كتب : محمد علي محسن
لم أكن مؤيدًا للانتقالي ، كما ولن أقف ضده .. شخصيا اؤيد فكرة أن تكون هناك سلطة واحدة في المحافظات الجنوبية ؛ بدلاً من سلطات مختلفة ومتصادمة تسببت في خلق حالة مربكة ومشوهة لا مثيل لها .
السلطة الان لدى المجلس الانتقالي ، وعليه أن يثبت ويبرهن أنه عند مستوى المهمة والمسؤولية ، وحسبنا هنا اننا سنرى ماذا سيفعل ؟ وماذا سيقدم ؟ .
فمنذ سيطرته المطلقة ، وما سينتج عنها من استحواذه على كامل السلطات والمقدرات في محافظة عدن واخواتها ، بات الانتقالي ملزمًا أخلاقيًا وسياسيًا ونظاميًا بكل تبعات السيطرة ، وهي معروفة ، ولا أعتقد أن أحدًا يجهلها ..
فمن لحظة السيطرة وصاعدًا لن يكون هناك في عدن سلطة شرعية ولا حكومة تابعة لها ، فكل السلطات بحوزة الانتقالي وأتباعه ، وأظنهم يدركون الان أنهم في الواجهة .
فإمَّا يتحملوا مسؤوليتهم بكل جدارة ؛ بحيث يقدمون ذاتهم كرجال دولة ، وليسوا مليشيات عصبوية مثلما يصورونهم خصومهم، وإمَّا يتنحون جانبًا ويسلمونها على طبق للسلطة الشرعية كي تقوم بدورها وواجبها ودونما سلطات موازية أو مشكلات أو ازمات .
لا خيار اخر بينهما ، فإمَّا أن تكون جزءًا من السلطة الشرعية وتعمل تحت مظلتها وضمن آلياتها ، مهما كلفك ذلك من نتائج ، وإمَّا أن تتفرد بقرارك وتعمل كسلطة مستقلة ، وتتحمل تبعات المسألة مجتمعيًا وطنيًا واقليميًا ودوليًا .
حسنًا ، الانتقالي حسم المسألة عسكريًا ، كما وقادته هم الان المسيطرون ؛ في هذه الحالة يتوجب عليهم إمثال مشروعهم السياسي ، وليرونا على الأقل اننا أخطأنا في تقديراتنا ، وان حساباتهم صحيحة ، وان الدولة الجنوبية المستقلة باتت أمرًا واقعيًا ومنطقيًا ..
نعم ، لا خيار وسط بين الاثنين ، فإمَّا شرعية هادي وحكومته ، وإمَّا سلطة الانتقالي ، وليتحمل كافة التبعات السياسية والاقتصادية والعسكرية الناتجة عن تغريده خارج سرب الشرعية .
لا معنى للحديث عن إدارة محافظات جنوبية فيما غايتك محاربة الشرعية واسقاط كل ما تبقي لها من وجود وموالاة ، بل ويتم فرض سلطانك بقوة السلاح .
كما أن المطالبة بحكم ذاتي للجنوب ودونما توافق الضرورة مع شركاء الحرب والمرحلة ؛ فهذا لا يعني غير ولادة سلطة هجين لا تشبه ايًا من الشرعية أو الانتقالي ، ما يعني أنه ستكون سفاحًا وبلا هوية أو مشروعية ..