عبدالقادر العيسائي
بقلوب يملؤها الحزن، وبعيون دامعة مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعى وفاة أخي وصديقي ورفيق دربي زكي البعسي، الذي رحل عن دنيانا إثر جلطة قلبية مفاجئة، تاركًا وراءه أثرًا طيبًا وسيرة عطرة في قلوب كل من عرفه.
رحيل زكي لم يكن مجرد فقدان صديق، بل هو فقدان لجزء كبير من حياتي… فقدت الأخ والسند، الرجل الذي كان يقف بجانبي في كل لحظة، في العمل، وفي الحياة، وفي كل المواقف التي جمعتنا. كان زكي أكثر من زميل عمل، كان رفيق الطريق، كان الصدر الحنون والعقل الهادئ، كان إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
عشنا معًا سنوات من الإخلاص والتعاون والوفاء، تبادلنا الأحلام والهموم، وواجهنا الحياة كتفًا بكتف. واليوم وأنا أودّعه، أشعر أنني فقدت 90% من حياتي، فقدت من كان يكملني، من كنت أستند إليه، ومن كان يرى الحياة بقلبي قبلي.
زكي البعسي لم يكن مجرد اسم… كان حكاية وفاء، ورمزًا للصدق في العمل، والإخلاص في الصداقة، والنقاء في المعشر. سيرته ستبقى عالقة في كل تفاصيل الأيام التي عشناها، وفي كل لحظة عمل جمعتنا.
اللهم ارحمه رحمة واسعة، واغفر له، وتجاوز عنه، واجعل مثواه الجنة، ونوّر قبره، واملأه سكينة وطمأنينة.
اللهم ألهمني وأهله وكل محبّيه الصبر على هذا الفقد العظيم، واجعلنا من الراضين بقضائك، المؤمنين بحكمتك.
إنا لله وإنا إليه راجعون
.















