كريتر نت – متابعات
أجرى ثلاثة رواد فضاء صينيين من داخل مركبتهم الفضائية “شنتشو – 14” حوارا من الفضاء مع شباب من ثماني دول أفريقية عبر رابط الفيديو، وأجابوا على تساؤلات الشباب أثناء مهمتهم الفضائية.
وشارك رواد الفضاء الثلاثة تشن دونغ وليو يانغ وتساي شيوي تشه، الذين ذهبوا إلى الفضاء في أوائل يونيو الماضي في مهمة تستمر لمدة ستة أشهر لإكمال إنشاء وتطوير محطة الفضاء الصينية، مع الشباب الأفارقة حياتهم اليومية وتجاربهم العلمية أثناء رحلتهم.
وأقيم الحدث الرئيسي عبر رابط الفيديو تحت عنوان “تحدث مع رواد الفضاء الصينيين” بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بالتزامن مع فعاليات فرعية انضم فيها شباب من مصر والجزائر وناميبيا ونيجيريا والسنغال والصومال وجنوب أفريقيا إلى الحوار.
رواد الفضاء الصينيون يجرون أيضا تجارب حول علوم الجاذبية المتغيرة وعلوم الحياة والبيئة وعلوم التكنولوجيا الحيوية وغيرها
وأتيحت لإميلي نانجاكوفي، وهي طالبة علوم من ناميبيا، الفرصة لطرح أسئلة حول البحث الذي أجروه في مهمتهم.
وردا على ذلك، قال تساي إنهم “يركزون على دراسة تأثير التعرض طويل الأمد للجاذبية الصفرية على صحة رواد الفضاء وتدابير الحماية المطلوبة”، مضيفا أنهم يجرون أيضا تجارب حول علوم الجاذبية المتغيرة وعلوم الحياة والبيئة وعلوم التكنولوجيا الحيوية وغيرها.
وأوضح أن “هذه المشروعات البحثية التجريبية ستوفر الدعم لرواد الفضاء لعيش حياة صحية والعمل بكفاءة عالية في المحطة الفضائية ووضع الأساس لاستكشاف الفضاء السحيق في المستقبل”.
بينما قال تشن إنهم “سينفذون أنشطة خارج المركبة وصيانة المعدات في المدار وتجارب تطبيقات الفضاء والتجارب الطبية الفضائية وإلقاء المحاضرات من داخل المحطة بالإضافة إلى مهام أخرى”.
ومن القاهرة، سألت باسانت سيد خليل وهي شابة مصرية تقوم بتدريس اللغة الصينية في جامعة القاهرة، ليو عن التحديات التي واجهتها لتصبح أول رائدة فضاء صينية وكيف استطاعت أن تحقق حلمها.
وأجابت ليو قائلة “في الواقع، في كل مناحي الحياة، هناك سيدات بارزات ناجحات في مناصبهن، وطالما أننا نعتز بأحلامنا سوف تكون لدينا القوة، وطالما أننا نطمح إلى تحقيق أهداف كبرى ونعمل بجد يمكننا إطلاق العنان لإمكانات ذكائنا وتحقيق أحلامنا”، منوهة بدعم عائلتها لها لتحقيق حلمها.
وكانت الإجابة ملهمة للشابة المصرية التي زارت الصين ثلاث مرات، حيث قالت إن ردّ ليو منحها الأمل أن “المرأة تستطيع أن تنجز الكثير من الأشياء في نفس الوقت”.
وأضافت باسانت “الحديث مع رواد الفضاء الصينيين مبهر جدا”، وأردفت “إذا كان لدينا هدف في حياتنا، فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا ونعمل بجد حتى نصل إليه”.
وأثناء الفعالية تم عرض مقاطع فيديو عن تطور الصين في مجال الفضاء والجهود التي بذلتها وكالة الفضاء الصينية لتحقيق الإنجازات الحالية.
وتتعاون الصين حاليا مع مصر في بناء مركز لتجميع الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء المصرية وإنشاء القمر الصناعي المصري للاستشعار عن بعد “مصر سات 2”.
بث حصري يكشف الحياة في الفضاء
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية شريف صدقي لوكالة أنباء شينخوا “إننا نعمل معا في تصميم وتنفيذ الأقمار الصناعية ونعدّ معا معامل خاصة لاختبار وتجميع الأقمار الصناعية، فهناك تعاون كبير بين مصر والصين في مجال الفضاء”.
وأكد صدقي أن هناك عددا من المشروعات المهمة لتوطين تكنولوجيا الفضاء في مصر بالتعاون مع الجانب الصيني.
ومن محافظة وهران الجزائرية طرح شباب من نوادي علم الفلك والابتكار من مناطق مختلفة من الجزائر العديد من الأسئلة المتعلقة بعلم الفلك، مثل ما إذا كان بالإمكان رؤية سور الصين العظيم من الفضاء، والصحراء الكبرى وجبل كليمنجارو في أفريقيا وكيف تبدو الأرض والقمر والكواكب الأخرى في الفضاء، وكم مرة يمكن رؤية شروق الشمس وغروبها في اليوم من المحطة الفضائية؟
وقد أجاب رواد الفضاء على الأسئلة وقدموا مزيدا من التفاصيل لإرضاء فضول الشباب لاستكشاف الفضاء وتحفيز رغبتهم في أن يصبحوا رواد فضاء يوما ما.
وأكد رواد الفضاء على أنه لا يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء ولكن عندما يكونون فوق القارة الأفريقية في يوم صاف يمكنهم رؤية الصحراء وجبل كليمنجارو من خلال الفتحات.
كما يمكن رؤية بعض المدن الكبيرة خاصة المدن المضيئة في الليل، بينما يتم استخدام طرق مختلفة لتحديد الاتجاهات.
وأشاروا إلى أنه دون تدخل وتأثير الغلاف الجوي والغيوم، يمكن رؤية قمر أكثر وضوحا وإشراقا على المحطة الفضائية، فضلا عن رؤية مشهد واضح للسماء المرصعة بالنجوم والكون الواسع، مؤكدين أن الأرض هي بيت الجميع ويجب حمايتها ومحبتها.
وتمكنت وكالة الفضاء الجزائرية بالتعاون مع الصين من إطلاق القمر الصناعي الجزائري للاتصالات الفضائية “ألكوم سات-1” في عام 2017.