كريتر نت – متابعات
أفادت رسالة داخلية من وكالة رويترز لموظفيها، الأربعاء، بأنها أزالت وكالة تاس من منصتها للعملاء، وذلك وسط تزايد في الانتقادات للطريقة التي تصور بها وكالة الأنباء الروسية المملوكة للدولة الحرب في أوكرانيا.
وكتب ماثيو كين الرئيس التنفيذي المؤقت لرويترز في مذكرة داخلية للموظفين ”نعتقد أن إتاحة محتوى تاس على رويترز كونكت، لا يتماشى مع مبادئ تراست في تومسون رويترز“.
وأضاف ”تلزم مبادئ تراست في رويترز، التي تعود إلى عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية، رويترز بالعمل بنزاهة واستقلالية وتحرر من التحيز“.
ويتهم الغرب روسيا بالسيطرة على وسائل الإعلام، وتعطيل عمل العديد منها؛ لمنع نقل الرواية الأخرى للحرب في أوكرانيا، على حد وصفها.
ورفضت تاس الإدلاء بتعليق. وتعتبر وكالة الأنباء الروسية تاس، التي يملكها ويمولها الكرملين بعشرات الملايين من الروبلات سنويًا، المصدر الرئيسي “للمعلومات الرسمية” في البلاد، قبل وكالات الدولة الأخرى، ريا نوفوستي وأنترفاكس.وتُلزم مبادئ وكالة رويترز التي أُنشئت في عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية رويترز “بالعمل بنزاهة واستقلالية وتحرر من التحيز”.
واتهمت بعض وسائل الإعلام الغربية ومجموعات حرية الصحافة وكالة الأنباء الروسية بنشر دعاية كاذبة حول الحرب في أوكرانيا.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت شركات التكنولوجيا العملاقة على غرار غوغل وفيسبوك وتويتر وخدمات التلفزيون المدفوع قيودًا على الوصول إلى وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة على غرار سبوتنيك وآر.تي بسبب مخاوف من نشر معلومات مضللة. ووصفت سبوتنيك وآر.تي القيود المفروضة عليهما من قبل الموزعين، والتي تشمل متاجر التطبيقات وخدمات الوسائط الاجتماعية الأخرى، بالرقابة غير المبررة.
وفي أوائل مارس، قطعت وكالة الصور غيتي (Getty Images) العلاقات مع تاس، وفقًا لتقرير فوربس. ونقل تقرير عن متحدث باسم غيتي قوله “من أجل ضمان سلامة المحتوى الذي نوزعه، نطلب من الشركاء والمساهمين الامتثال”. ولم تردّ تاس على طلب التعليق أيضا.
وفي نفس الفترة، أعلن التحالف الأوروبي لوكالات الأنباء (EANA) “الإيقاف الفوري” لوكالة تاس الروسية من صفوفه، إثر “اللوائح الجديدة التي تطبقها الحكومة الروسية والتي تقيد بشدة حرية الإعلام”.
وكانت رويترز كونكت تسمح للمستخدمين، ومعظمهم من المؤسسات الإخبارية، بالوصول إلى محتوى وكالة تاس ومشاركته مقابل رسوم.
وتعمل غرفة أخبار رويترز بشكل مستقل عن رويترز كونكت.
وتم إبرام شراكة تاس مع منصة رويترز كونكت في عام 2020. وفي بيان صحافي صدر في الأول من يونيو من ذلك العام، قال مايكل فريدنبرغ، رئيس وكالة رويترز آنذاك، إن انضمام تاس إلى رويترز كونكت كان “بناء على شراكتنا القيمة”. ووصف سيرغي ميخائيلوف، الرئيس التنفيذي لشركة تاس، الاتفاقية بأنها “حدث مهم حقًا”.
ووفقًا للبيان أتاحت شراكة تاس مع رويترز كونكت للعملاء “الوصول إلى الأخبار العاجلة والفيديو الحصري ومقاطع فيديو عن الكرملين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى مقاطع فيديو مميزة وأخبار عامة”.
ومنذ الغزو، أثارت الشراكة انتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي. ونقل مقال في صحيفة “بوليتيكو” الأميركية نُشر في العشرين من مارس عن صحافيين من رويترز لم يكشف عن أسمائهم قولهم إنهم يشعرون بالحرج من شراكة الشركة مع تاس.
وتاس التي أطلق عليها عند تأسيسها “وكالة سانت بطرسبرغ” هي أول وكالة أنباء رسمية لروسيا، وتأسست عام 1904، وأصبحت لاحقا واحدة من أهم وكالات العالم، وتمتلك شبكة واسعة من المكاتب في 63 دولة حول العالم و70 مكتبًا محليًا في جميع أنحاء البلاد.
من جانبها، اشتكت روسيا مرارا وتكرارا من أن المنظمات الإعلامية الغربية تقدم نظرة للعالم غالبا ما تكون مناهضة لروسيا، بينما فشلت في محاسبة قادتها على فسادهم وحروبهم الخارجية المدمرة مثل العراق.
وسبق أن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بأنه ليس سوى “إمبراطورية أكاذيب”.