كريتر نت – العرب
واجهت القوات التركية العاملة في شمال العراق إخفاقة كبيرة بعد أن فشلت القوات الخاصة التركية في إنقاذ 13 من نخبة عناصر المخابرات والشرطة سبق أن اختطفهم مقاتلو حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
واعترف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأن جنودا ينفذون عملية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق عثروا على جثث 13 تركيا اختُطفوا وأُعدموا في كهف.
ومع أن أكار لم يكشف عن هوية القتلى إلا أن مصدرا أمنيا رفيعا أكد لوكالة رويترز أنه تم التعرف على هوية تسعة من القتلى الذين عُثر على جثثهم في الكهف، ومن بينهم أفراد من المخابرات والجيش والشرطة التركية.
واعترف لاحقا حاكم ولاية ملطية (شرق تركيا) التي نقلت إليها الجثث بأنه جرى التعرف على هوية 10 من الضحايا، وأغلبهم عناصر شرطة اختطفهم حزب العمال الكردستاني عامي 2015 و2016.
وكانت تركيا قد أعلنت أن هدف عملية “مخلب النسر – 2” مواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض، إلا أن انتهاء العملية بمقتل عناصر المخابرات والشرطة كشف أنها كانت مخصصة لإنقاذهم.
وكان وزير الخارجية التركي قد ذكر في عام 2017 أن أنقرة تعمل على إعادة مواطنين قال إن حزب العمال الكردستاني اختطفهم، وذلك بعد أن أفادت وسائل الإعلام التركية بأن الحزب أسر اثنين من أفراد المخابرات التركية في العراق.
فهيم أيشيك: الجيش التركي فضل مقتل الأسرى على استعادتهم بالتفاوض مع حزب العمال
وكشف الارتباك التركي حجم الإخفاق بعدما أكد مسؤولون أتراك -بمن فيهم المتحدث الرئاسي إبراهيم كالين- أن القتلى من المدنيين، فيما تبين لاحقا أنهم من نخبة عناصر المخابرات والشرطة التركية وأن عملية “مخلب النسر – 2” كانت مخصصة لإنقاذهم.
ولم تخفف تصريحات رئيس الأركان التركي ياسر جولر من وطأة الفشل في إنقاذ عناصر المخابرات، عندما أكد أن عملية “مخلب النسر – 2” جاءت بناء على “دليل جيد جدا” حول المكان الذي كان حزب العمال الكردستاني يحتفظ فيه بالأسرى.
وبحسب جولر وصلت القوات التركية إلى الكهف المعني في اليوم الثالث من العملية.
وشكك الصحافي التركي فهيم أيشيك في رواية وزير الدفاع خلوصي أكار التي تفيد بأن الأسرى قد تم إعدامهم.
وقال أيشيك في تغريدة على حسابه في تويتر “الأسرى منذ سنوات في حوزة حزب العمال ولم يقدم على قتلهم، فلماذا يقتلونهم اليوم”.
وأضاف “ألم يسبق لتركيا أن استردت عناصر من قواتها في عمليات تفاوض مع حزب العمال؟ فلماذا فضلت أن يموت الأسرى هذه المرة؟ ومن المستفيد من موتهم؟”.
وكانت حركات إسلامية مدعومة من تركيا قد أطلقت حملة انتقادات بذريعة أن القتلى من المدنيين قبل أن يشيع خبر أنهم من المخابرات والشرطة التركية.
وقال أكار إن تركيا شنت عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في منطقة كارا بشمال العراق يوم العاشر من فبراير لتأمين حدودها والعثور على مواطنين مخطوفين.
وذكر بيان على موقع إلكتروني تابع لحزب العمال الكردستاني أن بعض الأسرى الذين كانت الجماعة تحتجزهم -ومنهم أفراد في المخابرات والشرطة والجيش بتركيا- لقوا حتفهم أثناء قصف تركي للمنطقة، نافيا نفْيًا مطلقا إيذاء أيّ أسير.
وأضاف البيان “كان بين الأسرى مديران من وكالة المخابرات التركية، وتسعة ضباط شرطة وجنود”.
وسبق -في مقطع الفيديو- أن شكك أحد الجنود الأسرى في عدم قدرة الجيش التركي على إنقاذه قائلا “لا أعرف ما إذا كان هناك أحد يعمل من أجل تحريرنا”.
وبدأ حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، تمرده المسلح في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية عام 1984. وأودى الصراع بحياة ما يربو على أربعين ألف شخص.
وخلال العامين الماضيين تركزت حملة تركيا على الحزب بشكل متزايد في شمال العراق حيث يوجد معقل للجماعة في جبال قنديل على الحدود مع إيران.
وتثير العمليات التركية توترا لدى الحكومة العراقية، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكرر التأكيد على أن بلاده تعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذا كانت بغداد “غير قادرة على القيام بذلك”.
وسبق أن كشفت مصادر استخبارية عراقية أن القوات التركية المنتشرة في عدد من المواقع في شمال العراق وسعت نطاق مهامها الاستطلاعية تحضيرا لعملية “مخلب النسر – 2”.
فشل تركي في إنهاء التمرد الكردي
وقالت المصادر في تصريح لـ”العرب” إن “الطيران التركي نفذ عددا كبيرا من عمليات الاستطلاع فوق مدن شمال العراق”.
وكان أردوغان قد توعد بأن تقوم قوات بلاده “فجأة ذات ليلة بعملية في شمال العراق”.
وأطلق أردوغان تصريحاته التي وصفت بالاستفزازية بعد أيام من إرسال وزير الدفاع أكار إلى كل من بغداد وأربيل لنقل رسائل لم تكن ودية بالكامل، حسب ما أفادت به مصادر سياسية مواكبة.
وقالت المصادر إن وزير الدفاع التركي هدد إقليم كردستان بتحريك ملف المعبر الحدودي التركي مع الموصل إذا لم يتعاون مع أنقرة في ملاحقة حزب العمال الكردستاني.
ويكشف الفشل التركي في إنقاذ عناصر المخابرات أن الوعود التركية -خصوصا مع عبارة أردوغان “سنأتي ذات ليلة” التي سبق أن استخدمها قبيْل عمليات عسكرية تركية في المعارك بين أذربيجان وأرمينيا- قد تحولت إلى كارثة بالنسبة إلى الجيش التركي.