كريتر نت / كتب- عبدالستارسيف الشميري
انتهت المدة المحددة لتنفيذ مخرجات اتفاق الرياض ولاشي جد على الأرض حتى اللحظة.
تتمسك الشرعية برجالها وضعفها وفسادها وينتشر الإخوان في جسدها كالسرطان ، تتدهور العملة والخدمات ، المجلس الانتقالي يغطي الفراغ في عدن ويمسك بزمام الأمور ويتم تطبيع الحياة. محافظة أبين، وهي الامتداد الطبيعي لعدن لكنها في وضع شتات مستمر وهو الحال في شبوة. المعركة التي كانت في أبين وشبوة مستمرة بطرق مختلفة يدفع ثمنها المواطن محافظات موطن الثروة لاتزال تتكالب عليه كل مراكز التربص والقوى والنفوذ باسم الوحدة وباسم الوطن وباسم الدين.
وهناك يتم استدعاء كل مخزون القوة للنفس الأخير من دعاة الشرعية وبراميل النفط البشرية وتجار الحرب..
ليس هناك اشتباك حقيقي مع عتاولة وهوامير الفساد والدخول في صلب الموضوع بدون مقدمات أو رتوش الخلاف في جوهره اقتصادي قد يمكن حسم الخلاف السياسي سريعا إنما تعقيدات الثروة وحجم تشابكها وتشابك المصالح فيها ليس بالأمر الهين. وما يقوم به رئيس الوزراء محاولات بسيطة لم نرى لها أثر على تعافي الاقتصاد.
الحقيقة لابد الاعتراف بها ان الاشتباكات السابقة التي خاضها الجنوب مع معسكرات إخوانية تدثر بلباس الدولة حركت المياة الراكدة وأظهرت حجم الفساد والاختلال لكنها لم تصل لحلول حتى الآن.
ملفات كثيرة لاتزال في النسيان منها ملف الجرحى وتصحيح الوضع العسكري والإداري للدولة اجتماع الرئيس الاخير بمستشاريه وقيادات الأحزاب كما تسربت بعض الأخبار أنه فشل وظهرت حجم التباينات .
ينتظر الانتقالي توقف الهدر للثروة في شبوة بعد أن تم التلاعب بالاموال في مأرب ومالم يتم إيقاف العبث المستمر فأن الاتفاق حبر على ورق. ويقف مجلس النواب متفرجا على الجميع دون انعقاد جلسات ولا مراقبة .
تستفيد الجماعات الدينية جميعها حوثي واخوان وقاعدة من هذا الفراغ فتتمدد فيه وتسجل حضورها وتصنع وقائع جديدة كأنه يصعب تبديلها
حيث أصبحت دويلات لها كل المقومات والامكانيات
وتحكم بطريقتها وتستغل الموارد لتثبيت اقدامها.
لم يتبقى من اتفاق الرياض شي يعول عليه سوى استبدال القوات الإماراتية بسعودية في عدن وكان ذلك كان بيت القصيد لذهاب الشرعية للحوار ومادام قد تحقق فأن أي التزامات أخرى لن تتم هذا ماصرح به بعض قيادات الشرعية صراحة أو ضمنا .
ولذا فأن انفجار الأوضاع والعودة للمربع الأول قديكون في لحظة ولن يشكل مفاجئات في ظل هذه الرتابة والهدوء المتعمد.
بهذا الملف قد تستميت كتائب القاعدة والإخوان والقبيلة وكل المدد الذي سيسخره الهوامير للدفاع عن مخزن الثروة، لكن ستكون العملية عملية وقت ليس إلا.
ذهب الانتقالي إلى الحوار أيضا بصعوبة وتشكك وهو اليوم طرف تعترف به كل الدول الراعية ولذا فإن أي خروج على الاتفاق من قبله قديكون له مايبرره.
يبدو الأمر كدوامة من الحوارات التي لن تفضي لشئ ملموس كماهو حال جريفت مع الحوثيين واتفاق السويد الذي مضى عليه عام دون انجاز شي يذكر.
نحن في بلد كله جروح ونحتاج لكل من يوقف عبث الفساد ونحتاج لفتح كل الملفات وتحرير المناطق المحررة من اقطاعيي النفط والغاز.
كواحدة من أهم القضايا ليس موضوع شبوة في انها تتبع الانتقالي أو لا تتبع، هي في النهاية ستذهب مع المزاج الجنوبي العام في حده الاعلى أو الأدنى. إنما أهميتها انها أحد المخازن الهامة لجماعات الفساد والدين.. وتجفيف هذا المنبع من الأهمية بمكان للوصول إلى صيغة تجعل من الثروة منفعة للشعب وليس للمتنفذين.
وكنا قد أشرنن، الى ان الجنوبيين سيراكمون من خلال هذه الموجة والحورات مجموعة من المكاسب في طليعتها اقتصادية وسياسية، وسيكونون الرقم الصعب لكل مجريات المرحلة القادمة، وسيحدون من تفرد شرعية الفوضى والفساد.
ولكن الأمر يبدوا ليس سهلا.
وتبقى كل مجريات الأمور عسكرية وسياسية في ثبات تام قد ينذر بعواصف قادمة…