كريتر نت – عدن
اكدت الامانة العامة للحزب الأشتراكي اليمني : على ان ثورة 14 أكتوبر مثلت اعظم لحظة زمنية في حياة اليمنيين جنوبا وشمالا ، حين قدحت ثلة من الثوار شرارتها من قمم ردفان ضد المحتل البريطاني لتطوي بعد اربع سنوات من الكفاح المسلح حقبة طويلة من الاستعمار والاستبداد توجت بنيل الاستقلال الوطني المجيد في الثلاثين من نوفمبر من العام ٦٧ وولادة الدولة في أسمى تجليات العطاءات الوطنية وأقدس التضحيات من أجل الحرية والكرامة والسيادة.
وقالت امانة الأشتراكي في تحيتها للذكرى ال 47 لتاسيس الحزب والذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر : تتزامن ذكراها مع الذكرى السابعة والاربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني وريثها الشرعي وقائد تحولاتها ومحقق اهدافها في اقامة الدولة الوطنية التي حققت العدالة الاجتماعية وأرست دعائم النظام والقانون ودمجت طبقة المهمشين في المجتمع ومنحت فرص العمل ومجانية التعليم والصحة وأذابت الفوارق الطبقية وانهت الثارات القبلية واهتمت بالفن والأدب والمسرح وعملت على إنهاء الأمية وترسيخ مبادئ الثقافة وإلزامية التعليم في كل مراحله.
واضافت ذكرى التاسيس لحزب ولد من رحم النضال الوطني التحرري وتوحدت تحت رايته قوى الحركة الوطنية التي خاضت معارك الثورة والاستقلال وبناء الدولة ومثل منذ انطلاقته احد اهم ركائز العمل الوطني والسياسي وحامل المشروع المسنود إلى قيم العدالة والمساواة والحرية.
وتابعت : في ذكرى التأسيس يجدد الحزب انحيازه الى الشعب ومطالبه العادلة مدافعا عن حقه في العيش الكريم ومطالبا برعاية الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا،وحمايتها مما آلت اليه اوضاع البلد من ترد وتدهور، وما أحدثه الانقلاب والحرب من رزايا وألآم وما نجم عن ذلك من شيوع حالة اللادولة وانفلات السلاح وتغول جماعاته،وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة وضعف ادائها وتخليها عن وظائفها الاساسية.
وفيما يلي نص التحية :
وشعبنا يحتفل بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة التي مثلت اعظم لحظة زمنية في حياة اليمنيين جنوبا وشمالا ، حين قدحت ثلة من الثوار شرارتها من قمم ردفان ضد المحتل البريطاني لتطوي بعد اربع سنوات من الكفاح المسلح حقبة طويلة من الاستعمار والاستبداد توجت بنيل الاستقلال الوطني المجيد في الثلاثين من نوفمبر من العام ٦٧ وولادة الدولة في أسمى تجليات العطاءات الوطنية وأقدس التضحيات من أجل الحرية والكرامة والسيادة، تتزامن ذكراها مع الذكرى السابعة والاربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني وريثها الشرعي وقائد تحولاتها ومحقق اهدافها في اقامة الدولة الوطنية التي حققت العدالة الاجتماعية وأرست دعائم النظام والقانون ودمجت طبقة المهمشين في المجتمع ومنحت فرص العمل ومجانية التعليم والصحة وأذابت الفوارق الطبقية وانهت الثارات القبلية واهتمت بالفن والأدب والمسرح وعملت على إنهاء الأمية وترسيخ مبادئ الثقافة وإلزامية التعليم في كل مراحله.
ذكرى التاسيس لحزب ولد من رحم النضال الوطني التحرري وتوحدت تحت رايته قوى الحركة الوطنية التي خاضت معارك الثورة والاستقلال وبناء الدولة ومثل منذ انطلاقته احد اهم ركائز العمل الوطني والسياسي وحامل المشروع المسنود إلى قيم العدالة والمساواة والحرية، ووفق الإمكانيات والظروف المتاحة يحتفل أعضاء وقيادات الحزب بهذه المناسبة للتذكير والتأكيد بتجربته التاريخيّة النضالية ومنجزاته السياسية والاجتماعية على الصعيد الوطني،وبعمر الحزب وتجربته التاريخية منذ أن تشكلت فصائله السياسية الاولى في أواخر الخمسينات من القرن الماضي الأمر الذي يجعل حاصل تاريخه ومنجزاته الوطنية تشكلان حالة سياسية حزبية وطنية نضالية استثنائية،وعندما نفكر بتجذير النضال الوطني نضع تاريخ تأسيس الحزب فاصلة تاريخية لمرحلة نضوج الحركة الوطنية عمّا سبقها،وكانت هذه الأرضية واحدة من ضرورات استمرار الحزب ووجوده.
