كريتر نت – وكالات
أعلنت قطر ومصر أمس الأحد عزمهما على “تكثيف الجهود” للتوصل إلى هدنة في غزة، في ظل تعثر المباحثات بين إسرائيل وحركة “حماس” بعد أكثر من 19 شهراً على بدء الحرب في القطاع.
وجاء في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية القطرية “تؤكد قطر ومصر بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على اعتزامهما تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات”.
وكشف مصادر مطلعة على المفاوضات لموقع “أكسيوس”، أن بيان “حماس” بشأن استعدادها لمفاوضات جاء نتيجة ضغوط مارستها الولايات المتحدة وقطر ومصر على الحركة خلال الـ24 ساعة الماضية لتعديل ردها على المقترح الأميركي.
كما قالت المصادر نفسها إن هناك تحولاً في موقف “حماس” قد يؤدي إلى انفراجة نحو التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.
بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حركة “حماس” أعربت عن استعدادها للتفاوض الفوري عقب ضغوط مارستها الولايات المتحدة وقطر ومصر على الحركة خلال اليوم الماضي.
وأضافت: “هناك تغير في موقف (حماس) قد يمهد لاختراق سياسي يفضي إلى التوصل إلى صفقة التبادل ووقف إطلاق النار”.
من جهتها، أكدت الحركة الفلسطينية أمس الأحد استعدادها “للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف”.
قتلى وفوضى
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الأحد أن الأشخاص الذين عالجتهم من إصابات تلقوها في مركز لتوزيع المساعدات تديره منظمة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة، أفادوا عن تعرضهم لإطلاق نار “من جميع الجهات” من قبل القوات الإسرائيلية.
وألقت المنظمة غير الحكومية باللوم على نظام توزيع المساعدات الذي تتبعه “مؤسسة غزة الإنسانية” في الفوضى التي حدثت في مدينة رفح جنوب غزة.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الأحد مقتل 31 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 176 آخرين بجروح بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية، في حين أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار.
ونفت “مؤسسة غزة الإنسانية” والسلطات الإسرائيلية وقوع أي حادث من هذا القبيل، لكن منظمة أطباء بلا حدود ومسعفين آخرين أفادوا بمعالجة أعداد من السكان المحليين المصابين بطلقات نارية في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس المجاورة.
ونشرت المؤسسة لقطات مصورة لا تحمل تاريخاً، وقالت إنها لعمليات توزيع المساعدات في أحد المواقع من دون الإبلاغ عن أي مشكلات. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل، والتي أظهرت عشرات الأشخاص يتجمعون حول أكوام من الصناديق على ما يبدو.
وقال سكان ومسعفون أيضاً إن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على آلاف الأشخاص الذين كانوا في طريقهم إلى مركز توزيع المساعدات في رفح. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المستشفى الميداني التابع لها في رفح استقبل 179 مصاباً معظمهم أصيبوا بطلقات نارية أو تعرضوا لشظايا.
وأضافت “أفاد جميع المصابين بأنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع المساعدات. هذا أكبر عدد من الإصابات الناجمة عن أسلحة في واقعة واحدة منذ إنشاء المستشفى الميداني قبل أكثر من عام”.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان “أفاد المرضى لفرقنا بأنهم تعرضوا لإطلاق نار من جميع الجهات بواسطة طائرات مسيرة ومروحيات وزوارق ودبابات، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين على الأرض”.
ووصفت منسقة شؤون الطوارئ في المنظمة كلير مانيرا في البيان نظام توزيع المساعدات التابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” بأنه “يفتقر للإنسانية والفعالية إلى حد بعيد”، مشيرة إلى أنه “أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بما كان من الممكن تفاديه”.
أضافت “لا بد من أن تقدم المساعدات الإنسانية حصرياً عبر منظمات إنسانية تمتلك الكفاءة والإرادة لتقديمها بشكل آمن وفعال”.
كما قالت المسؤولة الإعلامية في أطباء بلا حدود نور السقا إن ممرات المستشفى كانت مكتظة بالمصابين و”الطلقات النارية ظاهرة على أطرافهم، وثيابهم ملطّخة بالدماء”.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي تديره “حماس”، إسرائيل باستخدام المساعدات كسلاح “لاستغلال المدنيين الجائعين وجمعهم قسراً في مناطق قتل مكشوفة يديرها ويراقبها الجيش الإسرائيلي”.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه “لم يطلق النار على مدنيين”، واصفاً التقارير بأنها “كاذبة”.
وقال في بيان “تشير نتائج تحقيق أولي إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يطلق النار على مدنيين أثناء وجودهم قرب أو داخل موقع توزيع المساعدات الإنسانية”.
وأعلن متحدث باسم “مؤسسة غزة الإنسانية” أن “حركة (حماس) تروج لهذه التقارير المزيفة عمداً. إنها غير صحيحة ومفبركة”.
وتنفي إسرائيل أن يكون سكان غزة يعانون من الجوع بسبب عملياتها وتقول إنها تسهل تسليم المساعدات مشيرة إلى تأييدها لمراكز التوزيع التابعة لـ “مؤسسة غزة الإنسانية” وموافقتها على دخول شاحنات مساعدات أخرى إلى غزة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي إن الكثير من سكان غزة “يتضورون جوعاً”.
وتتهم إسرائيل “حماس” بسرقة الإمدادات المخصصة للمدنيين واستخدامها لتعزيز قبضتها على غزة. وتنفي الحركة نهب الإمدادات وأعدمت عدداً من اللصوص المشتبه بهم.
رئيس تشيلي يعتزم زيادة الضغط على إسرائيل
من جانبه، قال الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش أمس الأحد إنه سيعمل على تسريع جهود الطاقة المتجددة في بلاده وتكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب حربها في غزة إلى جانب عدد من المبادرات الأخرى خلال الأشهر التسعة الأخيرة من فترته الرئاسية.
وفي خطاب استمر ثلاث ساعات أمام الكونغرس في مدينة فالباريسو الساحلية، قال بوريتش في خطابه السنوي الأخير إنه سيقدم مشروع قانون لحظر الواردات من “الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني”، كما سيدعم الجهود التي تبذلها إسبانيا لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مما أثار هتافات وصيحات من الاستهجان في الكونغرس.
بوريتش من أبرز المنتقدين لإسرائيل، وسحب في الآونة الأخيرة عسكريين من سفارة بلاده في إسرائيل واستدعى السفير للتشاور.