د . عبدالعليم محمد باعباد
إقدام إسرائيل على اغتيال وفد حركة حماس التفاوضي في قطر يمثل جرائم و انتهاكات مركبة، وإن لم تتحقق نتيجة الفعل الإجرامي.
إذ تمثل محاولة الاغتيال بالقصف بالطيران داخل أراضي دولة ثالثة، تحتضن المفاوضات بين الطرفين إسرائيل من ناحية، وحركة حماس من ناحية أخرى، انتهاك لمبادئ و قواعد القانون الدولي بفروعه؛ العام، و الإنساني، والدبلوماسي، وكذا لكل أخلاقيات التعامل الدولي، ويدل على أن إسر.ائيل عصابة مارقة.
وأهم تلك القواعد نصوص ميثاق الأمم المتحدة.
فأما انتهاك قواعد القانون الدولي و على رأسها المبادئ الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة، التي تحرم انتهاك سيادة وأراضي الدول، سواء كانت عضو في الأمم المتحدة أو غير عضو.
فيبينها نص المادة 2 بفقراتها كما هو الآتي:
تنص المادة “2” من الميثاق على :
يستند عمل “الأمم المتحدة” وأعضاؤها، في سعيهم إلى تحقيق أهداف “الأمم المتحدة”، إلى المبادئ التالية:
1. تقوم “الهيئة” على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها.
2. يفي جميع الأعضاء، لكي يتمتعوا بجميع ما لهم من حقوق ومزايا العضوية، بالتزاماتهم التي قبلوها بموجب هذا الميثاق، بحسن نية.
3. يفض جميع الأعضاء منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية، على وجه لا يجعل السِّلم والأمن الدوليين والعدل عرضة للخطر.
4. يمتنع جميع الأعضاء في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أية دولة أو استقلالها السياسي، أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد “الأمم المتحدة”.
5. يقدم جميع الأعضاء لـ “الأمم المتحدة” كل ما في وسعهم من المعونة في أي عمل تتخذه وفقًا لهذا الميثاق، ويمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ “الأمم المتحدة” إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع.
6. تعمل “الهيئة” على أن تضمن للدول غير الأعضاء في “الأمم المتحدة” التصرّف وفق هذه المبادئ بقدر ما تقتضيه ضرورات السِّلم والأمن الدوليين.
7. ليس في هذا الميثاق ما يُجيز لـ “الأمم المتحدة” أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لأي دولة، ولا يُلزم الأعضاء بعرض مثل هذه المسائل على إجراءات فضّ المنازعات المنصوص عليها في هذا الميثاق.
وعلاوة على ذلك فإن انتهاك السيادة لدولة ترعى المفاوضات بين الطرفين المتنازعين، يعد انتهاكا صارخا، لكل المواثيق والأعراف والتقاليد الدولية والدبلوماسية.
وتمثل محاولة الاغتيال لطرف سياسي مفاوض، يمثل حركة تحرر وطني، خرقا لاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية الصادرة عام 1961م، والاتفاقية الدولية بشأن حماية الأشخاص الدوليين الصادرة عام 1973م، التي تجرم الاعتداء أو القتل لأشخاص محميين دولياً.
وكون الطرف المستهدف بالاغتيال وفد سياسي مفاوض، فهذا يمثل خرقا لمبدأ حسن النية في المفاوضات.
وتمثل محاولة الاغتيال هذه جريمة حرب، حتى بفرضية أن الطرفين في حالة حرب، فالمستهدفون أشخاص مدنيون لا يحملون السلاح، محميون بموجب المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف الأربع الصادرة عام 1949م.
إن الطرف المستهدف من وفد حركة حماس يمثل قيادة سياسية لحركة تحرر، و بنفس الوقت وفد مفاوض، سبق أن فاوضه الطرف المعتدي، في نفس الدولة، وقد بعث هذا الطرف المعتدي وفده المفاوض، إلى ذات الدولة الوسيط التي تحتضن المفاوضات، ما يعني أن هناك سوء نية في خرق المفاوضات ، وهو ما يمثل خرقا لمبدأ حسن النية في المفاوضات الذي تجري على أساسه أخلاقيات وإجراءات التفاوض، وإلا ماكان هناك تفاوض سيجري بين أطراف متنازعة، ولفقدت الدول ثقتها ومصداقيتها، إذا لم تكن في أعراف الدول بقية أخلاق، أو إيمان بأي أعراف أو تقاليد دبلوماسية.
الخلاصة:
يعتبر إقدام إسرائيل على محاولة اغتيال وفد حركة حماس المفاوض، في دولة قطر بقصف المكان الذي كان يتواجد فيه هذا الوفد، انتهاك خطير وجسيم لنصوص ميثاق الأمم المتحدة ، بالاعتداء على سيادة دولة قطر.
كما يمثل جريمة حرب، كونه استهدف أشخاص مدنيين لا يحملون السلاح، ومن ناحية أخرى انتهاك لاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية، والاتفاقية الدولية التي تجرم الاعتداء أو قتل الأشخاص المحميين دولياً.















