كريتر نت – متابعات
أمام حشد يرتدي ملابس سوداء، نُكس العلم الوطني الصيني مع إقامة البلاد مراسم التأبين الوطنية الثامنة اليوم الاثنين لإحياء الذكرى “84” لضحايا مذبحة نانجينغ.
وعلى الرغم من برد الشتاء القارس، حضر آلاف الأشخاص المراسم التي أقيمت في نانجينغ حاضرة مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، معلقين زهورا بيضاء على طية الصدر لستراتهم تعبيرا عن التعازي.
وفي الساعة 10:01 صباحا، بدأت صفارات الإنذار تدوي وتوقفت الحركة بالمدينة. وأوقف السائقون في منطقة وسط المدينة سياراتهم وأطلقوا الأبواق. وتوقف المارة لمدة دقيقة صامتين لإحياء ذكرى الضحايا.
وقرأ يافعون إعلانا للسلام وقام ممثلو المواطنين بقرع جرس السلام. وتم إطلاق الحمائم البيضاء، التي ترمز إلى السلام، فوق ميدان القاعة التذكارية لضحايا مذبحة نانجينغ على يد الغزاة اليابانيين.
ووقعت مذبحة نانجينغ عندما استولت القوات اليابانية على المدينة في 13 ديسمبر 1937.
وعلى مدى ستة أسابيع، قتلت تلك القوات أكثر من 300 ألف من المدنيين الصينيين والجنود العزل في واحدة من أكثر الأحداث وحشية في الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 2014 ، حددت أعلى هيئة تشريعية في الصين يوم 13 ديسمبر ليكون يوم التأبين الوطني لضحايا مذبحة نانجينغ.
وكان الجيش الياباني قد استولى في الثالث عشر من ديسمبر / كانون الاول من عام 1937 على مدينة نانجينغ عاصمة الصين آنذاك ونفذ مذبحة قتل فيها حسب الإحصاءات الصينية أكثر من 300 ألف من المدنيين والجنود الصينيين الذين استسلموا، كما اغتصبت أكثر من 20 ألف امرأة، ولكن بعض القوميين اليابانيين المتطرفين يجادلون في ذلك ويحاولون نفيه.
وفي أول احتفال بذكرى المجزرة عام 2014 قال الرئيس الصيني شي للناجين من المذبحة الذين ما زالوا على قيد الحياة إن نفي الجريمة يعتبر بمثابة تكرارها، ولكنه اصر في كلمة القاها في نانجينغ إن المراسم التي اقامتها الحكومة الصينية للمرة الاولى هذا العام تهدف الى تعزيز السلم وليس اطالة امد الاحقاد.
يذكر ان العلاقات بين الصين واليابان شهدت توترا في الاعوام الاخيرة على خلفية النزاع بينهما حول ملكية جزر في بحر الصين الشرقي اضافة الى اصرار اليابان على تكريم مجرمي حرب في ضريح ياسوكوني .
موضوع “اغتصاب نانجينغ” كما يشير اليه الصينيون يعتبر موضوعا شديد الحساسية في العلاقات المتوترة بين الصين واليابان
ولكن العلاقات الثنائية شهدت انفراجا نسبيا في الفترة الاخيرة، وخصوصا بعد اللقاء الذي جمع الرئيس شي ورئيس الحكومة اليابانية مؤخرا ؛ وجاءت هذه الانفراجة بعد أن شهدت صراعا مرا حول جزر دياويو في بحر الصين الشرقي التي يدعي الجانبان السيادة عليها.
ولكن مع ذلك، يستمر اللغط بين البلدين حول الاحتلال الياباني الوحشي للصين قبيل واثناء الحرب العالمية الثانية.
وتقول بكين إن طوكيو لم تعتذر قط عن جرائمها ولم تكفر عنها، ومما زاد الطين بلة الزيارات التي يصر رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي ومسؤولوه القيام بها لضريح ياسوكوني الذي يكرم قتلى الحرب اليابانيين الذين يضمون في صفوفهم مجرمي حرب.
وفيما تقول الصين إن مئات الآلاف من المدنيين ذبحوا في نانجينغ، ينفي ذلك عدد من السياسيين القوميين اليابانيين بل ينفون وقوع المذبحة اصلا.
وكان الرئيس شي في كلمته التي ألقاها في أول احتفال بذكرى المجزرة عام 2014 الذي صادف الذكرى 77 المجزرة انتقد القوميين اليابانيين الذين ينفون وقوع مذبحة نانجينغ بالقول “كل من يحاول نفي المذبحة لن يسمح له بذلك التاريخ وارواح 300 الف ضحية و1,3 مليار صيني وكل الشعوب المحبة للسلم والعدالة في العالم.”
ولكن الرئيس الصيني اضاف انه لا ينبغي على الصين ان “تحمل حقدا على امة باسرها بسبب قيام قلة من العسكريين بشن حروب عدوانية.”
وكان الغزو والاحتلال الياباني للصين في الثلاثينيات والاربعينيات قد اسفر عن مقتل الملايين من الصينيين.