كريتر نت – متابعات
تعيش أوروبا حالة من القلق المتصاعد إثر سلسلة من الحوادث التي يُشتبه في أن طائرات مسيّرة روسية تقف وراءها، إذ تسببت هذه المسيرات في إغلاق مطارات وتغيير مسارات الطيران في عدة دول، بينما يُقال إن موسكو تقوم باختبار قدرة القارة على الردع.
وأوضح الكاتب المختص في العمليات الخاصة ستافروس أتلماز أوغلو، في مقال نشره موقع “ناشونال إنترست” أن الأزمة بدأت في العاشر من سبتمبر/أيلول عندما انتهكت 19 مسيّرة روسية الأجواء البولندية، مما دفع حلف الناتو إلى نشر مقاتلات وصواريخ دفاع جوي.
انتهاكات ضد عدة دول
ومنذ ذلك الحين، يقول الكاتب الذي خدم في الجيش اليوناني، وقعت 4 انتهاكات جوية إضافية على الأقل شملت رومانيا وإستونيا والدانمارك وألمانيا والنرويج.
وقال إن مسيرات حلقت، في إحدى الحوادث، فوق منشآت حيوية في شمال ألمانيا، منها حوض بناء السفن العسكري في كيل، ومصفاة هايده التي تزود مطار هامبورغ بوقود الطائرات، إضافة إلى قواعد عسكرية ومحطات طاقة.
وتشير تقارير السلطات الألمانية إلى أن هذه المسيرات كانت تعمل بشكل منسّق وتقوم بعمليات مسح دقيق للمنطقة.
الأسطول الشبح
وفي خضم هذه التطورات، يوضح الكاتب، اعترضت البحرية الفرنسية ناقلة نفط تُدعى بوشبا أو “بوراكاي” قبالة ساحل سان نازير في المحيط الأطلسي، بعد مراقبتها لعدة أيام للاشتباه بانتمائها إلى “الأسطول الشبح الروسي”.
ويشير أتلماز أوغلو إلى أن هذا الأسطول الشبح هو شبكة من السفن التي تبحر تحت أعلام مختلفة لتجاوز العقوبات الدولية ونقل النفط الروسي والحبوب الأوكرانية.
واعتقلت السلطات الفرنسية قبطان السفينة وضابطها الأول بعدما رفضا التعاون وأغلقا نظام التعريف الآلي.
وتبيّن أن الناقلة عبرت المياه الدانماركية في 22 سبتمبر/أيلول، اليوم نفسه الذي شهد تحليق مسيرات فوق كوبنهاغن، مما أثار التكهنات بأنها ربما كانت قاعدة عائمة لتلك العمليات.
تهديد واختبار
ونقل الكاتب عن رئيسة الوزراء الدانماركية ميته فريدريكسن قولها إن روسيا “تهددنا وتختبرنا ولن تتوقف”، مشيرة إلى أن بلادها استدعت مئات من قوات الاحتياط لحماية مؤتمر أوروبي في كوبنهاغن.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يقول أتلماز أوغلو، فدافع عن عملية احتجاز الناقلة دون أن يربطها مباشرة بحوادث الطائرات المسيّرة.
مرحلة جديدة من المواجهة
ويرى أتلماز أوغلو أن هذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة غير المعلنة بين روسيا وأوروبا، إذ تستخدم موسكو “أدوات رمادية، أي الأساليب التي تقع بين الحرب والسلام” من المسيرات والسفن المجهولة الهوية لاختبار الدفاعات الأوروبية وإرسال رسائل سياسية وأمنية في ظل استمرار حربها في أوكرانيا.
ونقل الكاتب عن محللين قولهم إن هذه الحوادث تمثل جرس إنذارٍ للاتحاد الأوروبي والناتو بضرورة تطوير آليات الكشف والتصدي للطائرات المسيّرة، وتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري بين الدول الأوروبية لمواجهة التهديد المتنامي القادم من الشرق.