فؤاد مسعد
الدكتور محمد الظاهري الفارس الذي ترجل اليوم مودعا دنيانيا الفانية.. لم يكن مدرس جامعي فحسب بل كان أخا وصديقا صادقا مع الجميع.
درس العلوم السياسية في جامعات الأردن ومصر ثم درّسها في جامعة صنعاء فكان نعم الطالب ونعم المدرس.
عرفته من سنوات طويلة بحكم أننا من مديرية واحدة، كان حاضراً في المشهد السياسي يمثل صوت العقل المستقل والمستنير، عندما كان التعصب الحزبي والسياسي سيد الموقف.
حافظ على علاقاته واحتفظ بموقفه مؤمناً أن الوعي أساس التغيير المنشود. وان المبادئ لا يمكن أن تتجزأ، والقيم لابد أن تحترم.
درس المجتمع اليمني وخلص إلى كثير من النتائج التي بقيت حاضرة في ذهنه وهو يكتب ويحاضر ويناقش.
لم يعتز بالارتباط القبلي وهو ابن أحد أبرز مشايخ المناطق الوسطى، بل كان يقدم نفسه واحداً من الناس العاديين رغم علمه الواسع وثقافته وسعة معرفته التي راكمها عبر السنين من دراساته الجامعية وابحاثه وقراءاته.
اليوم نودع علما من أعلام اليمن طالما ظل يمثل صوت العقل والحكمة في بلد صار أبعد ما يكون عن العقل وعن الحكمة.
وداعاً دكتور محمد.. كنت الأقرب إلى الناس حين ابتعد عنهم الساسة، وكنت الأصدق عندما كذب القادة وخانوا الأمانة وعبثوا بمصير البلاد والعباد.
رحمة الله تغشاك وعزاؤنا لأهلك وذويك وكل أبناء الوطن برحيلك الحزين.