لقد استطاع الحزب الاشتراكي اليمني في سياقات نضالاته الوطنية على الاصعدة الحياتية كافة وفي مختلف مراحل تاريخه الخاص ان يبني نسقا فكريا كفاحيا تغييريا ذلك انه لم يكن يعمل بالسياسة بالارتجال بل وفقا لمشروع سياسي وطني بحسب كل مرحلة تاريخيّة ومتطلباتها بداية من طرد الاستعمار البريطاني من الجنوب وإيجاد هوية وطنية سياسية جامعة على جغرافيته وبناء دولة حديثة منحازة طبقيا لصالح الفقراء والكادحين وتحقيق جغرافيا سياسية ملتحمة في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية مع قوى التحرر الوطني والعربي والعالمي في الظروف التي فرضتها الحرب الباردة عالميا وقيمها الأخلاقية والفكرية والأيديولوجية المتصارعة،كما عمل على مشروع سياسي وطني ممتد على كل الجغرافيا اليمنية في اطار وحدة تدهورت في اقل من ثلاث سنوات وتغيرت بنتيجة هذا التدهور أقدار اليمن والحزب والشعب وانتهت بنا إلى وضعنا الحالي ولا يمكن فصل الحزب ومن اجل تحديد مكانته السياسية والوطنية عن ما انجزه خلال نضالاته في سياقات تاريخ اليمن المعاصر فقد كان الحزب خلالها محركا للأحداث الوطنية الكبرى او ضمن محركات بعض تلك الاحداث بالتشارك مع الآخرين ولعل العوامل التي شكلت أرضيات تطور الحزب متطابقة مع مجمل التطورات السياسية الوطنية وفي هذا الصدد كذلك لا يمكن التعرف على الحزب ورؤاه الفكرية والسياسية وتحديد صوابية مواقفه السياسية من عدمها بمعزل عن تلك التطورات وعلى ذلك فان الحكم على مواقفه السياسية والتاريخية ينبغي ان تعتمد على طروحاته السياسية وفي هذا الصدد فاطروحاته السياسية تكمن فائدتها الراهنة في كونها ترشدنا على الأقل وتبصرنا إلى ما يمكن اخذه في الاعتبار.
لقد كان حزبنا طيلة العقود الماضية مساهما في نضالات الشعب،في هباته وانتفاضاته وثوراته وسائر معاركه المجيدة،كاحد الأعمدة الوارثة للحركة الوطنية التي انصهرت فيه التنظيمات التي كان لها شرف المشاركة بفاعلية في ثورة 26 سبتمبر المجيدة ضد الحكم الأمامي البغيض في الشمال كما كان لفصائله المكونة للتنظيم السياسي للجبهة القومية شرف النضال ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب وتفجير ثورة الرابع عشر من اكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني وتوحيد السلطنات والإمارات والمشيخات في اطار دولة وطنية حديثة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.
في ذكرى التأسيس المجيد،ومثلما مد الحزب يده للتعاون والتنسيق مع كل القوى الحريصة على إنقاذ البلد ووقف الحرب والانقلاب فانه اليوم أيضا مستعد تماما للمضي قدما في هذا التوجه وعلى الجميع ادراك انه لا يمكن لأحد أن ينفرد بصياغة مستقبل البلد لوحده مهما امتلك من قوة وان ذلك مرهون بالاتفاق والتوافق على مفهوم الشراكة الوطنية وتحقيق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ومبدأ تكافوء الفرص وضمان حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير ورفض النعرات المذهبية والمناطقية وثقافة الكراهية والإقصاء والتهميش،وأن اي منجز لا تدعمه أو تسنده القيم الوطنية سيظل فاقدا صلته بالشعب،بل إن المشروع الوطني نفسه يتقلص لتجد البلاد نفسها مكشوفة على مشاريع متناحرة ومتقاتلة فيما بينها.
وفي ذكرى التأسيس يجدد الحزب انحيازه الى الشعب ومطالبه العادلة مدافعا عن حقه في العيش الكريم ومطالبا برعاية الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا،وحمايتها مما آلت اليه اوضاع البلد من ترد وتدهور، وما أحدثه الانقلاب والحرب من رزايا وألآم وما نجم عن ذلك من شيوع حالة اللادولة وانفلات السلاح وتغول جماعاته،وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة وضعف ادائها وتخليها عن وظائفها الاساسية، في ضمان استتباب الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات العامة،وانتظام دفع المرتبات وتوظيف موارد البلد على نحو سليم يضمن تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة،وفي ذات السياق يتجرع المواطن في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ضنك العيش تحت وطأة ظروف اقتصادية خانقة وانعدام الامن وتقييد الحريات واختطاف وتغييب الناشطين وفرض الجبايات والاتاوات التي اثقلت كاهلهم،كما تعاني شريحة المعلمين على وجه الخصوص أوضاعا مأساوية حيث أدت الحرب إلى تدهور قطاع التعليم شمالا وجنوبا وتعرض المعلمين لازمات اقتصادية واجتماعية حادة مما يجعلهم عاجزين عن توفير الحد الادنى من متطلبات الحياة اليومية،وهو ما يؤثر على كفاءة ادائهم، ويعرض الجيل الحالي من طلاب المدارس الى اخطار مهددة لحقهم في التعليم الجيد، ولذلك ينبغي على الجهات المسئولة انقاذ شريحة المعلمين من حالة البؤس التي يعيشونها وزيادة مرتباتهم واطلاق علاواتهم وتسوياتهم وتقديم حوافز مالية لهم وتحسبن ظروفهم المعيسية.
