كتب : أ. عادل الزريقي
تجاوز سعر صرف الدولار الواحد مقابل الريال اليمني 1400 ، والسعودي 380 ، وهذا عيب بل عيب وعار كبيرين يحصل مثل هذا الأمر في المناطق والمحافظات التي تسيطر عليها الشرعية ، بينما الصرف في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية ظل ثابتا كما هو ، رغم أن نسبة 85% من مساحة اليمن ومنابع الإيرادات في حوزة الشرعية ، كميناء عدن وحضرموت ، وميناء المخا ، ومنابع النفط والغاز في شبوة ومأرب وحضرموت ، والسواحل البحرية التي تنتج الثروة السمكية ما يقارب نفس النسبة منها تحت سيطرة الشرعية ، ناهيكم إلى الدعم الإقليمي والدولي كالهبات والمعونات والودائع المالية التي تحظى بها الشرعية أكثر من المليشيات الانقلابية .
إلا أن الوضع الاقتصادي في البلاد يقفز يوما بعد آخر من السيء إلى الأسوأ ، وكالذي يصب الماء بمنياس ، كما قال المثل الشعبي ، واصبحنا كمواطنين لا حول ولا قوة لنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ، وفقدت جراء هذا الوضع القاسي والمتدهور دولة وحكومة الشرعية مصداقيتها تماما لدى المواطن ، وأصبح لا يلقي بالا أو اي اهتماما لأي تصريح أو اخبار تذاع عبر وسائل الإعلام المختلفة من قبل الشرعية تحكي عن خطواتها وإنجازاتها واجتماعاتها لأن الواقع الذي يعيشه المواطن يناقض ذلك ويختلف عنه تماما.
ألا تدركون يا اعضاء و رئيس مجلس الرئاسة ، ويا رئيس مجلس الوزراء ، أن انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية تنعكس بالغلاء والبطالة على الشعب الذي يقع تحت مسؤوليتكم وعلى ذمتكم ، ويضيف له معاناة فوق المعاناة وجوع فوق الجوع ، حرام عليكم ، اخجلوا قليلا ، اين ستذهبون من مساءلة الله لكم يوم القيامة ؟! فالكيل قد فاض ، وبلغ السيل الزبى ، فإذا لم تستطيعون القيام بتنفيذ وتجسيد مسؤولياتكم على الواقع بكفاءة عالية ، وبما يحافظ على لقمة عيش المواطن وعلى كرامته وشرفه ، قدموا استقالاتكم طوعا ، ودعوا اليمنين يضعون أمرهم ، ومصير معيشتهم على خالقهم وعلى رازقهم الذي سيقيض لهم من خلقه من يخرجهم من هذه الأزمة التي طحنته وقتلته من الحرب وآثارها السلبية التي انتم سبب رئيسي في تصاعد وتيرتها وارتفاعها ، بسبب طمع وفساد البعض منكم ، وضعف وفشل وجبن البعض الآخر .
لا نطالبكم بوقف الحرب أو الانتصار ، فهذا الأمر كما يبدو محال أن يتحقق في عهدكم وعلى ايديكم ، فالذي عجز ان يوفر لقمة عيش لمواطنيه بشرف وكرامة وفي أدنى مستوياتها وتحت يده مصادر الإيرادات المذكورة آنفا ، محال أن ينتصر في أي معركة عسكرية ، كون الانتصار في المعركة الاقتصادية هو الذي يقود إلى تحقيق الانتصارات في المعارك العسكرية ، فالمفروض أن يوضع الجانب الاقتصادي في أولويات عنايتكم واهتماماتكم .
انتم عائشون في قاهرة مصر ، وفي دبي ، و ابو ظبي وفي الرياض على أعلى المستويات والرفاهية انتم واولادكم و زوجاتكم ، وتركتم وراءكم الشعب تطحنه الحرب ويطحنه الغلاء والحرمان والجوع ، ووصل الأمر ببعض اليمينين الشرفاء إلى التسول في الداخل وفي دول الجوار ، والبعض الآخر أصيب بالجنون والبعض انتحر ويفكر بالانتحار ، والبعض تفككت أسرته وتشردوا أطفاله نتيجة المشاكل الأسرية التي نشبت بفعل الوضع الراهن .
كونوا شجعان وقولوا لمن يتحكم في قراركم (لا ، لا ، لا) لما يحصل لشعبنا من مآسي إنسانية ونحن نمثله ونأخذ ونتكلم بإسمه ، ووضحوا الحقائق لشعبكم فمنه تستمدون شرعيتكم وقوتكم وبقاءكم على مناصبكم ، وليس من تماهيكم مع من يعمل ضد وطنكم وضعفكم أمامه ومسايرتكم له ، وأدركوا ان من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد كما قال الشاعر ، افضل مما يسجل لكم التاريخ في انصع صفحاته اعمال سوداء ملطخة لسمعتكم ولتاريخكم .
فمن خلال هذا المشهد الماثل أمام الجميع ، الذي لا يسر ولا يسعد أحد ، الذي يحصل للشعب اليمني في المناطق التي تسيطرون عليها يظهر جليا ومما لا يدع مجالا للشك والريبة بأنكم ضد الشعب وضد الوطن وتحاربون أبنائه في لقمة عيشه وفي خدماته الضرورية ، وانكم بعتم الوطن بثمن بخس ، وكذابون انتم ودول التحالف بأنكم تحاربون الحوثي وإيران بل تعملون معه وتخدمونه بطرق غير مباشرة وتتجهون نفس الاتجاه لكنكم تخادعون الشعب وتظهرون له ما لا تبطنونه ، وسيأتي يوما ما من خلال هذه المواقف الصادرة من قبلكم السيل الفارسي العارم الذي يجرفكم معنا إلى البحر وبدون رحمة ، فالخائن وبائعي الاوطان لا عهد لهم ولا ثقة بهم لا عند الأعداء ولا عند الاصدقاء ، فالعدو الفارسي أدرك من اين تؤكل الكتف ؟! وهو على يقين مطلق بأنه لا يمكن إبتلاع المنطقة العربية كلها إلا عن طريق بوابة استراتيجية إسمها اليمن .