية بعدن ثم وزير الثقافة عام 1997م بحكومة الجمهورية اليمنية ولازال على قيد الحياة.
شارك جودة في تحرير مدينة الضالع مع رفاقه الثوار من جبهة ردفان جنبا الى جنب مع ثوار الضالع الذي كان يقودهم المناضل علي احمد ناصر عنتر وذلك في شهر اغسطس 1967م وقد اعلنت الضالع مدينة محررة من الاستعمار قبل الاستقلال باربعة اشهر.
. حضوره المؤتمر الثالث للجبهة القومية عام 1966م
حضر المناضل جودة المؤتمر الثالث عام 1966م المنعقد في شعب حُمر بالغرب من مدينة قعطبة ضمن عدد من مندوبي ثوار ردفان وقد حضر المؤتمر جميع ممثلي جبهات القتال.
كانت نتائج المؤتمر الاعلان عن الخروج من التوحيد القسري وعدم التعايش مع منظمة جبهة التحرير والعودة بالنضال الوطني للجبهة بشكل مستقل معتمد على الجماهير والتنظيم في اطار الجيش والامن وفي هذه الضروف حافظ جودة على علاقته بالمناضلين من حزب جبهة التحرير لمنطقة ردفان الشرقية من اي حروب اهلية والاستمرار مع بعض في النضال الوطني.
بهذا الاجراء خسرت الجبهة القومية علاقتها بالقيادة العربية المصرية بتعز وكذلك بقيادة الجمهورية العربية اليمنية واعتمدت بعد ذلك على التنظيم بالقطاع المدني والعسكري.
كذلك كان المناضل الشهيد قاسم الزومحي يعطينا معنوية في الصمود ويقول الشعب معنا وهذا عندما كنا نازحين اهل محلا واهل داعر في يافع وفي حالمين ويقول بايجي يوم بعد الاستقلال نخرج من الذنبة الصباح ونتغداء في عدن ونعود من عدن الى الذنبة بنفس اليوم.
. المناصب والدورات والتكريم للمناضل جودة بعد الاستقلال
– مسئول في الاصلاح الزراعي بالمديرية الشرقية ردفان.
– في عام 1978 سافر دورة حزبية لمدة عام.
ـ عضو مجلس الشعب الاعلى عام 1971.
ـ حاصل على وسام الاخلاص لثورة 14 أكتوبر في عيد الثورة.
ـ شارك في فلم وثائقي مع جيش التحرير اعدته الدائرة السياسية للقوات المسلحة عام 1975م ايام تولي الشهيد المناضل علي شايع مدير للدائرة السياسية ويعرض هذا الفيلم في مناسبات اعياد الثورة وصورة جودة بارزة فيه.
ـ مشاركة جودة في حربي عام 1972م و 1979م بين الشمال والجنوب
في هذه العامين نشبت حربين بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية على حدود الضالع قعطبةـ البيضاء مكيراس ـ الشريجة كرش وقد كان جودة واحد من المقاتلين الذين اتوا من المديرية الشرقية ردفان ومعه العديد من افراد المليشيا والمواطنين الى الضالع وقد كانت قوات الجنوب في الخطوط الامامية في شعب الاسود شكع جحاف حبيل السوق دار المشراف سناح لكمة عراش ولكمة السلامة بين خوبر والحصين وفوق قمة المضو الشعيب المقابلة لمريس.
بينما كانت القوات الشمالية في قعطبةـ شعب حُمر الجميمة سلسلة جبال مريس نقيل الشيم وكان جودة قد تمركز في جبهة سناح وغيرها من الجبهات حيث اشتداد المعارك يوما بعد يوم على طول هذه الجبهات وقررت قيادة العمليات الهجوم معززا بالطائرات والمدفعية والدبابات وقوات المشاه للقوات المسلحة ممثلة باللواء22 والقوات الشعبية وقوات الجبهة الوطنية والمواطنين وقد تم اختراق قوات العدو مما ادى الى انسحاب القوات الشمالية الى معسكر الغربيبة وقرية دمت (المدينة حاليا) وعززوا قواتهم الدفاعية بهذه الاماكن وسيطرت القوات الجنوبية على المواقع التي انسحبوا منها واستمر التقدم حتى وصلوا الى قرية الاجلب والسيطرة على جبل النزهة والسلسة الجبلية الممتدة شرقا وغربا وكان جودة قد تموضع في احدى قمم هذه الجبل هو ومجموعته وجعل الطريق من قرية الاجلب الى دمت تحت مرمى نيرانه بالقرب من معسكر الغربيبة الذي كانت تتواجد فيه قوات كبيرة ولدية تحصينات ودفاعات قوية.
