كريتر نت – متابعات
قالت صحيفة “العرب” اللندنية أن الوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حض خلال لقائه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي الاثنين، على ضرورة تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي تنتهي بحلول الثاني من أكتوبر، معتبراً أنها حسّنت حياة السكان في بلاد دمّرتها الحرب.
وجاء لقاء وزير الخارجية الأميركي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بمقر اقامته في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الملف اليمني، والجهود الأميركية المنسقة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتمديد الهدنة الانسانية، في ظل خروقات الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، وفق وكالة الأنباء الرسمية اليمنية “سبأ”.
وبحسب “العرب” تسعى الإدارة الأميركية لتمديد الهدنة في اليمن لستة أشهر، على أمل تحقيق إنجاز دبلوماسي يحسب لها في المنطقة، بعد انتكاسات منيت بها، وأكثرها وضوحا الزيارة المخيبة للآمال التي قام بها الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية، والتي لم يحقق من خلالها أيا من الأهداف التي قدم لأجلها.
وتزداد الحاجة إلى هدنة منتهية بالسلام، في ظل واقع يؤكد عجز طرفي الصراع عن حسم الحرب عسكريا، الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وصمدت إلى حد بعيد الهدنة بين التحالف والحوثيين منذ أبريل. وتبذل الأمم المتحدة جهودا لتمديد وتوسيع اتفاق الهدنة الذي ينتهي في أوائل أكتوبر المقبل.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الهدنة جلبت “الهدوء والأمل اللذين تشتد الحاجة إليهما كما حسنت حياة ملايين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد”.
وأضافت أن بلينكن والرئيس العليمي أكدا دعمهما لاتخاذ خطوات إضافية بموجب الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق في تعز ومناطق أخرى، وزيادة الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وضمان دفع رواتب عشرات الآلاف من المعلمين والممرضات وغيرهم من الموظفين المدنيين الذين عملوا لسنوات بدون أجر”.
وذكرت الوزارة في بيان بعد الاجتماع أن بلينكن أكد أيضا دعم واشنطن لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فقد جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني موقف حكومته الثابت من القضايا الرئيسة في ملف السلام والهدنة القائمة، وفي المقدمة ضرورة إلزام الميليشيات الحوثية بفتح طرق تعز والمحافظات الأخرى، ودفع مرتبات الموظفين من عائدات موانئ الحديدة، والإفراج عن كافة السجناء والمحتجزين، وإنهاء ممارساتها المعيقة لمعالجة مشكلة السفينة صافر وتفادي كارثة بيئية مدمرة.
وشهدت الفترة الماضية ازديادا ملحوظا في وتيرة النشاط الدولي والأممي المتعلق بالملف اليمني، وشمل هذا الحراك زيارة قام بها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى طهران، إلى جانب لقاءات استضافتها العاصمة العمانية مسقط، بهدف دفع الحوثيين إلى تقديم تنازلات لتمديد الهدنة.
وقابل الحوثيون الحرص الدولي على منع انهيار الهدنة بتقديم المزيد من الاشتراطات التي أعلنها رئيس وفد التفاوض الحوثي من طهران محمد عبدالسلام، عقب لقاءات ضمته مع مسؤولين إيرانيين.
ورهن عبدالسلام موافقة جماعته على الهدنة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بشكل كامل وإلزام الحكومة الشرعية بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها.
ويبدو أن الحكومة اليمنية قد وافقت على الاشتراطات الحوثية لتمديد الهدنة، في المقابل لا يُعرف حتى الآن حجم التنازلات الحوثية التي يعتقد أنها جاءت نتيجة زيارة المبعوث الأممي إلى إيران وتدخل المسؤولين في طهران، إضافة إلى الجهود الذي بذلها المبعوثان الأممي والأميركي وسفراء الاتحاد الأوروبي خلال زياراتهم إلى العاصمة العمانية مسقط.
والهدنة التي مدّدت حتى الآن مرّتين، أوجدت فترة استراحة من المعارك على الرغم من أنّ التوترات لا تزال قائمة في بلد يشهد نزاعاً منذ أكثر من ثماني سنوات.
ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويتهدّد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.