كتب د . عبدالعليم محمد باعباد
الوفاء بالعقود مسؤلية دينية ووطنية، تقتضي ضبط الخطاب السياسي وفق ماتم الاتفاق عليه من قبل الأطراف المشاركة في الاتفاق بدرجة أساسية، ومن قبل جميع أبناء الشعب الحريصين على وحدة الصف، وجمع الشمل وحقن الدماء وصولا إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في ربوع اليمن.
إن الاتفاق – أي اتفاق بين أطراف متصارعة – هو بحد ذاته انتصار لإرادة الخير على الشر، وإطفاء للحرائق، ووضع حد للحروب؛ حفاظا على أرواح الناس ودمائهم الغالية.
واتفاق جدة هو مكسب لجميع الأطراف بدون استثناء لا غالب فيه إلا الوطن، ولا مغلوب فيه سوى أعدائه.
فليستشعرِ السياسيون والإعلاميون، و نشطاء التواصل الاجتماعي المسؤلية الدينية والوطنية، وليتحملوها بجدارة، فالوطن لا يحتمل المناكفات، والمنابزات والمهاترات، ودماء الناس وأرواحهم ليست رخيصة، والسياسة فن الممكن، تقتضي البحث عن القواسم المشتركة بين الجميع، وردم الهوة وتضييق نقاط الاختلاف إلى أبعد حد، وما لا يدرك كله لا يترك جله، والجميع أبناء الوطن وهذا يقتضي الشراكة القائمة على تحقيق المصالح الوطنية الكلية للشعب.
الكل هنا منتصر فكونوا كبارا ولا تدعوا الانفعالات تتحكم بكم فتستمروا بالاتهامات والمهاترات والمناكفات؛ فهذه أخلاق الصغار وديدنهم، فكونوا كبارا يرحمكم الله.