كريتر نت – متابعات
بدأت سياسة تحالف أوبك+ المتعلقة بخفض إنتاج النفط تؤتي ثمارها رغم تغير محركات السوق مع صعود أسعار خام برنت في يوليو الجاري وسط بحث المشترين الآسيويين عن وجهات بديلة للإمدادات.
ويقول محللون إن المشهد في أسواق النفط بمنطقة الشرق الأوسط يتغير بعد خفض التحالف للإنتاج، حيث يحوّل المشترون من آسيا بوصلتهم إلى الإمدادات الأميركية.
وبدأوا أيضا في تقليص مشترياتهم لمجموعة متنوعة من الخامات الخفيفة الرئيسية، بينما يقبلون على المزيد من الشحنات مرتفعة الكثافة وذات المحتوى الأعلى من الكبريت.
وتقلص فرق الأسعار الذي يتمتع به خام مربان الرائد في أبوظبي، وهو أقل كثافة من درجات خامات الشرق الأوسط الأخرى مثل خامي دبي وعُمان، بينما يُقبل المستوردون على شراء خامات النفط الأميركية الخفيفة المشابهة.
◙ المشهد في أسواق النفط بمنطقة الشرق الأوسط يتغير بعد خفض التحالف للإنتاج حيث يحول المشترون من آسيا بوصلتهم إلى الإمدادات الأميركية
وقال متداولون إنهم اشتروا هذا الشهر نحو 50 مليون برميل أميركي أكثر من المعتاد. وفي غضون ذلك لا تزال براميل الخامات الثقيلة تتمتع بأفضلية خاصة، لأن التخفيضات التي أقرّتها المملكة العربية السعودية على الإنتاج قلّصت إمدادات هذه الدرجات.
وفي منتصف الشهر الجاري تفوّق سعر خام عُمان ذي معدل الكبريت الأعلى على مربان، وهو انعكاس نادر في فرق الأسعار بينهما.
وقلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا الإنتاج لوقف نزيف الأسعار الذي عانت منه السوق في النصف الأول من العام الجاري.
ويبدو أن خفض الإمدادات يعود بالنفع على دول التحالف، فقد صعد سعر خام برنت بنحو 12 في المئة خلال يوليو الجاري. لكنه في الوقت ذاته يغيّر محركات السوق الأساسية حيث يتكيف المستخدمون مع توفّر كميات أقل من خامات معينة.
ومن هذا المنطلق قد تحافظ درجات الخام المتوسطة والثقيلة الحمضية، مثل عُمان وزاكوم العلوي والشاهين، على تفوقها في الأداء مقارنة بالأصناف الأخف نظراً لخفض الإمدادات.
كما قد تُفرض معايير قياسية جديدة على خام مربان مثل فروق الأسعار المحددة على أساس زمني في خام دبي، وفق ما توقعته مذكرة صادرة عن شركة إنيرجي أسبكتس الاستشارية في القطاع.
وتتطلع الأنظار إلى اجتماع لوزراء أوبك+ في الرابع من أغسطس المقبل لمراجعة وضع السوق، الذي لا يزال غامضا في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وخاصة الاقتصاد الصيني.
ومن المتوقع على نطاق واسع من محللين ومسؤولين في مصافي تكرير شملهم مسح أجرته وكالة بلومبرغ أن تمدد السعودية، وهي أكبر منتج للخام في منظمة أوبك، خفضها الطوعي للإنتاج بنحو مليون برميل لشهر سبتمبر.
◙ الأنظار تتطلع إلى اجتماع لوزراء أوبك+ في الرابع من أغسطس المقبل لمراجعة وضع السوق الذي لا يزال غامضا في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي
وأنهت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام تعاملات الخميس الماضي بارتفاع ملموس بفضل التفاؤل بآفاق الطلب على الطاقة في ظل نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثاني من العام الجاري بأفضل من التوقعات.
وأغلقت تداولات النفط مرتفعة ليتجاوز خام برنت 84 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل الماضي، مدعوما بشح المعروض بعد خفض مجموعة أوبك+ إنتاجها وتجدد الأمل في انتعاش الطلب الصيني والنمو العالمي.
وسجل النفط الخام مكاسب أسبوعية أربع مرات متتالية وسط شح متوقع للإمدادات بسبب خفض إنتاج مجموعة أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها، وكذلك بعض الانقطاعات غير المقصودة في الإنتاج.
وأغلق خام برنت مرتفعا 1.32 دولار، أي 1.6 في المئة عند 84.35 دولار للبرميل، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مرتفعا 1.31 دولار، أي 1.7 في المئة، ليصل إلى 80.09 دولار.
وتراجعت أسعار النفط الأربعاء الماضي بعد أن أظهرت بيانات انخفاض مخزون الخام الأميركي بأقل من المتوقع ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية تاركا الباب مفتوحا أمام رفع آخر.
وتتعزز الرغبة في المخاطرة في الأسواق المالية الأوسع نطاقا مدعومة بتزايد توقعات أن البنوك المركزية، مثل مجلس الاحتياطي الأميركي، تقترب من نهاية حملات تشديد السياسة النقدية، مما سيعزز توقعات النمو العالمي والطلب على الطاقة.