كريتر نت – متابعات
رد الجيش الإسرائيلي الأحد بشكل محدود على قصف جماعة حزب الله ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها، فيما يبدو أن إسرائيل تتفادى إشعال جبهة مواجهة على الحدود مع لبنان بينما تواجه أخطر هجوم تنفذه حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال الحركة الفلسطينية في بيان إن مقاتليها يخوضون معارك شرسة داخل إسرائيل بينما تستمر عملية طوفان الأقصى لليوم الثاني على التوالي.
وأطلقت إسرائيل قذائف مدفعية على جنوب لبنان بعدما استهدفت جماعة حزب الله ثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها ودمرت خيمة كان قد أقامها الحزب منذ فترة في غمرة توتر لم يهدأ على الحدود الجانبين.
وبدا تدخل حزب الله مدروسا لتخفيف الهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل أكثر من 230 فلسطينيا، وأيضا رسالة تصعيد في غمرة هجوم تشنه حماس هو الأخطر منذ حرب أكتوبر 1973، فيما يبدو الرد الإسرائيلي على قصف الجماعة الشيعية مواقع داخل مزارع شبعا مخففا لتجنب أي تصعيد على الجبهة الجنوبية قد يفاقم وضعا سيئا تواجهه القوات الإسرائيلية.
ويتردد حديث في لبنان وسوريا وإيران عن تفعيل محور المقاومة في مواجهة إسرائيل بينما تأتي هذه التطورات في خضم جهود إسرائيلية أميركية لتوسيع التطبيع ليشمل دولا عربيا أخرى بينها السعودية التي سبق أن كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة اقرب من أي وقت مضى من التطبيع مع تل أبيب ضمن اشتراطات محددة.
ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع قتلى أو إصابات. ويأتي القصف المدفعي عبر الحدود بعد يوم من هجوم مباغت شنه مسلحون فلسطينيون على بلدات إسرائيلية أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 300 إسرائيليا. كما قُتل 230 من سكان غزة عندما ردت إسرائيل بقصف انتقامي.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية القوية التي تدعمها إيران إنها أطلقت هجوما بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على ثلاثة مواقع في مزارع شبعا “تضامنا” مع الشعب الفلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه شن هجوما بالقذائف المدفعية على منطقة في لبنان أطلقت منها قذائف مورتر عبر الحدود، مضيفا أن المدفعية “تقصف حاليا المنطقة اللبنانية التي تم إطلاق النار منها”.
وأوضح أن إحدى طائراته المسيرة قصفت موقعا تابعا لحزب الله في منطقة جبل روس التي تسميها إسرائيل هار دوف في مزارع شبعا.
وتسيطر إسرائيل منذ العام 1967 على مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها 39 كيلومترا مربعا. وتقول سوريا ولبنان إن مزارع شبعا لبنانية.
والتزمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الصمت حتى الآن. وقالت أمس السبت إنها عززت وجودها في جنوب لبنان في أعقاب التطورات الأخيرة في إسرائيل وغزة، وشمل ذلك تنفيذ عمليات لمواجهة إطلاق الصواريخ.
وقالت جماعة حزب الله التي تسيطر فعليا على جنوب لبنان أمس السبت إنها “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج” وإنها ترى أن الهجمات الفلسطينية على إسرائيل هي “رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية ورسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير”.