بريت ويلكينز
وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بلاده بأنها «الدولة الأكثر نزوعاً إلى الحرب في تاريخ العالم».
في 14 إبريل/نيسان، كشف كارتر أن الرئيس دونالد ترامب اتصل به في اليوم السابق من أجل التشاور حول الصين، وقال إن ترامب عبر عن قلقه إزاء تنامي اقتصاد الصين قائلاً إن «الصين أخذت تتقدم علينا
وكارتر هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أكمل ولايته من دون أن يشن أي حرب، أو أي هجوم عسكري أو أي احتلال.
وكارتر هو الرئيس الأمريكي الذي بادر إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين عام 1979. وقال في تصريحه إنه أبلغ ترامب بأن نجاح الصين هو نتيجة لسياستها الخارجية السلمية.
وأثناء المحادثة الهاتفية، سأل كارتر الرئيس ترامب: «منذ 1979، هل تعرف كم مرة خاضت الصين حرباً ضد أي بلد ؟. إنها لم تخض أي حرب، بينما كنا نحن نواصل حروبنا».
في الواقع، خاضت الصين حرباً قصيرة واحدة مع فيتنام عام 1979، ولكنها بقيت منذ ذلك الحين في سلام مع جيرانها ومع بقية العالم.
وفي كلمة ألقاها كارتر في كلية تابعة للكنيسة المعمدانية في نيويورك، قال إن الولايات المتحدة لم تعرف السلام سوى 16 سنة فقط خلال تاريخها كدولة على مدى 242 سنة.
ولكن في الحقيقة، يبين سجل تاريخ الولايات المتحدة أنها لم تعش في سلام فعلي سوى خمس سنوات: عام 1976، وهو العام الأخير لرئاسة كارتر، ثم سنوات الرئيس جيرالد فورد الأربع التالية من 1977 الى 1980.
وتابع كارتر في كلمته قائلاً: إن الولايات المتحدة هي «الدولة الأكثر نزوعا الى الحرب في تاريخ العالم»… ونتيجة لذلك، تكون الولايات المتحدة قد دفعت دولا أخرى «إلى تبني مبادئنا الأمريكية».
وخلال مكالمته الهاتفية مع ترامب حول الصين، قال كارتر إن مردود السياسة السلمية للصين كان تعزيز نموها الإقتصادي. ثم أضاف: «كم كيلومتر لدينا من خطوط السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة ؟. الصين لديها حوالي 29 ألف كيلومتر… في حين أن الولايات المتحدة أهدرت، على ما أعتقد، 3 تريليونات دولار على الإنفاق العسكري».
ومنذ 2001، لا تزال الولايات المتحدة تخوض حربها في أفغانستان، في حين أنها تورطت أيضا في الحرب السورية.
وقال كارتر بشأن الإنفاق الأمريكي على الحروب: «إنه أكبر ما يمكنكم تصوره. أما الصين، لم تهدر سنتاً (فلساً) واحداً على حرب، ولهذا السبب هم متقدمون علينا. من جميع النواحي تقريباً».
وأضاف: «أعتقد أن الفرق ( بين الولايات المتحدة والصين) هو أننا لو كنا قد خصصنا 3 تريليونات دولار لاستثمارها في البنية التحتية الأمريكية، لكان أصبح لدينا سكك حديدية حديثة للقطارات فائقة السرعة، وجسورا لا تنهار، ولكان لدينا ما يكفي من المال لصيانة سككنا الحديدية وطرقاتنا وجسورنا كما يجب. ولكان لدينا أيضا نظام تعليمي جيد على غرار ما لدى كوريا الجنوبية وهونج كونج».
وأظهر استطلاع رأي دولي أجرته مؤسسة «جالوب» في 2013 أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي. وفي 2017، نشر معهد «بيو» للأبحاث (مقره في واشنطن ) دراسة وجدت أن أعداداً قياسية من الناس الذين استطلعت آراؤهم في 30 بلدا اعتبروا أن قوة ونفوذ الولايات المتحدة هما «تهديد رئيسي».
كما أن الولايات المتحدة غزت أو قصفت عشرات البلدان، ودعمت كل ديكتاتورية يمينية تقريبا في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كما أنها أسقطت، أو حاولت إسقاط، عشرات من حكومات العالم منذ 1949.
* صحفي ورئيس تحرير أمريكي – موقع «كاونتر بانش»