كريتر نت – متابعات
تنظر جماعة الحوثي الانقلابية، المدعومة من نظام طهران، للموقع الاستراتيجي الذي تتميز به محافظة شبوة، والتي تتوسط محافظات الجنوب، على أنها تمثل استراحة محارب بالنسبة لهم، لجمع القوى البشرية والمادية؛ للزحف باتجاه عدن وأبين جنوبا، وحضرموت والمهرة شرقا.
وفي هذه المرحلة، باتت سيطرة الحوثيين على محافظة حضرموت الجنوبية هدفا تحاول الجماعة الوصول إليه، لاسيما بعد سيطرتهم أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، على مديريات بيحان الثلاث – طوعاً – بإيعاز من سلطة شبوة الموالية لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) بقيادة المحافظ محمد صالح بن عديو، لتكون المنفذ الآمن لدخول حضرموت.
وجعل موقع حضرموت الذي يحده من الشمال الغربي محافظتا الجوف، التي سيطر عليها الحوثيون مطلع آذار/مارس الماضي، ومأرب أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، هدفا يستحق المحاولة، لاسيما وأن ما تسمى بالمنطقة العسكرية الأولى التي تتمترس في مدينة سيئون بوادي حضرموت بكامل عتادها وأسلحتها الثقيلة – توالي جماعة الإخوان.
واستشعرت قيادة حضرموت خطورة الموقف العام، وضرورة الاستعداد للتصدي للمشروع الحوثي الإيراني، والدفاع عن حضرموت والحفاظ على أمنها واستقرارها، في ظل الأوضاع والتطورات الأخيرة التي شهدتها بعض مدن المحافظة، والمحافظات المجاورة.
وقال محافظ حضرموت الذي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الثانية: “إن ميليشيات الحوثي لا تؤمن بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا أعرافنا وتقاليدنا، وأن حضرموت لن ترضى بأي شكل من الأشكال بأفكار هذا المشروع الإيراني”، متطرقا إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطة وجولاتها التفقدية إلى معسكرات المحافظة للتصدي لأي محاولات تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.
وأكد البحسني أن “الموقف العام الذي تمر به حضرموت يتطلب إشراك كافة فئات المجتمع في الملف الأمني، نتيجة للموقف السياسي والعسكري الذي طرأ مؤخرًا وتقدّم ميليشيا الحوثي الإنقلابية في بعض جبهاتها خصوصًا مأرب وشبوة”.
ونفذ قائد المنطقة الثانية فرج البحسني، سلسلة نزولات ميدانية خلال الفترة القصيرة الماضية؛ للإطلاع عن كثب على جاهزية ألوية المنطقة تحسبا لأي طارئ، شملت قيادة لواء شبام، ومعسكر عجزر الذي لعب دورا مهما في تطهير المناطق التي تقع تحت حمايته من التنظيمات الإرهابية، ولواء الدفاع الساحلي الذي يرابط بقارة الفرس، وصولا إلى معسكر الحمراء الذي يؤمن الحدود الغربية لمحافظة حضرموت.
وأشار البحسني إلى ” أبناء حضرموت على قدرٍ كافٍ من الوعي والفهم، وسيهبّون لإسناد قوات الجيش في سبيل الدفاع عن المحافظة والحفاظ على أمنها واستقرارها وخيراتها وثرواتها”.
وتتخذ المنطقة العسكرية الأولى من مدينة سيئون حصنا منيعا لقواتها المكونة من سبعة ألوية عالية الكفاءة، إلا أنها لم تستطع تأمين مناطق وادي حضرموت من الأعمال الإرهابية والاغتيالات التي طالت مواطنين وعشرات منتسبي المنطقة العسكرية الثانية بساحل المحافظة.
وتجاوزت حالات الإغتيلات في وادي حضرموت حتى العام 2019 الـ300، وبالرغم من انتشار قوات المنطقة الأولى على مداخل ومخارج مناطق الوادي، لم تستطع تلك القوات أن تلقي القبض على الجناة ولو لمرة واحدة وتم تقييد تلك الجرائم ضد مجهول. بحسب احصائية لموقع “نيوزيمن”.
ويتهم سكان وادي حضرموت المنطقة العسكرية الأولى التابعة لنائب الرئيس اليمني، الجنرال علي محسن الأحمر بالوقوف خلف تلك الأعمال الإرهابية وعمليات التصفية الجسدية التي تطال الجنوبيين وقياداتهم، فضلا عن إيواء العناصر الإرهابية والتستر عليها.
ويعتبر مراقبون أن الألوية السبعة التي تمتلكها المنطقة العسكرية الأولى، تشكل تهديدا خطيرا على ساحل حضرموت لاسيما أنها تمتلك القدرة القتيالية العالية والأسلحة الثقيلة التي لا تمتلكها المنطقة الأولى، الأمر الذي من شأنه حسم المعكرة في حال أعلنت قبادة المنطقة الأولى تحالفا – ضمنياً – مع جماعة الحوثي عند اقترابها من مناطق الوادي.
ويحذر المراقبون من تكرار سيناريو تسليم المنطقة العسكرية الثانية بساحل حضرموت – بقيادة قوات شمالية حينها – لتنظيم القاعدة في نيسان/ إبريل 2015 دون قتال، بنفس الطريقة التي سلمتها قوات الإصلاح للحوثيين.
ويعتبر المراقبوان أن هذا المشهد ليس بمستبعد، مالم يتم استبعاد القوات الموالية للإخوان من مناطق وادي حضرموت، وهو الأمر الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي في معظم خطاباته.