كريتر نت – متابعات
وجهت مصر تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل عبر الولايات المتحدة من “عواقب وخيمة” في حال محاولة إسرائيل اختراق أجوائها لتنفيذ عمليات خارجية، كما حصل في قصف قطر، في وقت يرى فيه مراقبون أن تصعيد الخطاب المصري في هذا الوقت يظهر أن الخلاف بين تل أبيب والقاهرة جدّي وأن القيادة المصرية تسعى لتأكيد دور القاهرة المحوري في قضايا المنطقة واستحالة القبول بتهميشها أو تقزيم دورها من أيّ جهة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول مصري، لم تسمّه، قوله إن مصر “وجّهت رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن أيّ محاولات إسرائيلية للعمل على الأراضي المصرية مثل الغارات التي استهدفت الدوحة هذا الأسبوع ستكون لها عواقب وخيمة”.
ويعتقد المراقبون أن الهدف من الرسالة ليس منع إسرائيل من اعتماد الأجواء المصرية لقصف أي مواقع خارجية، لأن المصريين يعرفون أن إسرائيل تمتلك خطوطا بديلة، وأن الهدف الحقيقي هو إظهار الانزعاج المصري من خطاب إسرائيلي يتعمد الاستهانة بدور القاهرة في الملف الفلسطيني وخاصة مطالبتها بفتح الأبواب أمام تهجير سكان غزة إلى الأراضي المصرية، وإظهارها كما لو أنها تقف في الصف المقابل لإسرائيل دون مراعاة مصالحها القومية.
ورفع المسؤولون المصريون من سقف انتقاداتهم لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، وخاصة فكرة تهجير الفلسطينيين داخل الأراضي المصرية، في رسالة واضحة تفيد بأن التهجير خط أحمر.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي السبت إن وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي “هراء”، وذلك ردا على تصريحات أخرى لنتنياهو زعم فيها أن مصر تريد حبس سكان يريدون الخروج من غزة رغم رغبتهم في مغادرة منطقة الحرب.
وسبق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن قال في أكثر من مرة إنه “لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر،” وذلك يعد “خطا أحمر”.
ووصف ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (التي تتبع مؤسسة الرئاسة)، نتنياهو بـ”الواهم”، متحديا إياه أن يلغي اتفاقية الغاز المبرمة مع القاهرة منذ عام 2019 والممددة إلى 2040 “إن استطاع تحمل النتائج الاقتصادية وليست السياسية فقط.”
ولوّحت إسرائيل بتعطيل صفقة غاز كبيرة عقدتها مع مصر مؤخرا، للحصول منها على تنازلات سياسية، في ما يتعلق بخطط تل أبيب لترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة، وسعيها الآن نحو تهجير سكانه، وجاء التلويح من خلال وسائل إعلام لجس النبض، وفتح باب للجدل حول موقف القاهرة من ممارسات الاحتلال في القطاع.
وتريد مصر التأكيد على أن صفقة الغاز الكبرى مع إسرائيل قد تم توقيعها ضمن مقاربة للشراكة تقوم على الندية وتبادل المصالح وليس ضمن توجه لشراء المواقف كما تريده إسرائيل، ما أغضب القيادة المصرية.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، إن نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين يعتزمان إعادة النظر في صفقة غاز ضخمة وقّعت مع مصر في أغسطس الماضي، دون إشارة إلى مدى مطابقة هذه الخطوة للعقد المبرم بين الجانبين، وما يفرضه من التزامات قانونية في حالتي الفسخ أو التعطيل.
والثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على قيادة حركة “حماس” بالدوحة، دون أن يتطرق إلى نتيجته حتى اللحظة.
وأدانت قطر، في بيان للخارجية، الهجوم الإسرائيلي، وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي.
وأعلنت “حماس” في بيان نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، وابنه همام الحية، وثلاثة مرافقين هم عبدالله عبدالواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.
وتستضيف مصر اجتماعات لقادة حماس والفصائل الفلسطينية منذ بدء الوساطة قبل نحو عامين، لبحث وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.