كتب / احمد طه المعبقي
في الصباح الباكر الموافق 3/فبراير / 2011م .خرج الرفيق /أيوب الصالحي يتجول بدبابه (باص)بشوارع تعز فاتح أغنية والله ورب العرش مانركع ..(عبرسماعة مكبر الصوت)وكانت صدى اغنية خواجة تهز مدينة تعز .استمر – أيوب- يتجول حتى الساعة التاسعة صباحا تقريبا وبعدها اتجه إلى ساحة صافر المعروف اليوم (بساحة الحرية ) وكان هناك مهرجان يقيمه المشترك .
تفاجأت أحزاب المشترك بدباب أيوب الذي كان يحمل صور جيفارا ويتغنى بأغاني عبود خواجة.
ارتبكت قادة أحزاب المشترك بمجرد سماعها صوت لم يعتادوا سماعه .
أصدروا على الفور تعليمات إلى البشمرجة حقهم بمنع الرفيق /أيوب من الاستمرار بهذه الاغاني وكما سموها (أغاني جنوبية انفصالية ).
حاولت بشمرجة المشترك أغلاق أغنية عبود خواجة وتمزيق أسلاك سماعة الصوتيات التي كانت فوق دباب أيوب .لكن أيوب وقف لهم بالمرصاد بمساندة شباب الأشتراكي .
هذه الأغنية التي كان يراها المشترك بإنها أغنية انفصالية أصبحت اليوم أشهر أغنية في الثورة الشبابية وممكن نقول بإن هذه الأغنية أصبحت روح وجسد الثورة الشبابية بينما مشترك تعز كان يصف الاغاني الموجهة ضد النظام بالاغاني الانفصالية كونها ارتبطت بالحراك الجنوبي .
كما قام الرفيق أيوب بتوزيع مايقرب خمسين صورة للرفيق الاممي جيفارا على الرفاق المتواجدين داخل المهرجان (ساحة صافر).
ويعتبر هذا اليوم أي يوم 3/فبراير /2011م أول يوم نزلت فيه صور جيفارا إلى الشارع اليمني هذه الصورة التي أصبحت مرتبطة بثورة فبراير أو بالاصح أصبحت صيرورة ثورة وبرنامج ثورة .
استمر الرفيق أيوب داخل المهرجان حتى انتهت الخطابات المملة التي القاها قادة المشترك والتي كانت عبارة عن خطابات تعزز مبدأ الخضوع والاستسلام خطابات تترجئ وتتسول من الحاكم وتطلب منه المغفرة وهي الخطابات التي اعتدنا سماعها من قاداتنا في المشترك .
بمجرد انتهى المهرجان ؛ على الفور باشر أيوب بمسك المكرفون الذي كان فوق دبابه (باص) ..ودعا المتواجدين في المهرجان إلى مسيرة في اتجاه مبنى المحافظة وظل أيوب يردد هتاف الشعب يريد إسقاط النظام .على الفور تحركت بشمرجة المشترك وكان يتقدمها نائب إصلاحي .
اعتبرت البشمرجة هتاف الشعب يريد إسقاط النظام اساءة للنظام وإركان النظام ، والخروج في مسيرة من داخل المهرجان مخالفة لقوانين النظام وخروج عن طاعة ولي الامر.
أقدمت البشمرجة مرة ثانية على تمزيق اسلاك سماعات مكبر الصوت التي كانت فوق دباب الرفيق ايوب ومحاولة منع ايوب من التحرك هو ورفاقه ، أصر ايوب ومجموعة من الشباب إلى الخروج بمسيرة الى مبنى المحافظة تعرضت لهم القوات الامنية التابعة للنظام التي كانت على مقربة من المهرجان .. فقد قام ضابط امن المحافظة المدعو علي العمري بمنع دباب أيوب من التحرك وهدد أيوب بانه سوف يحرق دبابه ( سيارة صغيرة) استطاع علي العمري ايقاف دباب أيوب واجبره بالاتجاه الى شارع أخر. لكن العمري لم يستطع ايقاف المسيرة التي كانت خلف الدباب واصلت المسيرة السير حتى مبنى المحافظة لكنها قوبلت بالقمع ونتفاجئ بايوب ودبابه وخلفه موج من البشر وصلت ايضا الى مبنى المحافظة وقمعت قمع شديد بالرصاص الحي .
على العموم ليس بوسع احد أن ينكر بان ثورة فبراير هي امتداد لإنتفاضات الحراك الجنوبي وان القضية الجنوبية كانت حاضرة بشكل كبير في وجدان شباب الثورة السلمية وان نواة ثورة 11فبراير كانوا ايضا من ابناء الجنوب وبالتحديد من محافظه لحج ومن ابناء تعز الذين يؤمنون بعدالة القضية الجنوبية .حتى عندما ركب المشترك الثورة الشبابية وعمل على حرف مسارها ورهنها لمشائخ حاشد .كان شباب الثورة يرفضون تأجير الثورة مرددين عصابة 7/7 نفس اللون ونفس الطبعة وكان هذا الهتاف
*تعبير عن حضور القضية الجنوبية في وجدان شباب الثورة .
ثانيا كان هذا الهتاف تعبير عن ردت القمع الي يمارسه المشترك مع شباب الثورة وتذكير جزء كبير من المشترك بانهم جزء من عصابة النظام الحاكم .
على العموم كانت فبراير تعبير عن وحدانية القضية والهم المشترك في الشمال والجنوب واسقاط النظام المشيخي الكمبراردوري الطفيلي لكن المؤامرة على الثورة كانت أكبر مما نتوقع حيث استطاع النظام أن يرتب اوراقه ويدخل على الثورة من ابوابها ويحتويها ويتحول هو نفسه إلى حامي لها ولايمكن ان نغفل دور الدول الاقليمية في افشال الثورة الشبابية .وبهذا أفرغت الثورة من اهدافها ومضمونها التي قامت من أجله وانقسم النظام الفاسد الى نصفين وأصبح معه رأسين رغم التشابه الكبير بين الراسين إلا ان الراسين أصبحو هم الثورة وهم الثوار هم السلطة وهم المعارضة
ـ هم الطغاة وهم المظلومين
ـ هم السجان وهم المسجونيين
ـ هم الخلافة وهم الامامة
ـ هم الجمهوريين وهم الملكيين
ـ هم الصرخة وهم التكبير
ـ هم الدولة المدنية وهم الدولة الاسلامية .
صحيح ان ثورة فبراير لم يكن لها برنامج يحدد اهدافها بوضوح لكن فقدانها لبرنامج ليس يرجع الى نقص في مضمونها الاجتماعي الثوري التاريخي بل يرجع الى مدى الثغرة الايدلوجية بين جماهير الثورة وقياداتها .
على العموم كم أنا حزين على رفيفي أيوب كان راد من رواد الثورة الشبابية وان خطواته الجريئة هي التي عجلت بالثورة الشبابية .
وليس بوسع احد ان ينكر بان البشمرجة التي قمعت الرفيق أيوب في 3/فبراير 2011م هي نفسها من قامت باختطافه يوم 12/يونيو /2016م