كتب : محمد ناصر العولقي
فاجأني الصديق العزيز الأستاذ محمود سبعة قبل قليل بنبأ وفاة صديقنا وزميلنا وأخينا العزيز الأستاذ دكنور عبدالكريم أسعد قحطان في مصر .
نزل الخبر عليّ كالصاعقة فقد كان الدكتور عبدالكريم زميلنا في دفعة عام 1989م بكالوريوس لغة العربية في كلية التربية العليا عدن ، ومن أقرب الناس إلي أثناء الدراسة وبعد التخرج .
كان رجلا نادرا جمع بين موهبة قيادية في النشاط الحزبي والسياسي والتفوق العلمي العالي ودماثة الأخلاق وقوة الإصرار والعزيمة على النجاح في الحياة وتواضع السلوك والانفتاح على الجميع بقلب متسامح وعقل ناضج ويتمتع بثقة قوية في النفس إضافة الى ملكاته الإبداعية الشعرية والنقدية والثقافية واللغوية .
وفي حياة العزيز عبدالكريم أسعد قحطان رحمه الله كثير من المحطات التي يستحق من خلالها إن يتخذه المرء قدوة له ونموذجا في العطاء اللامحدود والإصرار على للنجاح .
ذات مرة صافحني بقوة ونحن في فناء الكلية ، فقلت له : يا أخي أنت مسؤول سياسي وقيادي فمن أين جئت بهذه اليد الخشنة ؟ فرد علي ضاحكا : كنت أدرس في الشعيب واشتغل في الحجارة … أنقش حجر من الحيد من أجل أعيل نفسي وأسرتي واستمر في الدراسة .. وقد كبر جدا في عيني بهذا الكفاح والإصرار على النجاح .
ودرس واجتهد وتفوق والتحق بالعمل الأكاديمي وواصل دراسته العليا وأسس كلية التربية في الضالع وقدم الكثير من الأعمال الأكاديمية والبحثية والأدبية والثقافية واللغوية خلال مسيرة حياته الزاخرة بالعطاء .
لقد خسرنا وخسرت بلادنا برحيل البروفيسور عبدالكريم أسعد قحطان هامة علمية وأدبية وأخلاقية وسياسبة كبيرة جدا وعلما من أعلام الفكر قلما يجود بمثله الزمان ، ولا نملك أزاء هذه الفاجعة سوى التعزية لأهله وذويه وللوطن كاملا والدعاء لفقيدنا الكبير عبدالكريم أسعد قحطان بأن يرحمه الله ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويتقبله قبولا حسنا .
إنّا لله وإنّا إليه راجعون