كتب .. جميل الصامت
ماتزال هيجة العبد تمثل اكبر تحد امام الشرعية منذ اندلاع الحرب وتحولها الى شريان رئيس لربط مدينة تعز بالعاصمة المؤقتة عدن ،بل ومنفذ وحيد في ظل حالة الحصار الذي فرض عليها من جهات عدة ،لاخضاعها .
بقيت (الهيجة) طيلة تسع سنوات حرب وحصار ثقالة في ظهر الحكومات المتعاقبة للشرعية ،في حين تستثمرها جهات عدة كورقة توظف باتجاهات مختلفة كل لحسابه ووفق اجندته .
الحوثي ينظر لها حالة حصار اخرى تخدم اجندته في ظل تشديد قبضته وحصاره على المنافذ الطبيعية الاخرى ،
تلتقي مع سلطة الامر الواقع في تعز – التي هي الاخرى تفرض حصارا من نوع آخر – توظفها لصالح اجندتها ليس اقلها في ضمان استمرار التهريب والتحكم بمنافذ اخرى ثانوية تدر اموالا وفيرة .
هيجة العبد تمثل صمام امان لاستمرار وبقاء سلطة الامر الواقع جاثمة على مدينة تعز ،
قاتلت من اجل استبقائه كشريان وحيد دون منافس نشرت مليشياتها على طول امتداد الخط مع الهيجة ..؟
وقفت بشدة امام محاولات استبداله بطرق اخرى بديلة ،تكون اكثر سهولة واقل مخاطر وايسر للنقل والتنقل ، شنت الحملات على محافظ تعز السابق د امين محمود لمجرد تفكيره بايجاد طرق بديلة لهيجة العبد الى ان تمكنت من ازاحته ،
طارق صالح فطن لذلك فاصر على فتح منفذ جديد ولكن عبر الكدحة باتجاه المخأ لنقل حركة الثقل و(الملاحة) البرية ناحية مناطق نفوذه لتعطيل خط الهيجة ،واظن ان محاولة شرعنة ذلك المنفذ احبطت بالمحاولة الاخيرة لاستهداف وزير الدفاع ورئيس الاركان ومحافظ تعز الشهر الماضي .
ولولا ذلك الحادث لكان طريقا مسلوكا اليوم ومنفذا يسحب دور الشريان المار عبر هيحة العبد بشدة ،
الواضعون يدهم على سلطة القرار في تعز يرون ان فتح منافذ خارج الهيجة يهدد مشروعهم سواء في مناطق الشرعية او الرئيسية من اتجاه مناطق الحوثي ،نبعوا للجنة المنافذ وفجروا المشاورات مع الحوثي من اول لقاء لكي لا يكون هناك اي امكانية لفتح ولو بصيص امل في ممر يخفف عن الناس معاناة طال امدها .
هناك امكانية لتحويل طريق الهيجة والاستغناء عنها بطرق اخرى ،وفي احسن الاحوال ممارسة الضغط لتاهيل الطريق الموجودة لكن لا هذا تاتي ولا ذاك حصل ..!
مرات عدة على مدى سني الحرب الاخيرة توزعت وعود انزال مناقصات من طرف الحكومة اليمنية وتارة من الجانب السعودي ، كلها تبخرت وحال الهيجة لم يتغير سوى في ارتفاع معدلات كوارثها من ضحايا وخسائر .
الحكومة الشرعية من جانبها ربما تتخذ من (الهيجة) سبيلا لاثارة الشارع ضد سلطة الامر الواقع المتمردة عليها ،وتتعامل مع شريان حيوي ببرود تام لا يقل عن حالة الحرص لدى الطرف الاخر لاستبقائه .
الهيجة بقدر ما تبدو ورقة ابتزاز متبادل لدى اطراف الصراع الا انها تعد ثقبا اسودا يصعب سده ..؟!