ولم يكن حزبنا في اي وقت غائبا عن ما يجري او مصعرا خده ازاء ما يعتمل أو متنصلا عن مهام او مقصرا في واجب وطني او متحفضا بأراءه او انتهازيا ونفعيا بنضاله او بخيلا بتضحياته،بل كان وما يزال حاضرا وبقوة في قلب المشهد السياسي والاجتماعي وفي صدارة جبهاته النضالية وعلى كل مستوياتها ولم يتخلف عن أي واجب وطني وأكثر من دفع ويدفع الثمن غاليا من أجل الانتصار للوطن وقضاياه ومواقفه واضحة وصريحة ومعلنة من الحروب والانقلابات،وأكثر من حذر اطرافها وتجارها من الانزلاق لمربعها وثقافتها وبذل كل الجهود لتجنيب الوطن والشعب ويلاتها،غير ان صوت البندقية والمتمترسين خلفها كان أقوى من صوت العقل والمنطق.
لقد وقف حزبنا في محطاته المختلفة مناصرا للمرأة وداعما لنيلها حقوقها ولتمكينها من لعب دورها في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية،ومشددا على ضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة،رافضا كل أشكال التعصب والتطرف والارهاب ومصادرة الآخر المختلف،ومطالبا بالديمقراطية وببناء دولة القانون والمؤسسات وتأمين حقوق الانسان والحياة الحرة الكريمة،وأولى الحزب ويولي الشباب اهتماما خاصا وعمل ويعمل من أجل ضمان تمتعهم الكامل بالحقوق والحريات المكفولة دستوريا في التنظيم والتعبير وحرية الرأي،وسعى ويسعى الى محاربة البطالة في صفوفهم،وتهيئة مستلزمات حصولهم على التعليم والتدريب والتأهيل المهني،وتوفير شروط تطوير كفاءاتهم ومواهبهم الإبداعية،وظل حزبنا مثلما كان مدافعا ومساندا ثابتا للشعب الفلسطيني،ولحقه المشروع في بناء دولته الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس،وداعما لحق شعوب العالم في الاستقلال والحرية والديمقراطية والتقدم والحياة المزدهرة والسلام بعيدا عن التدخلات أيّا كان مصدرها وعنوانها ومن اجل اقامة علاقات متكافئة تحترم السيادة.
ان هذا التاريخ النضالي المشرق مدعاة للفخر،ولابد لنا كإشتراكيين ان تبقى أذهاننا منشغلة بالحاضر،وأعيننا على المستقبل،وعلينا في الوقت ذاته الا نتوهم بان الدرب سيكون مفروشا بالورود،فمن يجعل من خدمة شعبه،وعلى وجه الخصوص الكادحون منه والفقراء والمحرومون،غاية له،ويناضل بعزيمة لا تلين،وبروح متوثبة لتحريرهم من البؤس لن يواجه في سعيه المتجرد والمتفاني سوى المصاعب والمخاطر والآلام،ولن يخرج من امتحان إلا الى امتحان آخر أكثر قسوة ربما،وما أشد المحن والامتحانات التي توجب علينا،نحن الاشتراكيين ان نخوضها على طول مسيرة حزبنا الممتدة عقودا من السنين،وما أكثر التضحيات العظمى التي قدمها رفاقنا المناضلون،أعضاء وكوادر وقادة،نعم،ما أقساها تلك الامتحانات وقد خرج منها حزبنا امتحانا بعد امتحان،مرفوع الرأس،أكثر صلابة وأشد عزما على مواصلة المشوار،مسلحا بمزيد من القدرة على الوفاء بمستحقاته الفكرية والسياسية والنضالية،وجدير بنا في ذكرى تأسيس حزبنا ونحن نخوض النضال سويا ونجتاز الصعاب معا،متمسكين بثوابتنا ومبادئنا ومنهجنا الفكري المتجدد،ان نتأكد دوما من مواصلة تجديد حزبنا وتطويره،وتحديث أساليب نشاطنا بما يمكننا من تحقيق الأهداف المنشودة،وفي هذا الصدد نحيي باعتزاز وفخر الرواد الاوائل ودورهم المفعم بالحيوية ونكران الذات في بناء هذا الحزب،حزب النضال والتضحيات،ونحيي كل من ساروا على طريقهم لتبقى الراية عالية خفاقة في سماء الوطن،تؤشر للمستقبل الواعد القادم رغم الخطوب والسنوات العجاف.
المجد للثورة والخلود للشهداء
صادر عن
الامانة العامة
للحزب الاشتراكي اليمني
13 اكتوبر 2025