بعد ايام من المعارك وفي المساء تلقى جودة اوامر بالتقدم مع جميع القوات المهاجمة فجرا لاقتحام معسكر الغربيبة وقرية دمت من كافة الجبهات وكان الهجوم جوا وبرا ومن كافة التشكيلات وتم دعم جودة بدبابتين لاقتحام مدينة دمت بينما بقية القوات اقتحمت معسكر الغربيبة فتم ذلك وانسحبت القوات الشمالية باتجاه مدينة يريم على مسافة مايقارب 20ـ25 كيلو متر من دمت وفي هذا اليوم استشهد المناضل احمد ثابت قائد كتيبة المليشيا الشعبية الواصلة من الحبيلين واصيب بجراح بالغة في قدمه المناضل صالح كابس.
بعد هذه المعركة تلقت القيادات اوامر بالتوقف عن التقدم بناء على تفاهمات بين الحكومتين بوساطة ومساعي من الجامعة العربية لفض النزاع وتم الاتفاق على انسحاب قواتنا الى مناطق ماقبل الحرب.
ـ وفاة المناضل المرحوم جودة
مرض المناضل جودة وتم نقله الى عدن مستشفى باصهيب العسكري وكان عنتر وزيرا للدفاع الذي امر بنقله وبصورة عاجلة الى اثيوبيا للعلاج ولكن شاءت الاقدار ان يترجل الفارس عن صهوة جواده في تاريخ 1981/3/18م عن عمر ناهز 48 خريفا قضاء جله في خدمة هذه الارض والانسان والثورة مايقارب 18 عام.
وقد وارى جثمانه الطاهر الثرى في مسقط راسه قرية الذنبة في مراسيم توديع مهيبة حضره اهله وكثير من المناضلين وعدد كبير من القادة وفي مقدمتهم المناضل سعيد صالح سالم وجمع غفير من المواطنين.
المناضل جودة له ثلاثة اخوان اكبرهم المناضل فاضل محمد عبد الذي استشهد في غارة جوية بريطانية على قرية الذنبة في يناير 1964م لواد الثورة وقمعها مبكرا مصحوبة بقوات كبيرة لاجتياح وادي ذي ردم وكان ذلك في يوم زواج اخيه المرحوم ناصر ويعتبر الشهيد فاضل من اوائل الشهداء في انطلاق الثورة.
والاخ الثاني هو المناضل المرحوم يحيى محمد عبد المتوفي سنة 1980م.
والاخ الثالث المناضل المرحوم ناصر محمد عبد المتوفي في الهند في سبتمير 1981م وكان الفارق الزمني بين وفاته ووفاة اخية المناضل احمد جودة ستة اشهر فقط.
اسرة عريقة مناضلة تسودهم روح المحبة والاخاء ولاحمد جودة خمسة من االابناء الذكور وعدد من الاناث ونذكر اولادة صالح وعبدالقادر وعبدالملك وعادل ومختار ورثوا عن ابيهم كل جميل بالبساطة وحسن الخلق وكثيرة هي تلك الصفات والسجايا الحميدة حيث ان عبدالقادر وعبدالملك قد كانوا من طلائع المواجهين للغزو الحوثي العفاشي في منطقة بله والعند وقد كان عبدالقادر قائد لمجموعة كبيرة تصدت بكل قوة واستبسال حتى تحقق النصر وعند انطلاق عملية الرمح الذهبي لتحرير المخاء ذهب العقيد عبدالقادر والعقيد عبدالملك للمشاركة فيها وتامين العمق الاستراتيجي للجنوب ولكن طلقة من قناص اخترقت يد العقيد عبدالقادر اليمنى وهشمت العضم ودخلت في جنبه الايمن حتى استقرت بجانب العمود الفقري وكادت ان تودي بحياته لولا لطف الله به وتم نقله لتلقي العلاج في مستشفى البريهي وقد استقبلناه فور وصوله وكنت شخصيا حاضرا وقلت له لقد رفعت راس اهل جودة واهل محلا واهل ردفان عاليا ونحمد الله على سلامته.
قبل الختام اتمنى الصفح والمعذرة من الاخوة المناضلين الذين شاركوا جودة نضالاته وتضحياته لاني مهما كتبت عنهم فلن اوفيهم حقهم ولو كتبت مجلدات لنضالاتهم ومسيرتهم التي كانوا بها نارا ونورا لان الموضوع مخصص للكتابة عن شخص المناضل احمد محمد عبد (جودة) بطريقة سريعة وموجزة مع اعترافي بتقصيري في ذكر مآثره وبطولاته منذ نعومة اضافره وحتى يوم وفاته.
المجد والخلود لهذه الاسرة المناضله ولكل شهداء الثورة وشهداء كل المراحل
واسال الله ان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
كما ادعو بالرحمة والمغفرة لابنه الفقيد عادل احمد جودة
واتمنى من الله التوفيق لاولاده صالح وعبدالقادر وعبدالملك ومختار فهم خير خلف لخير سلف.