كتب : علي محسن سنان
احقا مات معلم الاجيال .. احقا مات عقل الحكمة .. احقا مات منبع العطف والحنان والرحمة معلمي واستاذي والمربي الاول في مقاعد درسي وقدوتي في رسم الحرف العربي والبلاغة ، وحسن الالقاء والخطيب المفوه .
تعلمت ابجديات اللغة على يديك وتعلمت الرفض منك لكل ماهو غير انساني انك انت قلب الانسانية في بلدتي الحبيبة .
علمتني الا اكون الا مميزا في دراستي وكنت كذلك ووجهت واشتريت لي كراستي وسروالي وقميصي لاني كنت يتيم ، وكنت نعم الاب والمربي.
منك تعلمنا الصبر والشجاعة وقول الحق وكنت دائما ما تسمعنا (كلام الناس اقلام الحق) وكبرت وعدت بناء على طلبك والحاحك معلما للغة العربية في الصف الثامن والسابع في مدرسة صالح قاسم الاساسية وكنت مديرها .
آه لكم كنت عطوف علينا وتقدم لي بالذات كل صباح الفطور والشاي بل والتمر والحليب ومن ثم اصرارك على تعييني وكيلا للمدرسة التي تديرها في 91م
وهنا وهي اهم مرحلة وانعطافة عملت وكيلا ومعلما للغة العربية وترك لي كل الصلاحيات الادارية حيث قام بالمتابعة لصب الصفوف التي كانت على وسك الانهيار وبمساعدة الوزير صالح عبدالله مثنى وتعاون الاهالي .
الفقية معلم ومربي واب واستاذ ومعلم وخطيب وامام وشيخ تعلمنا منه الكثير والكثير.
وعند تحمله مدير عام المديرية عمل بجد واخلاص وحافظ على الناس من الضياع والتعسف والسجون وبفضل تواجده مديرا عام بني الجامع الكبير الحالي وتفاعل وعايش البناء حجرا حجرا ومترا مترا وعمودا عمودا حتى انجازه .
واتذكر جيدا لحظة ايداعنا سجن حيدر في 28 نومبر 1994م وحينها لم ينم استاذنا ومعلمنا نهائيا حتى اطلاق سراحنا ودون تحقيق او ضمانات ، وقبل الفجر احضرنا اليه ، وهو شامخ وذات هندام انيق والجنبية يلبسها لاول مره اشاهده بهذا الحضور القوي والشجاع وقامة وراس نشوان وسعدنا بهذا الصنيع لابينا ومعلمنا وتم اطلاق سراحنا فجرا .
وفي رمضان 2007 م تقريبا عملنا على تكريمه وبالحاح ومبادرة الاخ العزيز محمد هادي وجمعية ابناء الضالع برئاسة الدكتور عبدالسلام الحاج .
وقبل عامين زرته بصحبة قيادة انتقالي الضالع وتم تكريمه ولا انسى ما قاله بعد ان اذرف الدموع كنت والله اريدكم تكرموني بعد موتي وبكى حينها الكل لهذا المشهد المؤثر والحزين لاستاذنا ومعلمنا .
والتقينا كثيرا وكثيرا جدا واذكر انه في الاشهر وقبل ثلاثة اعوام قبض راتبه وفي رمضان جاء الى منزلي وحينها كنت مريضا واعطاني ربع راتبه ، ولا انسى ما حييت عطفه وحنانه وتشيجيعه لنا ودعمنا ماديا ومعنويا .
محمد الفقيه لا تراه الا انيقا وانيقا جدا طول حياته وهندام جميلا ووجه مشرق ووضاء يعكس صفاء روحه ونبل خلقه ونقاء سريرته.
ان غضب غضب ولكن في دقائق معدوه ينسى كل ذلك بل يبكي وشاهدته على هذه الشاكله كثير المرات
مات الفقيه مظلوما كما عاش مظلوما وإن الاوان ان ينصف ويعاد له اعتباره يايقونة للضالع كل الضالع
وداعا والدنا ومعلمنا وخير مربي.
وداعا رجل الحكمة رجل الوطنية الحقة وللعلم استاذنا واحد من الرجالات الاول لثورة اكتوبر .
اللهم يارب العالمين يارحمن يارحيم ارحمه واسكنه فسيح جناتك وسلام على روحك ايها الشيخ الجليل