بقلم / رشدي محمد سعيد
تمر الايام وتمضي لتعيد ذكريات الاحزان وكلما غاب يوم ومضى شهر ورتحل عام نجد انفسنا بين الايام والشهور والاعوام لنا معها ألف قصة والف عبرة والف حزن .
لقد أنطوى عام من فقدان البطل عبدالولي محمود الصبيحي ابو محمود ولن تطوي معه أحزاننا ومأساتنا وذكرياتنا له ، لقد أسس رحيله في قلوبنا مواجع وجراح لن تغطيها صروف الزمان وتقلباته ،وغرسا فينا حبا وشوقا لتلك الملامح التي غاب تحت التراب ولن تغيب عن البال أبدا .
ولنا في ذكرى رحيل البطل عبدالولي محطات ومواقف عاصرها في حياته وبقيت شاهدة على العصر ، مواقف خلدت سمة الرجولة وعزة الاحرار ، وشيم الكرماء المخلصين .
لقد أفنى الفقيد الراحل عمره في الدفاع عن القيم والمبادئ التي لربما ضاعت في زمننا إلا من رحم الله وعلمنا دروسا في الأنفة والعزة والشامة ، حيث كانت مسيرة حياته تاريخا للجبيحة خاصة واللصبيحة عامة .
عظم المصاب برحيلك أيها البطل وخسرنا هامة لن تعوض ، تزاحمت الاحزان ولن تبرح برحيل شقيقك وضاح و بأسر والدك اللواء محمود الصبيحي . وكنت أنت الأمل والحلم والإنيس والحارس وشاءت الاقدار أن تنزعنا روحك الغالية ونفسك الطيبة وشجاعتك النادرة وحلمك الفريد لتزيدنا ألما فوق الألم وجرحا فوق الجراح وذكريات لن تنتهي .
مهما تتابعت الايام لتغطي مأثر تاريخك تأبى نفوسنا أن تنسى أغلى إنسان عرفته الدنيا وأهلها وداعا أبا محمود نم قرير العين غبت عنا جسد ولكن لن تغيب عنا روحا غبت عنا من هذه الدنيا ولكن لن تغيب تلك الفضائل والشيم والأصالة التي تركتها لنا إرثا نتوارثه إلى أن نركب خطوب المنايا ، أبا محمود عاهدناك حيا وسنعاهدك وأنت تحت الجنادل إننا على عهدك سائرون وعن درب عزك لن نحيد أبدا .أنت حي في أرواحنا ولن نفرط في عزك وتاريخك الذي رسمته لنا وداعا ولنا في الجنة لقاء بإذان الله .
ستظل ذكراك التي أورثتها …. جيال على طول الحياة يردد
صور الشجاعة والبطولة والفداء …. ويعيش عهد العز فينا يجدد
حزنت عزافة من عظيم مصابها …. وسماءها من بعد نورك أسود.
تغمدك الله بواسع الرحمة والمغفرة وأسكنك فسيح الجنة وإنا لله وانا اليه راجعون.