طارق العليان
قالت الكاتبة إيميلي ميليكن، نائبة مدير مؤسسة N7 والمتخصصة في شؤون اليمن وأمن الخليج، إن جماعة الحوثي قد تكون بصدد تطوير قدرات كيميائية محدودة، رغم غياب البنية العلمية التي تسمح ببرنامج كيميائي متكامل.
وأضافت الكاتبة في مقالها بموقع مجلة “ناشونال إنترست” أن قدرة الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر قد تتصاعد إذا تمكنوا من تسليح صواريخهم وطائراتهم المسيّرة بمواد سامة، ما يفتح فصلاً جديداً وخطيراً في الصراع اليمني.
وأوضحت الكاتبة أنه في سبتمبر (أيلول) الماضي اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحوثيين بتصنيع أسلحة كيميائية داخل مختبرات سرية، وقال إن الجماعة حصلت على مكونات مهربة من إيران.
وأضاف التقرير أن الإرياني تحدث عن نية الحوثيين تركيب مواد سامة على صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
وتابع التقرير بالإشارة إلى ضبط القوات الحكومية شحنة أسلحة من 750 طناً قادمة من إيران، تضم، حسب السلطات، أسلحة كيميائية مموّهة على شكل أدوات كهربائية.
وأوضحت الكاتبة أن هذه المعلومات ما تزال غير مؤكدة من جهات دولية مستقلة، لكنها تعزز المخاوف بشأن توجه خطير.
سوابق إقليمية
وقالت الكاتبة إن الحوثيين لم يستخدموا أسلحة كيميائية سابقاً، لكن تنظيمات أخرى في الشرق الأوسط فعلت ذلك.
وأضافت أن داعش شكّل نموذجاً صادماً عندما نجح عام 2015 في تسليح مقذوفات بمواد كيميائية، ما يثبت أن التنظيمات المسلحة تمتلك القدرة على تجاوز العوائق التقنية عندما تتوفر لها الموارد.
وقالت الكاتبة إن بناء برنامج كيميائي يعتمد على عاملين: الخبرة التقنية وتوفير المكونات. وتابعت أن إيران، التي تمتلك تاريخاً من تطوير القدرات الكيميائية، قد توفر دعماً فنياً يسهل تجاوز العقبات.
وأضافت أن الحوثيين قد يسعون لاستغلال البنية القائمة لديهم من صواريخ ومسيرات لحمل مواد سامة، رغم التحديات الهائلة في الاستقرار والتخزين والإطلاق.
وقالت إن الدعم الخارجي يمكن أن يخفض كثيراً من هذه الصعوبات، كما حدث مع جماعات مسلحة أخرى.
أسلحة بدائية
وتابع الكاتب أن الحوثيين، في حال انتقلوا إلى استخدام الكيميائي، سيعتمدون على أسلحة صغيرة وبسيطة مثل: عبوات غازية، وعبوات ناسفة محمّلة بمواد سامة، وأجهزة بدائية تُلقى من طائرات مسيّرة.
وقالت الكاتبة إن هذه الهجمات، رغم بساطتها، يمكن أن تثير ذعراً واسعاً وتؤدي إلى خسائر كبيرة.
وأوضحت ميليكن أن استخدام مادة سامة ضد سفينة تجارية أو ميناء قد يتسبب في إخلاء واسع النطاق، وتعطيل الموانئ، وإغلاق طرق الملاحة، وارتفاع تكاليف التأمين، واضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية.
وقالت الكاتبة إن صعوبة تحديد الجهة المنفّذة في البحر تزيد من تعقيد الردع والضغط الدبلوماسي.
وأوضحت الكاتبة أن اليمن لم يمتلك يوماً بنية صناعية أو بحثية متقدمة يمكن للحوثيين استغلالها.
بخلاف “داعش” الذي استفاد من مختبرات الموصل، فإن الحوثيين يعتمدون على دعم خارجي شبه كامل.
وأضافت الكاتبة أن طهران تمتلك خبرة طويلة في المجال الكيميائي منذ الحرب العراقية – الإيرانية، وقد سبق أن أرسلت مدربين للحوثيين في مجالات أخرى، ما يعزز احتمال تقديم دعم مشابه.
قالت الكاتبة إن مجرد احتمال امتلاك الحوثيين قدرات كيميائية يستوجب تحركاً عاجلاً، حتى لو كانت إمكانية تطويرها محدودة.
وأضافت أن المجتمع الدولي مطالب بدفع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق، وفي الوقت ذاته تعزيز الجهود البحرية لوقف تهريب الأسلحة.
وختمت الكاتبة بأن هجوماً كيميائياً واحداً، حتى لو كان بدائياً، يمكن أن يخلّف آثاراً كارثية على اليمن والمنطقة والملاحة العالمية، مؤكدة أن منع هذا السيناريو هو مسؤولية جماعية لا يمكن تأجيلها.
المصدر : موقع 24







