كتب احمد يسلم
—————————————–
هناك سؤال يتردد اﻻن حاضرا بقوة مالذي جرى للانسان في الجنوب ولماذا تبرز حالات غير معهودة لم يألفها المجتمع كظواهر البلطجة وانتشار السﻻح واطﻻق النار العشوائي في الأعراس . نهب الأراضي والممتلكات العامة وحتى الخاصة عبر ابتكار أساليب صادمة وغير سوية .
تاملت كثيرا علي أجد سببا أوأسباب لكل هذا الداء المستفحل والأرث المتراكم من مخلفات تدمير الأنسان بالدرجة الأولى كعملية منظمة بامكانيات وقدرات دولة مابعد 94م . ومارافقها من حالة استﻻب لأنسان وجد نفسه مقهورا وضحية عبر سلسلة من اﻻحباطات . جعلته يواكب ويتماشى في عالم المتسلط امﻻ في الخﻻص من الحال ولو بأيدي المتسلط .كل الذي جرى تحطيم للقيم اﻻجتماعية والحضارية المتراكمة تمثلت في الهجمة الشرسة ﻻستهداف كل ماهوجنوبي والتشكيك بكل شي ومهاجمته لعبت التيارات الدينية ومنها جهابذة اﻻخوان على بث سيل من الدعايات والتشويهات المقصودة ولم يجد الفرد الجنوبي نفسه مهزوما لوحدة بل تبلورت فكرة المجتمع المهزوم حد التماهي مع فكر المحتل المتسلط معها جرى تغييب العقل تماما وهنا وصل الأمر الى التسليم بكل شيئ معه برزت ظواهر النفاق والكذب والغش في المدارس والمعامﻻت .
يقول أبن خلدون مؤسس علم الاجتماع ( ان المغلوب مولع ابدا بالغالب في شعاره وزيه وسائر أحواله وعوائده والسبب ان النفس تعتقد الكمال في من غلبها ) لهذا سادت الرشوة والاستهتار بالقوانين وتزايد طالبي المشيخة وراح البعض يبحث عن أصوله القبلية وصلت حد التزوير حتى ان البعض في شبوة ومناطق أخرى استحضر الثأرات القبلية . في محاولة لتقليد كل ماهو شمالي حتى في مجال العمارة والبناء بمعنى التماهي مع المتسلط الجديد المنتصر في الحرب بهدف الخﻻص والتبعية العمياء بتسيد ثقافة الأقوى هذا التماهي جعل المجتمع الجنوبي يفقد جزء كبير من ثقافته وطريقة حياته التي جبل عليها ما احرمه رؤية البدائل المطروحة موضع البحث والنقاش والتداول ليصل الى مرحلة الجمود الفكري والعقائدي وحتى التخبط الديني . لهذا أعتقد المتسلط بنجاحه في استﻻب الهوية لدى شباب جيل الوحدة كما كان يصفهم علي عبدالله صالح بعد تسريح الأباء على دكة البطالة ( وحزب خليك في البيت ) معه تعالت ردود الفعل تجاه مجمل السياسات المدمرة للجنوب التي أستهدفت في المقدمة الانسان كما أسلفنا ثم تصفية المنشأت والمؤسسات ومحوكل ماله أثر بالدولة الجنوبية وصلت حد هدم المساجد والبناء على انقاضها جعلت جيل الابناء وسط سيل الدعاية المنظمة في وسائل اﻻعﻻم والمدارس خصوصا بعد سيطرة الأخوان على التربية والتعليم وانشاء المعاهد العلمية يعتقدون ان بلدهم الجنوب يخلوا من المساجد وأن أباءهم مجرد ناس ملحدين .كعملية ﻻحقه لفكرة اطﻻق الفتوى التكفيرية في الحرب على الجنوب عام 94م وهيى امتدادا لفتوى حرب الصفي أحمد بن الحسن القاسم في غزوته لدولة الأمير حسين عبدالقادر اليافعي أمير عدن لحج ابين منتصف القرن التاسع الهجري . لهذا كان الزنداني وصعتر والحزمي وغيرهم يخطبون في مساجد الجنوب بكون الله معهم حين خاضوا الحرب (المقدسة ) حتى أن الله سلط الأفاعي لتسقط من الشجرة التي يستظل بها جنودهم المؤمنين ليهربوا حتى ﻻتطالهم قذائف الشيوعيين الكفرة ( المقصود الجيش الجنوبي) وأن الحمير نعم الحمير كانت تقتحم المناطق الملغومة لتفتح الثغرات منها ينساب مقاتليهم لماذا الحمير والافاعي ؟ لأن الله سخرها حماية للمسلمين (الجيش الشمالي وجحافل فرق المتفيدين من القبائل الشمالية الطامعة ) وهناأعتقدوا باتمام حالة اﻻستﻻب وتماهي الضحية المقهورة مع خططهم . لكن هذا لم ينطل على ماتبقى من كوادر الدولة الجنوبية وهو ماافرز حالة النضال السلمي التي عبر عنها الشعب الجنوبي بمليونياته ولدت حالة من التثوير والمجابهة بصدور عارية في المرحلة السلمية بلغت ذروتها بالقتال وتحرير معظم اراضي الجنوب بقوة المقاومة الجنوبية ودعم التحالق العربي عقب غزوة 2015م وهيى بالطبع الغزوة الثانية بعد غزوة 94م . معه افرزت الحرب الأخيرة واقعا جديدا يحتاج ﻻدارته اداة سياسية ترتقي الى مستوى عدالة القضية الجنوبية واهميتها تمثلت بالمجلس الانتقالي على أمل ان يكون نواة لبقية مكونات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية لخلق جبهة وطنية جنوبية عريضة ﻻتستثن أحد ما جعل قوى النفوذ الشمالية تكشر عن انيابها وتسن كل أسلحتها بهدف النيل منه بشتى اﻻساليب والطرق ووجدت في بعض رموز الشرعية وحكومة الشرعية من يتماهى مع هذه القوى وأجندتها وتلتقي معها . وهنا يتطلب من الشرعية الدولية والتحالف العربي اجراء عملية تقييم دقيقة ومسؤلة عن حق الجنوب وادراك حجم المؤامرات التي تحاك ضده للنيل من تطلعاته المشروعة التي تقرها المواثيق الدولية وذلك باستهدافه بالغزو العسكري القبلي تارة وتارة باستخدام سﻻحي الارهاب والتكفير التي ماتزال مشرعة باسنتها . وهوأمر يجب اﻻ يغض الطرف عنه المجتمع الدولي والأقليمي وهتا أجد في عبارة المناضل والقيادي في المجلس اﻻنتقالي فضل الجعدي مايكفي ويشفي ( اذا كانتا الشرعية والحوثيون كفتين لميزان التفاوض فالقضية الجوبية شوكة الميزان . )